الكلمة

خضر حيدر 

تاهت في البحرِ ولم تدرِ
أغِيابٌ أم فرطُ حضورٍ
أم أنَّ الماءَ له عينٌ
وسهامٌ من ألقٍ تُغري؟
نادت: من يدرك مرساتي
من يعرف صوتي
من يسمع؟
من يلقي حرفًا أو إسمًا
أو يلقي آهًا كي أطلع
قلبي كالثلج له نبضٌ
روحي كالموجِ لها ومضٌ
هل ينظر أحدٌ في أمري؟

سمع البحَّارة لوعتها
ألقَوا أسماءً واستمعوا
في القاع صدىً يدنو يعلو
كنشيد الروحِ له وقْعُ
ألقوا الآهاتِ لعلَّ الصوتَ
يجاري الريح ويرتفعُ
فأطلَّت من بين الأمواج
كوردٍ ينبتُ في الصخرِ
قالت: ألقوني وابتعدوا
لم يدروا حقًّا ما فقدوا
ويحي…ما نظروا في عيني
أو وجهي…أو حتى لوني
هل فيكم من أدرك سرِّي؟

هتف البحارة: يا بشرى
حرفٌ كالسحر متى يأتي
مشغولًا من وحي الشعر
أعطاه المعنى أجنحةً
فتعالى في جوّ الكلمة
والكلمة ماءٌ وسماءٌ
رؤيا للغيبِ وللذكرى
كونٌ مجبولٌ بالحبرِ
والكلمة شمسٌ تتعرَّى
كي تفضحَ أسرار البحرِ!

شاهد أيضاً

الحبال وتعاون جديد مع شركة focuson top productino

اعلن الحبال عبر مواقع التواصل الأجتماعي خبر توقيع عقد ادارة اعمال مع شركة focuson top …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *