هل ” يكمد” الشّعر ؟

د. علي رفعت مهدي
_____
من قال : إنَّ براعم الشعرِ واللوزِ لا تتفتّح في أيلول ؟ ومَن قال : إنّ ألقَ الفرحِ لا يثمِرُ في خريفِ الأيّامِ ” ضوع الياسمين وقال ضوع الياسمين” و”حافظ الشيرازي بالعربيّة ” شعرا ؟؟…
هل يعي البقاع الغربيّ أنَّ سادنين من سدنةِ اللغةِ العربيّة وشاعرَينِ من شعراءِ مواسِمها المباركة قد اباحا لنفسيهِما إزاحة الهمّ والغمّ والكمد والألم عن تراب ” كامد اللّوز ” ؟ وعن عقلِ ووجدانِ وروحِ كلِّ من كانَ في قلبِ ” نادي كامد اللوز الثقافي الرياضي الإجتماعي ” ؟؟ حيثُ جمَع شعرُ ” عمر شبلي ” وتقديم ” العميد الشاعر د. محمد توفيق أبو علي نخبة من أهل الفكر والأدب والشعر والثقافة والإعلام والتربية في رِحاب ” كامد اللّوز ” التي كان عصرُ يومِ سبتِها ١٦ ايلول مباركًا بموسم الشعر وغلال القوافي وسحر الحضور من شتّى بقاعِ البقاع الذين أسرهم تقديم الشاعر العميد وتوصيفه لشعرِ ” عمر شبلي “: لعلّ شعر عمر شبلي في تفرّد تكوينهِ، يحاكي الماء في هذا التّفرّد؛ فكما أنّ الماء يتكوّن من عنصريّ الأوكسيجين والهيدروجين، وصفاته مغايرة تمامًا لصفات مكوّنيْه؛ كذلك شعر عمر، فهو المثقّف الطُّلّعة الذي استطاع بإبداعه أن يتمثّل في شعره ثقافته الشّاسعة، وأوجاعه المبرّحة ، وآماله السّاطعة، مزيلًا كلّ التّخوم التي تحول دون ذوبان هذه العناصر، على تنوّعها، في مياه القصيدة، مبقيًا على شعريّة النّصّ زاهية، بعيدًا من الخطابيّة الجوفاء، أو الإبهام المغلق، محتفظًا بغنائيّة يفتقد إليها الكثيرون من أهل الحداثة الذين بتنا معهم، لا نفرّق بين شعر كتب بالعربيّة في الأصل، وآخر نقل مترجمًا.
هذا”العُمَر”… ما أجمله، وهو يتصدّر المظاهرات، يهتف خلفه المتظاهرون بقوله:
كلّ النّواطير سرّاقون يا وطني وأنتَ وحدَك تدري كيف تنتقمُ ”
عمر شبلي الشاعر الذي يأسرُكَ في مفرداتِ شعرِه _ النّابض بحريّة المكان والزّمان وجميل البيان _ هذا الإلمام البهيّ بالمفردة القرآنيّة والمفردة اللغوية المتأصّلة في جذور التراث والممتدة إلى عصور الأدب وسلطان الكلمة …
كم كان بهيًّا ” لوز كامد ” المسحور بجميل اللّفظ وبلاغة الكلام وفصل الخِطاب وعمق المعاني وإنسانيَّة الحرف ووجدان البيان وجزالة المشاعر المنسابة والمتدفِّقة والنّازلة ” شلّالات ” عن قمّتيّ جبلينِ عملاقينِ كبيرينِ من بلادي بلاد الشاعرين ” عمر شبلي و العميد د. محمد توفيق أبو علي “!!! …
كم كنتُ مأخوذًا ومدهوشًا ومأسورًا ببلسم ودواء ما خرج من لِسانَيّ الشاعرين الكبيرين وأنا الآتي إليهما مع مرآة روحي أخي الحاج هاني عبدالله رغم الألم والمعاناة الصحيّة التي تلِمُّ بنا حيث بذلنا لها ” المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي ” !!! …
كم كنتُ فخورًا أنّني في أمسيةِ الشعرِ والأدب الجميل قدّمتُ لأستاذي العميد د. محمد توفيق أبو علي وللشاعر العنيد عمر شبلي موسِمًا من مواسِمِ خيرِ الشعرِ وجناه كتابي ” أغاني القلب _ رؤى البوح والوجدان في شعر السيّد محمد حسين فضل الله ” الصادر عن دار الأمير للثقافة والعلوم ، وهو الجزء الأول من أطروحة الدكتوراه التي كانت بإشراف العميد د. أبو علي . في زمنٍ يعيدُ ألقَ حضورهِ أهل الفكر والأدب والثقافة والمعرفة والتربية والفن والشعر ؛ أهل الإبداع الخلّاق من بلادي !!!.
_________
علي رفعت مهدي
١٨ أيلول ٢٠٢٣م.

متوسّطًا الشاعرين الكبيرين عمر شبلي والعميد د. محمد توفيق أبو علي

مع د. شوقي دلال د. هاني عبدالله د. رفيق ابو غوش والأستاذ محسن يوسف

الشاعرة رانيا مرعي د. الحاج هاني عبدالله ود. شوقي دلال

ِرئيس نادي كامد اللوز مكرِّمًا الشاعر عمر شبلي

مع رئيس المجلس الثّقافي الإجتماعي للبقاع الغربي وراشيا الشاعر صالح الدسوقي واعضاء المجلس.

شاهد أيضاً

تفقد انشطة الدورات الصيفية في مديريات القفر والمشنة وريف إب والظهار بمحافظة إب اليمنية ..

تقرير /حميد الطاهري تفقد اليوم مسؤول التعبئة العامة بمحافظة إب”وسط اليمن ” عبدالفتاح غلاب ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *