هل أخطأ الرئيس عون؟!

الدكتور غسان الخالد

هل اخطأ الرئيس عون في تضمين الوفد اللبناني إلى مفاوضات ترسيم الحدود موظف إداري له صفة نفطية؟ وهل أخطأ عن قصد ام عن غير قصد؟ في كلا الحالتين ثمة مصيبة قد نتجرع سمها لاحقا…. وفي كلا الحالتين، هذا الفعل أو السلوك السياسي يندرج في إطار التطبيع. فهل نحن أمام اتفاق أيار بحلة تشرينية؟.


اتفاق الإطار الذي تحدث عنه الرئيس بري هو لترسيم الحدود البحرية والبحرية فقط، لأن الحدود البرية مرسمة تقريبا وثمة اعتراض لبناني على نقاط معينة يفترض أن تحل وتعود للبنان. المشكلة في الحدود البحرية الناتجة عن حكومة السنيورة والاتفاق مع قبرص والخلل المسحي الذي ارتكب، ولا نعرف أن كان عن قصد أيضا أو عن غير قصد، لكنه وفي الحالتين أيضا ثمة قطبة مخفية في هذا السلوك. فلماذا نكرر الخطأ؟


يفترض ووفق اتفاق الإطار أن لا يتعدى الوفد على العسكر خصوصا وأن الجيش اللبناني لديه من الاختصاصيين ما يكفي اولا، وثانيا أن وثيقة ترسيم حدود عائدة لعام ١٩٢٣ موجودة اي قبل نشأة الكيان الصهيوني، وكذلك الخط الأزرق بعد التحرير، مع ما يتضمنه الاعتراض اللبناني، وهو ما يعني أن الترسيم يفترض أن يحصر في الحدود البحرية فقط لاغير…


هل هذه الخطوة هي استكمال لمحاصرة المقاومة والسير في الاعتراف بالكيان والتطبيع معه؟ ام لتنفيذ تقسيمات طائفية يحكى عنها تحت شعار اللامركزية الإدارية الموسعة، ويبدو أن بعض القوى السياسية في لبنان تؤيد هذه الفدرلة المقنعة……


ثمة حملة إعلامية فايسبوكية تطالب بعدم تضمين الوفد اللبناني اي عنصر مدني والاكتفاء فقط بوفد عسكري، ومع ذلك أظن أنها لن تجدي نفعا… وان ما تقرر قد تقرر… وتبقى الكلمة الفصل للمقاومة، واتمنى الا تكون كلمة فصل الخطاب بلغة غير كلامية، وان يفهم الجميع معنى ترسيم الحدود والا يضمنونه معان أخرى لسنا في واردها الان ولا في وارد تداعياتها…. ولننتظر فإن غدا لناظره لقريب.

طرابلس 11 10 2020

شاهد أيضاً

تكتل “التوافق الوطني” التقي فرونتيسكا في دارة كرامي

التقى اعضاء تكتل “التوافق الوطني” النواب فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، محمد يحي ،حسن مراد، وطه …