لتكن ثورتنا عقلية

أميرة سكر

أنا ثائرة لم تشارك مطلقا في أي مظاهرة ولم تلتحق بصفوف المناضلين..
بقيت في المنزل ولم تنزل ولم تقتنع بأن التحركات بهذا الشكل على الأرض ستجدي نفعا لأنها لم تجدي.
مقتنعة بأن الطبقة الحالية مدت بجذورها في أعماق المجتمع اللبناني وتشابكت أغصانها فيما بينها وأينعت طائفية ومذهبية ومناطقية ولا منطقية ولا وطنية.

تتمتع هذه الطبقة السياسية بشخصنة ومراهقة لا تليق بأنسنة المجتمع اللبناني.
ولاؤها لمصالحها أولا و لطوائفها ثانيا وللخارج ثالثا. ثالوث مقدس يصلونه يوميا.
يتوحدون لمصالحهم لا لمصلحة شعب لبنان الذي ينتهكون حقه يوميا.
فرعون والنمرود وهولاكو وقيصر يجتمعون علينا ويجمِعون يوميا ونحن نرضخ ونركع ونسلم تسليما كبيرا.

يعملون لأَجلِنا وليس لأَجْلِنا.

في الحقيقة لا أرى مخرجا قبل خروجهم.. ولن يخرجو الا بعد أن تقلع تلك الجذور والأغصان الممتدة في الوطن.
ولأن الشعب مصدر السلطاته علينا تغيير منهجية الفكر المجتمعي والرقي بأفكار موحدة جامعة عابرة للطائفة مستشعرة ب الإنسانية وممحورة حول العمل المنتج والثقة ببعضنا وبقدراتنا واحترامنا لاختلافنا لا ه بعض وعلى معتقدات غيرنا.
لتكن ثورتنا عقلية فكرية منطقية تربوية ممنهجة على الاعتدال ومحبة الوطن أولا والانسان المواطن ثانيا والحفاظ على حقوقنا ثالثا وتأدية واجباتنا رابعا والذود عن أرضنا خامسا ولتكن هذه الأركان الخمسة للإيمان بوطن حر مستقل.