لم تكن رسولا وما كنت نبي…

رباب محمد علي شمس الدين 

لم تكن رسولا وما كنت نبي…
و لكن ..عليك السلام يا أبي
ترك في مُحيّاك يوسفُ من حسنه و أخذْتَ كفالةَ ذي الكُفْلِ فينا بمئة صلاةٍ في كل قصيدةٍ حتى خرَجَتْ ناقةُ صالحْ من صخر الشعر المنحوتِ بقلم يديك وكأنك تطوي في اوراقك حروفا من حديد داوود لتكتب قصيدة الفراشةِ تلك القصيدةُ التي ارتدتها جدتي بلون حبرك..
وأنا اليومَ أحوم كفراشة حول نار غيابك.. أحرُقُ جناحي على بقايا جمركَ …كي ينزف حِبرُكَ من جُرحي.. ليكتبَك الوهجُ قصيدةً مستديرةً على بحر القمر وايقاع الدموعْ… رَغم خوفي من رثائك وأنت تُصغي لصوتيَ المرتجفِ على درجات الصعود لعرش معانيك…
كْلني فخر يا أبي… حتى هذا الاسودُ الذي أرتديه.. ينصعُ فيه السوادُ معتزا بإرثٍ ..لا يُمكنُ أن تحصُرَهُ محاكمُ الكون… كيف وكلُّ من على البسيطة قد ورِث منك نبْضا و شعرا وادبا…
أما انا و اخوتي.. فقد ورِثنا شعرَك وشموخَك وعنفوانَك وأدبك وكلَّ الورقِ المتروكِ بزوايا البيت قصائدَ لم تفرُد جناحيها بعد وتخرجْ من أعشاش روحِك…ورثنا أقلاما لم تكسِرْها الحاجةُ ولم تنحني الا لخالقها.. ورِثنا شرفا أدبيا أرفعَ من ألقاب السموِ والسيادةِ والمعالي والتعالي… شرف ادبي لم يطأْ بِلاطاً ملكيا أو يعبُرْ ممرا أميريا ولم يقايِضْ كرامةَ التراب بذهب القبابِ… شرفٌ… لا يرضَ الِسلمَ مخافة الحروب… مقاومٌ من عتباتِ الجنوبِ لم تَغمُض عينُ قصائدِهِ من بساتين يافا حتى بوابةِ فاطمةْ الى أعتاب تموز…
كل هذا الارثِ تركه محمد علي شمس الدين… لنقولَ مِن بعدِه نحن أثرى الاثرياء وأقوى الاقوياء وسنبقى.. على قيد الاشتياق، لنبرة صوتِك وطلة وجهِك وابتسامتِك المليئةِ بتقوى الاتقياء..
رَغمَ أنك لم تكن رسولا وما كنتَ نبي…
ولكن دعني أقول
عليك السلام يا أبي..

شاهد أيضاً

الشيخة هند آل ثاني وابنتها آية في إطلالة ساحرة على السجادة الحمراء صُممت خصيصاً لهما من قبل دار غوتشي العالمية للأزياء في مهرجان كان .

  لبّت الشيخة هند عبد المجيد مجذوب آل ثاني دعوة مِهرجان كان السينمائي العريق لحضور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *