يا قرد ٠٠ إلى أين؟!!.

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠

بين ليلٍ ونهار ٠٠ و انفراجٍ أو انفجار ٠٠٠
أو بين بين ٠٠٠
قد يقول قائل إن الإنفجار الكبير وما تبعه من إنفراج أكبر كان أيام عصر التنوير الأوروبي والثورة الفرنسية (عام 1792 م ) عندما أُعلن عن انتصار الحكم الجمهوري على النظام الملكي المستبد والمتحالف مع الكنسي الجائر وقتها ( وظلم محاكم التفتيش الكنسية ) ٠٠٠
وكان قد سبقها كذلك إنفجار كبير تمثل بالثورة الأمريكية على الإحتلال الإنكليزي ( عام 1788م ) والتي كان قد اكتشفها الإسبان وكولومبوس بتمويل من بريطانيا (عام 1492 م ) ثم تقاسمها الأوروبيون ٠٠ لتتفرد بحكمها بريطانيا لاحقاً ٠٠
وقبل الجميع كانت الثورة البروتستانتية قد اسست لشرع وشرعة حقوق الإنسان وضد العبودية في بروسيا والمانيا وبريطانيا على يد اصلاحات ابن الكنيسة الكاثوليكية الكاهن مارتن لوثر ( عام1517م) ٠٠
وتبعها نجاح الثورة الإصلاحية البريطانية وتأسيس الملكية الدستورية ( عام1688 م ) البروتستانتية ٠٠٠
ونضيف : إن الإنفجار الأكبر من الكبير في العصر الحديث كان انتصار الثورة الإسلامية بقيادة النبي محمد على قبيلته وتناحر القبائل العربية وما سمي بالعصر الجاهلي ٠٠ وتوحيد العرب وانتزاعهم من سيطرة الفرس الزرادشتيين من جهة الشرق والدولة البيزنطية المسيحية من جهة الغرب ٠٠
ثم السيطرة على هذة الإمبراطوريات لاحقاً ٠٠
وكان ما كان من حروب الرِدّة في الداخل والمرتدة من الخارج وخاصة الأوروبي ٠٠ حتى وصلنا الى مانحن عليه بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وأصبحنا حتى وقبل المانيا المهزومة أول الخاسرين !!..
وبعد الحرب العالمية الباردة أصبح اليوم كل العالم يدور في فلك الهيمنة الأمريكية ٠٠
مع بعض المحاصصة لروسيا والصين ٠٠٠
وبعد ما سبق من مقدمة يتبين ان كل ولادة لأمّة كانت ترفق بمخاض وآلام تشتد وتخف بحسب ثقافتها وأسلوبها و طبيعة حبَلها ٠٠ وما إذا كان نتيجة اغتصاب أو ولادة طبيعية أو قيصرية ؟!!.
وقد يرافق ذلك الكثير من المضاعفات !!..
فمثلاً وبوجه قساوة وظلم محاكم التفتيش الأوروبية كانت الثورة عليها من داخل الكنيسة عبر الكاهن مارتن لوثر لذلك كان انقلاباً ناجحاً وأكثر تأثيراً وبضحايا أقل لأن الإصلاح داخلي ومن أهل البيت ٠٠ أما في فرنسا كان الإنقلاب على الكنيسة والملكية دموي لأنه كان من خارج منظومة السلطة ومن المفكرين وجمهور الشارع !!.
وفي بريطانيا كان التغيير وسطي عبر تحالف من ضمن الإصلاحيين في السلطة الرسمية وفي الكنسية البروتستانتية الإصلاحية المهيأة مسبقاً ضد الحكم الملكي (واليعاقبة الذين كانوا يرون في المَلك والإقطاع الديني قداسة وامتداداً لسلطة الله على الرعية) ٠٠
وكذلك كان تحرير أمريكا دموياً ومن الداخل على الخارج وإن كانوا على نفس المذهب البروتستاني !!.
والذي أعقبه حرب أهليه داخليه في صراع على الحكم وذهب ضحيتها مئات الآلاف ( أكثر من 600 ألف قتيل من أصل 4.5 مليون نسمة تعداد سكان أمريكا ذاك الوقت أي منذ حوالي 200 سنة ) ٠٠٠
وكانت ثورة الصين الشعبية بعد الحرب العالمية الثانية (أي منذ حوالي75 سنة ) على الفقر والمجاعة والكسل والمخدارات والإحتلالات الغربية !!.
وإن أغمضت عينيك اليوم ستلاحظ الفرق ٠٠ فكيف اذا فتحتها ؟!!.
وفي شرقنا حدث ولا حرج ٠٠ ومعروف ماذا وقع على شعوبنا بعد وفاة النبي محمد ( وهو المصنف الأول على اللائحة الأوروبية التي تضم أهم 100 شخصية صنعت التاريخ ) ٠٠
ونعرف كيف سقطت النجاحات العربية العظيمة وعودة العرب الى القمقم بسبب فشل السياسات وتعويم الهرطقات وتسخيف الثقافات ٠٠وترسخت جذور المجازر والإنتقامات القرشية بين أحفاد عبد المطلب جد النبي محمد واحفاد اخوه عبد شمس (السفيانية) وخاصة مجازر الامويين والعباسيين ومن دار في فلكهم و فيما بينهم ٠٠ وعلى حساب الدنيا و الدين ٠٠
وما زلنا إلى اليوم نعيش تداعيات هذا الإنقسام والإستنفار بين هذين المعسكرين !!.
وفي الخلاصة ٠٠
كم شرقنا العربي اليوم هو بحاجة إلى إمام مسلم إصلاحي لاهوتي ومن داخل المعابد ( كمارتن لوثر كينغ) ليأخذ دوره ويفعل فعله ضد تجار الهيكل وتسلط المتعبدين على العباد ٠٠ وبالتوافق والإتفاق مع ثورة النخب من مفكرين ومثقفين وقوميين وجمهور أحرار على قاعدة إحترام الله والعقل والإنسان ٠٠
ولتدارك الدِرك ٠٠والخروج من جهنم الدنيا !!.
وصحيح ان في الآخرة هناك جنة ونار ٠٠ فكذلك في الدنيا هناك جنة ونار ٠٠.
والمضحك المبكي أن من يحتكرون جنة الآخرة بالقول هم نفسهم في السياسة والدين يحتكرون جنة الدنيا بالفعل ٠٠ وقد تسببوا بجهنم للفقراء والبسطاء والطيبين من ابنائهم واتباعهم على هذة الأرض !!
لذلك وقبل ساعة الصفر أو الإنفجار المدمر الذي تنتظره الكرة الأرضية بحجة إنقاذها من الإنهيار عن طريق تحقيق تقليص البشرية الى ما دون الربع ( بقرار دولي وعلى حساب تقديم القرابين البشرية وهو ما تحاول روسيا والصين ان تحيد شعوبها عن هذا الثمن ) وقد يكون معظمه على حساب ما يسمى بالعالم الثالث -ونحن اساسه- بعد ان سحبوا منه النخب والرساميل ومعظم اليد العاملة وتركوا الفاسدين والكسالى والمرضى والختيارية حائرون ويتخبطون !!.
وحتى حينه ٠٠ هل ستكون لنا نهضة ؟!!.
إذا بقي احجار منشوف !!..

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠
لبنان ٠٠ 3 – 10 – 2023

شاهد أيضاً

الرحمة لأموات المسلمين”

الروائية راوية المصري…. في عالم يسوده العقل والمنطق، ظهرت مؤخرًا نظرية جديدة تقول إن الرحمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *