التقى المطران أسايان وجال في السوق التجاري ، وشارك في ريستيال ميلادي

ابراهيم :”أعترفُ لكم أنني وجدتُ أهلَ زحلة والبقاع أطيبَ شعبٍ يحلو العيشَ معهم”

سلسلة نشاطات ولقاءات قام بها رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم، في مقر كاتدرائية سيدة النجاة في مدينة زحلة ، حيث استقبل النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار اسايان في زيارة معايدة بمناسبة حلول عيد الميلاد والسنة الجديدة، وجرى البحث بالعديد من الشؤون الكنسية وهموم الرسالة المشتركة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان، والتحديات التي تواجه ابناء الكنيسة ودعوتهم الى الصمود في ارضهم وعدم التفكير بالهجرة.
وتمنى ابراهيم لاسايان وابناء الطائفة اللاتينية في لبنان اعياداً مجيدة.

أبرشية زحلة
بمناسبة عيد ابو الآباء النبي ابراهيم والذكرى السنوية الثانية لتوليته على ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، والذكرى السنوية الأولى على توقيع اتفاق التعاون بين مستشفيي تل شيحا واوتيل ديو وجامعة القديس يوسف، ترأس المطران ابراهيم، قداساً احتفالياً في مقر كاتدرائية سيدة النجاة في مدينة زحلة ، بحضور مدير عام مستشفى تل شيحا مروان خاطر وعقيلته، المدير العام السابق للأمانة العامة في القصر الجمهوري عدنان نصار، أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر، رئيسة ثانوية مار يوسف للراهبات الأنطونيات الأخت رولا كرم، رئيسة ثانوية القلبين الأقدسين الأخت سميرة الأسمر، رئيسة مدرسة سيدة الإنتقال للراهبات المخلصيات في الفرزل الأخت أغابي حنا، رئيس مجلس ادارة المدرسة الوطنية الأميركية عزيز ابو زيد، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في البقاع يوسف جحا، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل، رئيس اللجنة الإقتصادية في غرفة التجارة طوني طعمة، رئيس اقليم كاريتاس زحلة فادي سابا، مأمور نفوس زحلة ربيع مينا، المهندسان وسيم رياشي وغازي غصن وبمشاركة لفيف الإكليروس الموقر،وجمهور كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة بالمناسبة جاء فيها :
” في هذا اليوم، وأنا استذكر زمناً مضى ولم يمضِ، أُلقِيَت في قلبي منذ سنتين دعوةٌ إلى وليمةِ هذه الأبرشية تشبه الدعوةَ إلى العشاء في إنجيل اليوم. دخولي إلى العشاء كان اسمُهُ حفلَ التولية. أي تولي المسؤولية كرئيسِ أساقفةٍ لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع. شعرتُ في زمن اختياري لهذه المَهَمة بقوة تضطرني إلى الدخولِ إلى وليمةِ الحمَل كي أكون مع الصابرين من أهل وطني على أشواك دروبهم وأتحد بجرحهم وأتبرك من صليبهم.”

واضاف ابراهيم: “في الانجيل سمعنا كيف أن ٱلسَّيِّدُ قال ِلعَبده بعد أن رفض المدعوون دعوته بتقديم أعذار واهية لا تناسب قدر الداعي: أُخرُج إِلى ٱلطُّرُقِ وَٱلأَسيِجَة، وَٱضطَرِرهُم إِلى ٱلدُّخولِ حَتّى يَمتَلِىءَ بَيتي. كلُّ ما أعرفه اليوم وبعد 730 عبروا أجد نفسي ما أزال أتذوق هذا العشاء الذي تم اختياري لأكون فيه. وكم أنا مليء بالشكر والاتضاع أمام هذه المهمة العظيمة والمسؤولية الإلهية التي وُكلت إليَّ. ها أنا ألتفت إلى الآية المهمة التي تتخطى إدراكي وتقول: “إِنَّ ٱلمَدعُوّينَ كَثيرونَ، وَٱلمُختارينَ قَليلون” (متى 22: 14)، ويبدو من باب الاختبار أن الله يضطرنا على الاختيار إذ إِنَّهُ، كما سمعنا في الانجيل، لا يَذوقُ عَشاءُ الرب أَحَدٌ مِن أولَئِكَ ٱلرِّجالِ ٱلمَدعُوّين.والدعوة تحتملُ حريةَ تلبيتِها أو اختيارَ رفضِها. أما الاختيارُ ففيه شيءٌ من سر الاضطرار. سرٌ لا نَفهمْه إلا بمسيرة تأمل واختبار واستلهام لإيحاءات الله التي تَعْبُرُ كياننا دون أن نعيها بتمامها. الاختيار يحملُ لنا معه العديد من الدروس الروحية التي يجب أن نأخذها زاداً لنا أثناء تأديتنا لهذه الخدمة المقدسة.”

وتابع ابراهيم:” في الحقيقة، هذه الآية تذكرنا بأن الاختيار الإلهي هو توجيه رباني لنا. إن كثرة الدعوات والفرص في حياتنا لا تعني أننا يجب أن نلتقط كل دعوة أو نلتزم بكل فرصة تأتي في طريقنا. بل يجب علينا أن نكون حذرين ومدركين لمن يختارنا قبل أن نختاره فنبحثَ عن مسارنا معه بحكمة وروية روحانية.
بالإضافة إلى ذلك، هذه الآية تذكرنا بأهمية أن نختار من يختارنا وأن نتفرد في التفاعل الحر معه حتى يصيرَ لنا الاختيار الشخصي والتفرد في حرية خدمة الله. التفرد في حرية خدمة الله يعني التناغم الذكي مع حالة الاضطرار. أن أكون مختارا يعني أن أبتدأ بفهم معنى الاعتذارات عن عشاء غني وشهي إذ إنَّ شهية التضحية والتكرس معدومة عند المعتذرين. هؤلاء المعتذرين فهموا دون أدنى شك أن قبول الدعوة الى العشاء مكلفٌ جدا ولا طاقة لهم على تحمل شروطه ومستلزماته.
قبولُ الدعوةِ أيها الأحباء يتطلب منكم العمل بجد واجتهاد لخدمة الله والناس. عليكم أن تكونوا أمثال السماء الصافية التي تضئ الطريق للآخرين وتقدموا الأمل والإيمان. قبول الدعوة يعني باختصار حمل الصليب”.

واضاف ابراهيم: “في هذا السياق، نحن نشعر بأهمية الصلاة والتواصل مع الله، لأنه يمكن أن يوجهَنا ويقودَنا في هذه الرحلة الروحية. يجب علينا أن نستمر في البحث عن إرشاداته ومعرفة ما هو الصواب من خلال علاقتنا به.”
واردف ابراهيم:” أسألكم بدالة أبوية وأخوية أن ترفعوا الصلوات كي تكون مسيرتي المستقبلية في خدمتكم كأسقف واحدةً مليئة بالنجاح والشفافية والقداسة. وأنا بدوري أطلب من الله ومن أمه العذراء مريم، سيدة النجاة، أن يمنحاني القوة والحكمة لكي أستمر في خدمة الله وبناء المجتمع بالحب والرحمة والسلام.”
وعن تل شيحا قال المطران ابراهيم ” أشكرُ اللهَ خصوصا على نعمة حدثٍ عظيم تحقق في مثل هذا اليوم منذ سنةٍ خلت وهو تحريرُ مستشفى تل شيحا من الديون أولا، ومن ثمَ توقيع اتفاقية التوأمة مع مستشفى أوتيل ديو والجامعة اليسوعية في بيروت. تل شيحا اليوم صارت في بر أمان واطمئنان وتقدم مُطَّرِد. الشفافيةَ التي اتخذتها شعارًا لي تهدف فوق كل اعتبار إلى صون هذه الأبرشية من أي خطر أو استغلال ولو كلفني ذلك دمي.”
وختم ابراهيم: “أحبائي في المسيح، عندما أتيت اليكم لم أكن أعلم شيئا عنكم وعن الأبرشية. ولم أكن أعي حجم التحديات. ظننت أنه لن يكون لي الكثيرُ كي أُنجِزَه. لم يكن سهلا تَلَمُّس الطريق، لكنَّه كان مُمتعا. فالفرح الذي وجدتُه فيكم ومعكم أنساني تعب الطريق. باختصار أعترفُ لكم أنني وجدتُ أهلَ زحلة والبقاع أطيبَ شعبٍ يحلو العيشَ معهم. أشكركم على دفء قلوبكم وحنان محبتكم وصدق كلِّ مَن ساندني. أنتم أهلي وعائلتي وأحبائي على مدى أعوامي.
أسأل الله أن يحفظكم ويوفقكم دائمًا في مساعيكم النبيلة، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين.”
وفي الختام انتقل ابراهيم والدكتور خاطر الى صالون الفرزل في المطرانية حيث تقبلوا التهاني من الحضور.
السوق التجاري
من جهة أخرى، جال المطران ابراهيم، على بعض محلات السوق التجاري في بولفار زحلة يرافقه رئيس جمعية التجار زياد سعادة، وشارك النائب الياس اسطفان في بعض الزيارات ، حيث قدّم التهاني الى التجار بمناسبة عيد الميلاد واطّلع منهم على حركة السوق خلال هذه الفترة من السنة،

وقال ابراهيم في مداخلة له: “اشدد على ضرورة التحلّي بالإرادة والصبر لأن الأزمات التي يمر بها لبنان اليوم ستزول وستعود الحركة الى طبيعتها، واشيد بتنوع المحلات في السوق التجاري وغناها في ما تعرض، وانوّه بنشاط وهمّة وديناميكية رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة الذي خلق جواً من الألفة والمحبة بين التجار فأصبحوا جميعاً عائلة زحلية واحدة في خدمة المجتمع”.
ريسيتال ميلادي
من جهة اخرى ،احيت جوقة وتر بقيادة المبدع فادي نحاس ريسيتالاً ميلادياً بعنوان ” وحدك ساكن قلبي” في مقر كاتدرائية سيدة النجاة في مدينة زحلة ،لمناسبة عيد ابو الآباء النبي ابراهيم والذكرى السنوية الثانية لتولية المطران ابراهيم على ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، والذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق التعاون بين مستشفيي تل شيحا واوتيل ديو وجامعة القديس يوسف ، بحضور المطران ابراهيم، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، امين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر، رئيسة ثانوية القلبين الأقدسين في زحلة الأخت سميرة الأسمر، وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات ، بالاضافة الى حشد من المؤمنين

وقدّمت جوقة وتر تراتيل ميلادية من الطقسين البيزنطي والسرياني واغاني الميلاد المشهورة باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية، وتميزت الجوقة بتقيدم ميدلي لأغاني ميلادية بلغات مختلفة تفاعل معها الحضور
والقى ابراهيم كلمة شكر فيها جوقة وتر على الأمسية الرائعة وقال:
” مساء الخير، مساء الأعياد، مساء الأمل الساكن في قلوبنا، مساء جوقة وتر التي تزرع الفرح والسلام والترنيم في هذه المدينة وفي مناطق أخرى من لبنان. اشكرهم على تعبهم، اشكر مدير الجوقة فادي نحاس، الجوهرجي الذي جمع هذه الجواهر واعطانا قطعة جميلة جداً، فيها من البهاء والجمال ما يعكس صورة الله أمامنا مرئية في النغمة وفي الكلمة وفي الأداء.”
واضاف ابراهيم:” اختاروا وحدهم عنواناً لهذا الريسيتال ” وحدك ساكن قلبي” ثلاث كلمات، ثالوث:
وحدك هو الله، لا احد يستطيع ان يشاركنا، الله عندما يحضر في قلوبنا ويسكن فينا، عندما يكون معنا لا يعود لنا حاجة الى اي انسان او شخص آخر، او اي جوهر او اية روح أخرى. وحده هو الله الذي اذا لمسنا وزارنا نصبح ملأى بالفرح والسلام وهدوء البال، بالأمل والرجاء، فلا نعود الا ابناء له ولا لأي شيء آخر. لا يمكن ان نكون ابناء الله وان نكون ابناء اليأس والإحباط في نفس الوقت. اما ان نكون مسيحيين فرحين قلبنا مليء بالسلام والفرح واما لا نكون. المسيحيون قوتهم ان الله معهم، وحده هو الله الذي يسكن فينا.”
وتابع ابراهيم: “الكلمة الثانية ” ساكن” والجوقة تعرف في الترانيم التي قدّمتها كم مرة وردت كلمة ساكن او بيت. نحن نعرف في اماكن كثيرة هناك ترانيم رائعة او بعض الأغاني التي تشبه الترانيم، ” بيتي انا بيتك” او ” يا ساكن العالي” وغيرها من الترانيم. السكن له معنى عميق جداً في حياتنا الإنسانية، في الفلسفة السكن يتحول الى الأنا بمعنى ان من يسكن فيّ لمدة معينة يصبح مني ويصبح قطعة من جوهري ومن كياني.واذا كان الله في مكانه ولم يسكن فيّ ماذ يتغير فيّ؟ مهم جداً ان يسكن الله فيّ، وحده دون شريك له في قلبي. قد تسألون كيف؟ الا يجب علينا ان نحب بعضنا؟ لا يمكننا ان نحب اذا كنا لا نعرف كيف نحب الله اولاً وفوق كل شيء، هذه وصيّة يسوع لنا ” احبب الرب الهك قبل كل شيء، بكل قوتك وبكل قلبك وبكل فكرك” . هذا الحب هو الذي يحدد سكن الله فيّ. لا يمكن ان احب اذا لم يكن الله ساكناً فيّ.”

واردف ابراهيم: “الكلمة الثالثة ” القلب”. سمعنا في بعض الترانيم عن بيوت مهدمة وآمال ضائعة، عن ضياع، عن حروب، عن بيوت تدمرت امام أعين ساكنيها، لكن الله جعل قلبنا افضل بيت واجمل سكن. الله يحول قلوبنا الى مساكن لائقة. حتى في السماء يخبرنا الإنجيل ” اعددت لكم مسكناً”. السماء بيوت، والأرض بيوت، والقديس بولس قال ” انتم هياكل الروح القدس” اي بيت الروح القدس، الهيكل هو بيت الله، نحن في هذه الكاتدرائية في بيت من بيوت الله .القلب عندما يتحول الى بيت لايعود الله يفتش عن منزل، ولربما هذا ما جعل يسوع يتجسد في مزود ومغارة وليس في بيت، لكي يقول لنا لا اريد ان اسكن في مكان من دونكم، اريد ان اسكن في قلوبكم ومعكم . طلب الله هو ان تكون قلوبنا مسكناً له.”
وختم ابراهيم: “أشكر الجوقة على هذا العنوان الرائع لأمسية الليلة، اشكرهم على هذا الأداء الرائع واقول لهم: زحلة من دونكم لا تكون كما هي اليوم، زحلة تفرح بكم، كنئسها وشوارعها تردد نغماتكم، انتم لا تعرفون ان المواهب التي تقدموها هي نعمة كبيرة لآذان الناس تعبر الى القلوب، ومن خلال اصواتكم نعود الى الطريق التي يعبرها الله الى قلوب الناس.واصواتكم هي امانة وجمال، اصحاب الأصوات الرائعة في كل انحاء العالم هم الفنانون الكبار الذين قبلوا لا بل تشرّفوا بأن يرنموا . لدينا مغنين كبار لكنهم لم يرنموا، الذين رنموا هم الذين استثمروا نعمة الله والموهبة التي اعطاهم اياها، وانتم هكذا تفعلون.
اسأل الرب ان يحفظم، أشكركم بإسم كل الحاضرين على تعبكم وعطائكم.”

شاهد أيضاً

الأسد: موقف سوريا من المقاومة يزداد رسوخاً.. وستقدّم كل ما يمكن للفلسطينيين:

الرئيس السوري، بشار الأسد، يؤكد ثبات موقف بلاده من القضية الفلسطينية والمقاومة، على الرغم من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *