الأدب الشعبي و برق الكلمة لرعد العقيدة سلسلة ثقفة الأدب الشعبي (ج / 26 )

الباحث الثقافي وليد الدبس

وثيقة إحياء الأصالة عن تراث

تعتبر ثقافة الأدب الشعبي تراث تداولٍ لا مادي لكونها مُتناقلة شفهياً بحفظ الذاكرة وغير مدونة محاطة بعضال جهل المؤرخين لأهميتها البالغة وجوداً على إمتدادالتعاقب الإجتماعي وتناقلها بين الأجيال –

الأمر الذي يعتبر أكثر مادية بجوهر العنصر البشري كنتاج مُثبت الوجود ترادفاً مع الماديات الحضارية مرفقاً بقيمة جوهرية لأصول إنتماء تاريخي للعقيدة كمزيجٍ تناغمي بين جغرافية و تركيبة المجتمع ترابطاً بإستقلالية السيادة بين الإنسان و الجغرافيا –

و من هنا تقيّم الأهزوجة الشعبية كهوية ثقافية واسعة رقعة الإنتشار بتعدد الألوان بضابطة اللغة ومطلقة الأفق التعبيري بتناول الحدث و المناسبة لتشكل طيفاً انسجامًا بمطرزٍ ثقافي متعدد الأطياف بخصوصية لكنة محكية بإيضاحٍ لفظي سهل ممتنع بمضامين مختلفة التوجهات ذات ملامسة وجدانية  بين غزلية طربية ورثائية بمواساة سياسية وطنية كدليل شراكة الأرضية الجماهيرية كمرجعية ثقافية نافذة الكلمة بالمصلحة العامة ونافذة التطلع للمستقبل –

إلى هنا كان الحديث عن ثقافة مؤرخة بمادية إنسان ومنقولة عن تراث تاريخ حضارة متعاقبة الأجيال وتطرقنا لتعددية الآداء التعبيري للملموس الوجداني لكي نثبت مصداقية روابط عقائدية بثقافة شعبية ركيزة قوامها الكلمة وأساس بنيان هرمها الإنسان
وجوهر ماديتها معتقده المصاغ بالتضحية بالنفس وبيان توثيقها جدول الشهادة الا متناهي التدفق –

.فإلى هنا نكون قد وصلنا إلى قراءة الواقع المعاصر المُسطر بجثاميّن شهداء وتقبل ذويهم مسار الملحمة كنهاية من أجل كرامة وجود، لبداية من أجل خلود فالآن سنلجأ إلى ميزان مصداقية توجهيًن للنهاية؟

وسنمتثلُ للمنطق حكماً دون التحيّز لعصبية الصلى أو صلة القربى وما يربطها من عاطفة بتجرد منطقي يقودنا إلى شرعية الهدف المنشود * بشريعة الله * –

٠ ففي أحدث عهد لقوى الإحتلال والقتل الممنهج المتمثل بدول ومجتمعات الإباحة الغربية مجتمعة برزت منهجية أحديث صور جيوش حربها الإبادية بحلة مركبة على حب الموت بسبيل رغبة جنسية كمنحة بديلة بتصور فرضي لسبعين حورية خيالية بربطٍ وهمي لمختصر وجود الإنسان لأجل غريزته ربطا بين الإباحة الدنيوية وأضعافها في الآخرة والحقيقة هي لإستقطاب فاقديِ الأصول الأبوية ومُعدميّ الروابط الأسرية و الإجتماعية والنسبيّة
لزجهم برحلة نهاية إغرائية بأجر جريمة إحتلالية فمعادلة البيان تكشف جوهر المضمون بالعدد الهائل  إذ لم يلاحظ أي ظهور لذوي القتلى لنعيهم بفراق ولم يسجل لهم أي خسارة وطنية أو هوية إنتماء أو حتى أي إحصاءٍ عددي ينسبهم لجهة إجتماعية ولم يتجاوزوا أبعد من جائحة جهاد نكاح الشتات كظاهرة لإباحة المحظورات الأخلاقية بأبعاد مثلية؟

فبالعودة للعنوان في مقدمة هذا الجزء البحثي نجد أنفسنا أمام معادلة عفوية الظاهرة السلوكية منا كمنعكسٍ عقائدي يظهر كعرف تعبيري برابط الكلمة كإجازٍ تعريفي يفضي بمضمون جوهري تأثراً بحدث كخلفية ثقافية أدبية وراثية منتمية لتوجه مقاوماتي
تدل على إستعداد الشهيد للشهادة بفائق الرغبة متبعة بشغف اللحاق بموكب آل بيت رسول الله “ص” أسوةً بما قدموه من تضحيات في سبيل الله إبتغاءً لمنزلة الآخرة جزاءً لنصرة المستضعفين وهذامسار جامعٌ لإثنيات متعددةالإنتماء الإجتماعي
بإتحادٍ عقائدي معلنٍ بجملة المقاومة الإسلامية المتظافرة الجهد والتوجه بالتضحية لأجل التحرر – –

والآن سننعطف لربط ثلاثية الشرح بحجة البيان ؟

فتحدثنا بداية عن الأهزوجة وأبعادها والرثاء ضمنها وتوسطنا بإظهار إفتقار قتلى الأحتلال والأرهاب لظهور ذويهم أو الإفتخار بما قدموه من قربانٍ للوثنية حتى وصلنا إلى وداع شهدائنا أبتهاجاً برحلة الخلود متوجين بشرف الشهادة منزفين بإستقبال الملائكة مُبشرين بوعدٍ أحياءٌ عند الله يرزقون ويطاف عليهم بولدانٍ مخلدون في جنات النعيم لا فرق بينهم بقائد عن مجاهد أو شيخاً عن صغير أو رجال عن نساء بل هم سواسيةً بأجرٍ كريم –

وهنا تحضرني شواهد المودعين بتسليم القدر بإطلاق الأهازيج الوجدانية المعبرة عن الرضى بين روحانية إثنية و شعبية أدبية وأناشيد متبعة وجميعها ذات إنتماء ثقافي مُتداول بتعاقب الميراث
كإنتسابٍ للتاريخ وتوثيقاً للهوية و إمتداداً للمستقبل –

و هنا لا بد من الإستشهاد بما يحضر ( بالذاكرة ) فيحضرني مشهد ظهور سماحة السيد حسن نصر الله كأبرز قائد مقاومة على وسائل الإعلام الفضائي بصفته والدٌ يستقبل خبر إستشهاد نجله ( هادي ) *طيب الله ثراه ورفع مقامه و سائر الشهداء البررة*
ويتقبل فيه مُباركات وتهاني شرف الشهادة السامي بفخرٍ بالإيمان بقضاء الله وفرحة شرف يوم لقائه لتصبح هذه المناسبة راية لإنطلاقة ظاهرة عالمية متمخضة عن تاريخٍ ثقافي إسلامي متجذر العقيدة.
ثم يلوح بالأفق حديثاً بيرق موكب الشهادة المتواكبة بظهور الحاج محمد رعد قائد كتلة دعم المقاومة وهو يتوسم شرف إنتساب نجله عباس لثلة الشهادة *طيب الله ثراه و رفع مقامه و سائر الشهداء البررة* ففاجأ العالم بمصداقية عقيدة المسيرة المقاوماتية بسلسلة اللحاق بالقادة الشهداء وإخوة الميدان المجاهدين في سبيل الله وصلاً بالشهداء الأبرياء ربطاً بعقيدة الإيمان المكتسبة من سيد الشهداء الإمام الحسين الوارث عن أبيه الإمام عليّ راية الشهادة في سبيل الله * عليهما السلام *
ليشغل الحاج محمد رعد شرف إضاءة الشعلة لمسيرة تحرير الأقصى المبارك  بنصرة شهداء غزة شاغلاً بذلك إهتمام العالم بتحليل هذه الثقافة التي عرّفها ببلاغة مختصرة (سابقته فسبقني)

و أخيراً أعزي نفسي بفاجعة تخلفي قسراً عن مسيرة جداي الإمام علي و الإمام الحسين * عليهما السلام *
وأسدل ناصيتي خجلاً أمام سمو الشهداء ومقامهم

الباحث الثقافي وليد الدبس

… يتبع

عود على بدء، مع كل الزخم الذي وصلت إليه والذي من اجله كانت سلسلة ثقافة الأدب الشعبي، التي تناولت جوانب عدة وعديدة من حياتنا عبر الاجيال سلسلة الثقافة المستدامة التي تمحورت اليوم حول الأدب الشعبي و برق الكلمة لرعد العقيدة، بحيث يسرد الباحث الثقافي “الاستاذ وليد الدبس الشاعر والأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون”ً حملة من الامثلة الحية المتعلقة برسوخ العقيدة ومتانة التمسك بها عبر ثقافة متوارثة ومتماثلة عبر اجيال وسنين زادتها ألقاً وسمواً ورضاء بالتضحية الكبرى في سبيل هدف اسمى هدف له علاقة بالإيمان المتجذر في اعماقنا ووجداننا فترسخ في سبيله الدماء والحياة لأن مرضاة الله هي الامان والطمأنينة وصفاء السريرة.

ولان الثقافة وآدابها الشعبية امتزجت بدمائنا وسارت في عروقنا لا بد لها ان تزهر نصراً فخراً عزة وشموخاً

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

وليد جنبلاط واستقبال كبير في عاصمة الأم الحنون للموارنة

بقلم ناجي أمهز المقدمة وأتحدث هنا عن زعيمي هما الشهيد رشيد كرامي ووليد جنبلاط رشيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *