عام مختلف على صالون ناريمان الثقافي

على مدى سبعة مواسم متتالية، في آخر سبت من كل شهر كان صالون ناريمان الثقافي يستعد لاستقبال ضيوفه، من أهل المدينة وخارجها؛ حقوقيين، سياسيين، أُدباء، إعلاميين، ناشطين، وغيرهم من المهتمين.

كانت الدارة عامرة بضيوف من مختلف الإهتمامات الذين كانوا ينتظرون الضيف بشغف لتناول شتى المواضيع وتبادل وجهات النظر ليظهر الإختلاف الراقي، والإعتراض الهادف والحديث الدسم الذي يروي ظمأ المتعطشين للأسئلة الحائرة والأفكار المشوشة في ظلّ الوضع السائد؛ فكانت الجلسات المميّزة تنتهي بأمتع اللحظات وأجمل المواقف التي كانت تمرُّ بنا في هذه اللقاءات الشهرية والتي كان ينتظرها المجتمع الطرابلسي بشوقٍ وإهتمام!!

هذا العام ليس ككل الاعوام.. على مستوى الكرة الارضية، ولكن في لبنان جانحة الكورونا، وفساد السلطة، واندثار الأمان، واللهث وراء أبسط الحقوق للعيش الكريم، هذه الاسباب مجتمعة التي أثقلت كاهل المواطن اللبناني، آلت دون حصوله هذا الموسم!
للأسف، سنفتقد الوجوه المُحبّبة والنقاشات الهادفة، ولن يكون هناك لقاءات ولا صالونات تخصّ الفكر والعلم والمعرفة!!

مع كل الخسارات التي يتحمّلها الفرد، لن يكون هناك مُتنفَّس للدردشة ومنفذ صغير للتفريغ من الضغط الاجتماعي والمعيشي والسياسي.. سيفتقد الصالون زواره وضيوفه المميزة من النُخبة الصفوة المفكرة لنلهث وراء المزيد من الضغوط والهموم!

ضيوفي الكرام، أحبائي، أصدقائي وزملائي في النضال، أسأل الله لكم ولنا السلامة وأستودعكم الله.. على أمل أن تحلُّ الغيوم السوداء عن سماء لبنان والعالم العربي قريبًا..

دمتم بخير،
ناريمان الجمل

طرابلس/لبنان
٢٥/١٠/٢٠٢٠

شاهد أيضاً

ورشة تصوير للمركز الإسلامي ومجلة البلاد وصدى الضاحية تحت عنوان :”للاستثمار الفعّال بالشباب”

كتب مدير التحرير المسؤول: محمد خليل السباعي نظّم “المركز الإسلامي للإعلام والتوجيه”، بالتعاون مع مجلة …