من استراليا🇦🇺… زاوية يطل من خلالها الإعلامي د. وسام حمادة على تجربة مهاجرين حملوا احلامهم وحرفهم وتركوا بصمتهم الإنسانية والثقافية على تلك الجزيرة البعيدة ” استراليا” ومقالة العدد عن الجنوبيّ الأسمر شوقي مسلماني:

مُعجَب بغسّان كنفاني وعلمانيّ حتّى العظم

كتب أنطوان قزّي

عندما تسمع أن شوقي مسلماني عمل 34 عاماً في مصلحة قطارات سدني يراودك شعور أنّه مجرّد موظّف يوصل الليل بالنهار ليعيل عائلته وليس لديه وقت لأيّ نشاط آخر، لكنّ هذا الجنوبيّ الأسمر الذي حفرت الشمس ظلّه وسامرته النجوم في محطّة سيدنهام ـ سدني ـ له قصّة مختلفة وهو الذي ملأ أمسيات سدني وشغل ليالي مثقّفيها شعراً ونثراً وفنّاً مسرحيّاً وحضوراً صحافيّاً. وكان كلّما غالبه النعاس يكتب قصيدة وكلّما داهمته صافرة القطار يخطّ أختاً لها.
شوقي مسلماني من بلاد “جبل عامل ـ جنوب لبنان ـ إنتقل إلى بيروت والى محلّة زقاق البلاط ودرس في ثانويتَي “رأس النبع” و”رمل الظريف”. كيف شدّ الرحال إلى سدني؟. وُلِد شوقي مسلماني في بلدة كونين الجنوبيّة سنة 1957 يوم كان أهل البلدة ينزلون الى العاصمة بيروت عبر بوسطة “أبو حيدر” الشهيرة في ذلك العصر والأوان، والتي كان لها رحلة يوميّة من بنت جبيل الى بيروت وبالعكس. وكان الناس يقفون أمام منزل جدّه “علي مسلماني” ليستقلّوا البوسطة. ويقول إنّ تجارة أهل الجنوب كانت تاريخيّاً مع فلسطين وليست مع بيروت. في عمر الخمس سنوات توجّه مع أهله إلى بيروت ليعود الى كونين في الفرص والعطلات المدرسيّة. أقامت العائلة في منطقة زقاق البلاط في هجرة داخليّة قبل الهجرة الأخيرة إلى الخارج ـ أستراليا. وفي بيروت تابع شوقي المرحلتين الإبتدائية والتكميلية وذلك في مدارس المعهد العربي لصاحبها النائب اللبناني السابق د. حسين يتيم، وأنهى الصفّ الثانوي الأوّل في ثانوية “رأس النبع”، وقسماً من السنة الثانوية الثانية في ثانويّة “رمل الظريف”، وكانت التظاهرات في تلك الأيام تنطلق من هاتين الثانويتين المثيرتين، وكان يدرس فيهما خليط من الشباب والصبايا المنتمين لمختلف الأحزاب السياسيّة والطوائف الإسلاميّة والمسيحيّة.
يقول شوقي: “إندلعت حرب السنتين عام 1975 ورجعنا الى الجنوب، ومكث الأهل فيه سنتين، حاولت بدءاً متابعة الدراسة في ثانوية بنت جبيل المجاورة لبلدتي “كونين” لكنّها أقفلت بعد 3 أسابيع بسبب الحرب الأهليّة المتنقّلة. وفي النصف الثاني من سنة 1976 قصدت ألمانيا بحراً لاجئاً لأعود إلى بيروت بعد أقلّ من سنة وقد قدّم لنا أخوالي الموجودون في أستراليا طلباً للهجرة. ووصلنا الى سيدني في 25/5/1977. ولدى وصولنا كان يوجد بضع منازل لبنانيّة في محلّة بانكسيا ـ جنوب سيدني ـ لجهة محلّة روكدايل المجاورة وأقلّ من عدد أصابع اليدين في روكدايل ـ جهة التاون هول ـ لم تكن الصحف العربيّة تباع عند بائعي الجرائد، بل في المحلاّت العربيّة القليلة في ذلك الحين. أمّا في أرنكليف ـ ولونغونغ رود ـ فقد كان دكّان صغير وإسمه، وللمفارقة، كبير، وهو “محلاّت الشرق الأوسط للسمانة والخضروات”!، كنّا نقصده لنعرف أخبار لبنان من الزبائن “العرب” الذين يقصدونه، حتى التلفزيونات في ذلك الوقت كان يتوقّف بثها بعد 11 ليلاً، وبعد ذلك راحت الأقنية تنقل برامج من فضائيّة إخباريّة أميركيّة حتى الثانية بعد منتصف الليل، وقد اعتبر أستراليّون ذلك يومها اختراقاً أميركيّاً أمنيّاً وثقافيّاً لأستراليا.
وصلنا في آخر عهد أستراليا القديمة لأنّ التغيير الكبير في أستراليا عموماً بدأ في النصف الأول من الثمانينات. وبعد شهر ونصف من وصولنا إلى سيدني جاءني صديق إسمه أحمد رسلان وسألني إذا كنت أريد أن أعمل وقال لي إن هناك مجالاً للعمل في محطة “كرونيلا” للقطارات، فأجبته: “بالتأكيد”. وفي اليوم التالي بدأت العمل في المحطّة، ولم يكن الأمر يتطلّب شهادات كما اليوم، ولم يكن معقّداً وصعباً كما اليوم، وكنّا ما زلنا في سنة 1977″.
بقي شوقي في “كرونيلا” سنتين، وأخبروه أنّ هناك عملاً في منطقة “دارلينغ هاربر” ـ الميناء البحريّ ـ تتبع لدائرة مصلحة سكك حديد الولاية تنقل فيها البضائع إلى مختلف الولايات الأستراليّة، فتوجّه إليها شوقي برتبة معاون محطة وبقي هناك 3 سنوات. ثم انتقل الى محطة سيدنهام للقطارات حيث بقي فيها بصورة متقطّعة حتى سنة 2012 وهو تاريخ تقاعده من مصلحة القطارات عاملاً أكثر من 34 عاماً، وكان قد عمل في محطة “سنترال” المركزيّة، وهي المحطّة الأكبر والأضخم في أستراليا ككلّ، حيث فيها 25 سكّة من قلب سيدني باتّجاه أطراف الولاية ـ ولاية نيو ساوث ويلز ـ والولايات الأستراليّة كافّة، ثمّ وخلال العمل درس في معهد تابع للمصلحة ليعمل في ربط عربات القطارات بعضها ببعض، وهي مهنة شاقّة وخطره، فأي خطأ قد يكلّف الموظّف حياته أو يفقده أحد أطرافه، وذلك في قطاع “آنفيلد يارد” أكبر قطاع لربط القطارات في جنوب شرق آسيا وحيث الخطوط فيه مثل أصابع “السباغتّي ـ المعكرونة”. وقد دام عمله هذا حوالي 4 سنوات.
واليوم يملك شوقي البطاقة الذهبية مع زوجته وأولاده وبإمكانهم السفر ومتى شاؤوا مجّاناً في الولاية ككلّ، وهي الولاية الأكبر سكّانيّاً في عموم أستراليا. وكانت هذه البطاقة الذهبيّة هديّة تمنحها وزارة المواصلات لمن يتخطّى العمل 30 سنة في مصلحة سكك الحديد، بالإضافة إلى ساعة مذهّبة وهدايا وشهادات. وإلى ذلك كان شوقي نقابيّاً في سكك الحديد ممثّلاً محطّة سيدنهام التي يعمل فيها أكثر من 30 موظّفاً، ومن ثمّ نائباً لسكرتير نقابة معاوني المحطّات في ولاية نيو ساوث ويلز ككلّ، وكانت النقابة إجمالاً تضمّ أكثر من 45 ألف عامل وموظّف. وثقافياً طبع شوقي أوّل كتاب له سنة 1987 بعنوان “على طريق بعيد”، والكتاب الثاني كان بعنوان “حصار الدائرة” ـ سنة 1990 ـ والثالث كان بعنوان “أوراق العزلة” ـ سنة 1991 ـ ثم توالت كتبه مثل “حيث الذئب” و”من نزع وجه الوردة” و”عابر يواريه الضباب” والكتاب القصصي “كونين لطائف وطرائف”. وعن دار “ديار للنشر والتوزيع” في تونس صدر له أنطولوجيا في الشعر الأسترالي فيها قصائد لثلاثين شاعراً أسترالياً بعنوان “عندما ينظر الله في المرآة”، و”لا فراشة لإنعاش الطقس” ـ عن دار الشنفرى للطباعة والنشر، وصدرت لشوقي مجموعته الشعرية الأخيرة “رأس الدم” سنة 2021.
طبع شوقي كتبه في لبنان وتونس ومصر والأردن وسيدني، ولديه العديد من المجموعات غير المطبوعة ورقيّاً، إنّما المنشورة الكترونيّاً من طريق مكتبة “فولا بوك” الألكترونيّة التي تحتوي كمّاً هائلاً من الكتب. كتب في صحف ومجلات أستراليّة ـ عربيّة ومنها: “التلّغراف”، “النهار”، “البيرق”، “المستقبل”، “أميرة”، الفراشة”، “الدبّور” “الشرق الأوسط”، “النهضة”، “الأخبار”، و”السفير” و”النهار” البيروتيّتين، و”القدس العربي” اللندنيّة و”إيلاف” الباريسيّة، وصحف ومجلاّت ومواقع ألكترونيّة كثيرة. أسسّ شوقي مجلّة “الرابطة” سنة 1981، وهي مجلّة شاملة صدر منها 23 عدداً. وأسّس سنة 1998 مجلّة “أميرة” الشهريّة الملوّنة التي لاقت نجاحاً لافتاً كما كان معروفاً، وتوقّفت سنة 2002. ويقول شوقي إنّ توقيفها كان غلطة لأنّ توزيعها ومردودها كانا جيّدين، وكانت مؤهّلة لتصدر أسبوعيّاً، وهو اضطرّ لإيقافها للتعب وضيق الوقت، فقد كان يعمل ويكتب ويلاحق المواد والمطبعة.. إلى آخره في الوقت المخصّص للراحة من عمله اليومي الأصلي الشاقّ. كتب شوقي 3 مسرحيات: “نحنا بخير طمّنونا عنكن”، “عنزة ولو طارت” التي لاقت نجاحاً مقبولاً وإستمرّ عرضها 13 أسبوعاً، أمّا الثالثة فقد كان مساهماً متواضعاً في إنشائها وهي مسرحيّة “الأرض” التي ابتكر فكرتها وكتب نصّها الراحل الفنّان عبدالله سليم الذي كان زميلاً في سكك الحديد، وعازف عود ومطرباً في آن، وهو أوّل من غنى في سيدني وأستراليا للسيّد درويش والشيخ إمام ومارسيل خليفة وزياد الرحباني وفرقة “الأرض” الفلسطينيّة، ومات، رحمه الله، عن عمر 33 سنة، وكانت له ألحان خاصّة مسجّلة على “كاسيتّات”، وقد سمع بها أحد المطربين اللبنانيين وأبدى اهتماماً للحصول عليها من دون فائدة، لأنّها ببساطة كانت قد ضاعت.
وعن رأيه بالإعلام العربي في أستراليا يقول شوقي: “الفضل الأوّل للإزدهار الثقافي والفنّي العربي في أستراليا عموماً يعود الى الصحف المهجريّة التي أخذت على عاتقها نشر نتاجات الجالية كما نشر أخبار الأوطان الأمّ. كانت هي العمود الفقري للجالية العربية كما كانت رابطة إحياء التراث العربي هي المنبر الأدبي والثقافي الأشهر. ونسبة لحداثة الجالية وضمن إمكانياتها المتواضعة قدمت الصحف المهجريّة في استراليا تجربة ثقافيّة عظيمة، كانت في ظروف كمن ينتشل الماء من قلب الصخر أو النار من قاع البحر.
وعن موقعه السياسي يقول: “أنا إنسان علماني وأحترم كلّ الأديان. اليوم صارت العلمانية عملة نادرة في ظلّ الإصطفاف المذهبي الحادّ. ففي سنة 1978 جمعتني الرابطة العربية الثقافية بمجموعة من الشباب والصبايا من مختلف المذاهب والجنسيّات العربيّة.. منها الفلسطينيّة والسوريّة والأردنيّة والعراقيّة إلى جانب اللبنانيّة طبعاً، وكانت الرابطة بهذا الإطار مظلة ثقافية لأبناء الجالية، ولكن فيما بعد بدأ التشظّي كما يحصل لكلّ مؤسّسة عربيّة في الإغتراب، ومن بقي من الناشطين كانوا قريبين من خطّ جورج حبش ووديع حدّاد وغسّان كنفاني، وباتت ميول الرابطة قريبة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، توزّع مجلة الهدف. وأنا كنت وما زلت أُثمّن عالياً شخصيّة د. جورج حبش وأحبّ أعمال الشهيد غسّان كنفاني الذي لا يزال مشهوراً والأكثر توزيعاً ربّما بعد نجيب محفوظ.
وفي استراليا دخل شوقي مسلماني في حزب العمّال الأسترالي، ونفى ردّاً على سؤال حول سنة إنضمامه إلى منظّمة العمل الشيوعي أن يكون قد انتمى إليها حزبيّاً يوماً أو أن يكون قد انتمى للحزب الشيوعي اللبناني، وقال إنّه طالما احترمهما واحترم حزب العمل الإشتراكي العربي، والبعض ظنّه قوميّاً سوريّاً لكتاباته عن أنطون سعادة قائداً ومفكّراً وشهيداً، والبعض ظنّه خمينيّاً لشدّة انتصاره للثورة الإيرانيّة ضدّ الشاه.
تزوّج شوقي سنة 1991 من السيّدة حنان الفنج، وهي من مدينة طرابلس ـ شمال لبنان ـ وقد كان والدها المرحوم عبد العزيز الفنج “أبو ماهر” عروبيّاً. إلتقاها شوقي في مناسبة إجتماعيّة. لهما ستّة أولاد: خمس بنات هنّ: ياسمين، ليلى، أميرة، دنيا ولميس، وصبي هو شاهر. ولسنوات شكّل شوقي مع أصدقاء “لقاء الأربعاء” الأسبوعي الذي كان ظاهرة لافتة حيث استضاف وجوهاً ثقافية وفنيّة ودينيّة وعسكريّة وقانونيّة وطبيّة، وكان اللقاء يشهد نقاشات غاية في الغنى.. حتى كانت جائحة كوفيد التي “فرملت” كلّ نشاط تقريباً.
وفي ما يلي قصّة من كتابه “الكنغارو العربي” المنشور ألكترونيّاً، وكلّه عموماً قصص حقيقيّة من واقع الجالية اللبنانيّة في مدينة سيدني:
(محلاّت الشرق الأوسط)
لم يكن الدكّان الصغير، وإسمه حقّاً كبير: “محلاّت الشرق الأوسط للسمانة والخضراوات”، هو الدكّان اللبناني أو العربي الوحيد وحسب في سوق شارع ولونغونغ ـ محلّة أرنكلف ـ منطقة سانت جورج ـ جنوب سيدني ـ أوائلَ النصف الثاني من سبعينات القرن العشرين، حيث يكثر نسبيّاً ذوي الأصل اللبناني، وخصوصاً من جنوب لبنان، بل كان أيضاً الملتقى شبه الوحيد تقريباً لأبناء الجالية حيث يتمّ التعارف مع التبضّع وتبادل الأخبار والمعلومات، وكانت في ذلك العصر والأوان مشكلة إذا حدثت وفاة، فأين سيُدفن اللبناني الأصل وله رغبة بالدفن في الوطن الأمّ لبنان؟ ـ وهي عموماً رغبة طبيعيّة كانت تكاد تشمل معظم أبناء الجالية اللبنانيّة في عموم أستراليا ـ وفي آن مطار بيروت الدولي، بسبب من الوضع الحربي، معطّل؟.
وحدثتْ وفاة وشحّت المعلومات وقصدتُ الدكّان وتيقّنتُ، بعدما استفسرتُ واستزدت، فالمتوفّي رحمة الله عليه هو مَن هو وأولاده هم مَن هم من بلدة “كذا” الجنوبيّة اللبنانيّة، وكان في الدكّان صاحبه خليل، اللطيف جدّاً، وآخر هو زميل عمل في مصلحة سكك حديد ولاية نيو ساوث ويلز ويُدعى سمير وثالث إسمه سعدالله، كان سائق تاكسي “أيّام لبنان” وهو عاطل عن العمل الآن، وبعد أخذ وردّ وهذا يُدلي بدلوه وذاك يفعل مثله قال أخيراً عامل سكك الحديد ما لم يبتعد عن واقع المهنة أنّ القطار “النحاسي” اشتغل على “الخطّ” مئة سنة حتى أخيراً ترهّل واحتمله الناس وتدهورت حاله أكثر واحتملوه أيضاً وصار كلّه أعطاب ولا بدّ من إحالته إلى التقاعد وأحيل واستُبدل بالقطار “الفضّي”، رحم الله المتوفّي!. سائقُ التاكسي “أيّام لبنان” والعاطل عن العمل الآن إستشعر إمكان أن يقول شيئاً مشابهاً لكي يبدو محدِّثاً أيضاً، قال إنّ محرّك السيّارة إذا كانت عموميّة ـ تاكسي ـ يتعب بسرعة بسبب من العمل المتواصل، ونصلّحه وتزيد أعطاله ونعمل له “سكمان” ـ “نصف موتور” ـ ولكن أخيراً لا بدّ أن يتقاعد، والرحمة على المتوفّي.
صاحب المحلّ خليل كان يسمع ولكنّه كلّما بدا في عينيه كلام ملحّ ولا بدّ أن ينطق، هو مفوّه بعيني ذاته مثل الصديقين ولا بدّ أن يدلي بدلوه، ما قالاه إنّه لا مفرّ من الموت هو يمكنه أن يأتي بمثله وبل بأبلغ منه. استوقفَنا حين رآنا نهمّ بالخروج وقال وهو على إرتباك: “أنا سمعتكم فاسمعوني”!، قلنا نسمعه. قال بعدما التفت إلى زاوية في الدكّان وبعدما توقّفتْ عيناه لسبب سندركه على صندوق كوسى “خربان” أو “مضروب” إنّ المرحوم “قُدّس سرّه” كان من الصنف الفاخر، ولكن ماذا الإنسان؟، هو مثل صحّارة الكوسى هذه، وأشار إليها في الزاوية، قال إن كوساية “تضرب” زميلتَها وزميلتُها “تضرب” زميلتَها ودواليك حتى “ينضرب” الصندوق كلّه، وماذا نفعل؟، نحمل الصندوق حملةً واحدة إلى صندوق القمامة الكبير في الخارج ونرميه فيه. رحم الله المتوفّي.
وكان سمير ينظر إلى صاحب المحلّ غير مصدّق ماذا يسمع فيما سعدالله لم يكن له من الحزم ما لصديقه، فقع ضحكة، وخليل عيناه تغزلان كأنّهما “روليت”، لماذا ينظر إليه سمير على هذا النحو ولماذا يستمرّ سعدالله بالضحك حتى يسند ظهره إلى الحائط ويضغط على صدره كأنّما خوفاً على قلبه من الإنفجار؟!. والحقّ أني صمدتُ أمام هذا المشهد صمود أبطال. وأخيراً طلبت من الزميلين أن نغادر المحلّ على عجل فقد “إبن عرب” يدخل فجأةً وقد يكون من أهل الفقيد ولا يليق أن يرانا هكذا لا نشاركه المصاب، وهذا عيب.

شاهد أيضاً

الحبال وتعاون جديد مع شركة focuson top productino

اعلن الحبال عبر مواقع التواصل الأجتماعي خبر توقيع عقد ادارة اعمال مع شركة focuson top …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *