السقوطُ الإسرائيلي الأميركي المريع في غزة وعلى الحدود اللبنانية الفلسطينية

✍ بقلم الدكتور جمال شهاب المحسن *

( رغم المرض ومعاناتهِ كتبتُ هذا المقال )

ترتكِبُ “إسرائيل” المدعومة من الولايات المتحدة الاميريكية والغرب الإستعماري أبشعَ المجازر بحقِ الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في غزّةَ العِزّة بعد طوفان الأقصى المبارك في محاولةٍ فاشلةٍ منها لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتصميمهِ على الإنتصار ، حيث تمضي “إسرائيل” في الإعتماد على سفك الدماء أكثر فأكثر في سياق سياسة “كيّ الوعي” وتجربة الأسوأ بهدف قبول هذا الشعب بالسيّئ من شروطها وإملاءاتها ، متجاهِلةً أن معادلة طوفان الأقصى ستُمهدُ إلى سقوطها وتحرير المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة وفلسطين التاريخية والجولان ومزارع شبعا .

لقد فاتَهم ما صدحَ به سيّد الشهداء السيّد عباس الموسوي حين قال
للأعداء : أقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر ، فالمجازر تزيدُنا قوةً ووعياً وعزماً … وهذا الإستشراف الإيماني لسيّد الشهداء تحقق بإنتصارات المقاومة في لبنان في عاميْ 2000 و 2006 بدحر العدو الصهيوني .

إنَّ كل المجازر الإسرائيلية منذ ما قبل قيام الكيان الصهيوني عام 1948 ضد الشعب الفلسطيني وحتى هذه المرحلة العاصفة من الصراع لم تؤثر على تطلع هذا الشعب وإصرارهِ على تحرير أرضهِ ومقدساتهِ مدعوماً من محور المقاومة وأحرارِ الأمة والعالم ، وها هو شعار : ( لبيكَ يا أقصى ) تتردد اصداؤهُ الشعبية العارمة عاليةً في محور المقاومة المتقدم المنتصر وفي البلدان العربية والإسلامية وفي كثير من مدن وشوارع العالم .

وكما سقطت سياسة كيّ الوعي بالمجازر وسفكِ الدماء ، سقطت ايضاً نظرية الأمن الإسرائيلي التي كانت تعتمد دائماً على الحرب والعدوان في خارج فلسطين المحتلة حيث أن المقاومين الأبطال الأشداء في فلسطين وجنوبي لبنان ينسفون هذه النظرية وينقلون المعركة إلى عمقِ الكيان الصهيوني وإلى كافة مستوطناته غيرَ آبهين بآلة الحرب الإسرائيلية والقُبّة الحديدية وأحدث انواع التكنولوجيا الأميركية وكل تهديدات بايدن وبلينكن ونتنياهو وكل قادة الغرب الإستعماري .

ما تقدّمَ هو من المؤشرات الأكيدة على السقوط الإسرائيلي الأميركي المريع في غزة وعلى الحدود اللبنانية الفلسطينية ، فالضربة الإيمانية القاضية لهذا الكيان الصهيوني اللقيط آتيةٌ لا ريبَ فيها تحقيقاً لوعد الله سبحانه و تعالى .
وإنَّ غداً لناظرهِ قريب .

* إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي وسوسيولوجيا الصراع