أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

غسان نعمة الله إخلاصي من حلب، سوريا  .
متزوج وله 4 أولاد ..
حائز على ليسانس آداب في اللغة العرببة من جامعة حلب .
في قصائده عبق من ياسمين الشام، وأصالة حلب الشهباء، في عنفوان كلماته شموخ قاسيون، وفي عذوبتها نسائمُ من بردى ..


الشاعر غسان نعمة الله إخلاصي: من يكتب ولا يفكر بالقراء لن يصل لقلوبهم أو عقولهم


*حدّثنا عن البدايات وعن الدواوين التي نشرتها؟


– بدات الكتابة من الصف العاشر ولكن لم أنشر سوى في مجال الرياضة في جريدة الموقف الرياضي ومرات قليلة في بعض الصحف المحلية بسبب اهتمامي بدراستي.. وبسبب الواقع المر الذي عشته منذ صغري الذي حفزني على كتابة مرارة الوجع الذي عشته..
دواويني جاهزة ولم يطبع سوى ديوانين هما “نشيج وطن” و”هديل القلوب” وهناك دواوين عناوينها جاهزة منها ديوان (اغتيال الغرام) وغيرها. أما العنوان للديوان أو القصيدة فيفرضه المضمون والمناسبة.. هناك قصائد تكتب ارتجالًا وهناك قصائد تحتاج ﻷيام وشهور.. وحتى عملية التنقيح تحتاج لوقت طويل لاهتمامي باللغة العربية وبلاغتها …


*هل يحتاج الشاعر إلى ملهم ليكتب أو انّ خياله الخصب يسعفه؟


شيطان الشعر أو الملهم والمحفز يتوجب حضوره في مخيلة الشاعر والكاتب ليساعده في تمثيل الموقف بافتتان وانتقاء المفردة والعبارة بشكل دقيق… أي تسكب سكبًا فتبهج النص والعبارة وتمنحها ألقًا وتوهجًا.. فكما أن قصائد الغزل تحتاج لمحبوبة حقيقية تثري مشاعر وخيال الشاعر فإن القصائد الوطنية تحتاج لرصد أوجاع الوطن بشكل حقيقي وملموس ﻷذهان القراء وعندما يعاني الشاعر تلك اﻵلام تكون أبلغ وأدق وأقوى تأثيرًا ..


* ما رأيك بالتغييرات التي طالت بناء القصيدة العربية التقليدية وصولًا إلى الشعر الحديث؟


طرأت تغييرات وتحولات على بناء القصيدة العربية بسبب الرغبة في التنوع واﻹيحاء وعدم الخصوع لسلطان القصيدة التقليدية ذات الشطرين لاختلاف الواقع وتباين الرؤى في رسالة اﻷدب حيث عزف كثيرون عن القصبدة العمودية ﻷنها تقيد الشاعر بالبحر والقافية وبعض المحسنات البلاغية واللفظية.. واستطاع الشعر الحديث بأشكاله الجديدة (شعر التفعيلة.. وقصيدة النثر على يد بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومظفر النواب ومحمود درويش ونزار قباني ثم أنسي الحاج وأدونيس….) وغيرهم من ربط الشعر بالقضايا المصيرية والوطنية.. ناهيك عن الشعراء الفطاحل مثل (بدوي الجبل وعمر أبو ريشة…) الذين عبروا عن اعتزازهم بوطنهم ورصدهم لقضاياه الوطنية ..
وأنا على مسافة كبيرة من هؤلاء الفطاحل رغم أنني عارضت كثيرًا من قصائدهم المتنوعة ..


*يبالغ البعض في التكلف في انتقاء المفردات اعتقادًا منهم أنه يعلي من شأن القصيدة،
ما رأي الشاعر غسان إخلاصي؟


أعتبر التوجيه المتكلف للقصيدة نقطة سلبية ﻷنها يجب أن تكون منسابة في خبال الشاعر لمقاصدها ومعانيها بانسيابية سلسة مبدعة طبعا.. وهي تقضي على الرتابة واﻷنماط الجاهزة المقولبة للقصيدة.. لكي تكون قطعة متكاملة فريدة من نوعها أسلوبًا وفكرًا وخيالًا.



*ما هي علاقة الشاعر بالقرّاء؟


من يكتب ولا يفكر بالقراء لن يصل لقلوبهم أو عقولهم.. احترام القارئ عندي مقدس.. وبه ترتفع أسهم القصيدة أو تهبط فهو ترمومتر الشهرة لها.. مهما تنوعت أذواقهم ومناحي تفكيرهم..

 

*ما هي أبرز الصعوبات التي قد تواجه الشاعر في مسيرته ؟


الصعوبات كثيرة أهمها المادة والتي تعوق وتؤخر الانتشار والشهرة.. كما أن الرقابة على النتاج اﻷدبي قد تحبط الشاعر فيما يبوح… ولا ننسى أن اﻷعباء الاجتماعية تقف عائقا أمام الذيوع والانتشار للشاعر في مجتمع فقد الثقة بالكلمة الموضوعية الحقيقية في زمن الفوضى الفكرية والسلوكية.. وبسبب الوضع الاقتصادي للشاعر أحيانًا.

*كيف تصف علاقتك بالشعر، والقصيدة هل من معايير خاصة لديك في كتابتها؟


قدم لي الشعر ثروة من البلاغة والمعاني الخالدة وطرق التعبير الغنية باﻷساليب الفريدة في الغوص في المعنى بطريقة مبتكرة وعميقة.. وأرجو من الله أن أقدم له ما يرفع مكانته ويضعني على الطريق المناسبة للسمو به ﻷرفع المراتب في وطني وفي العالم …
أما بالنسبة للقصيدة، البيتان اﻷول والثاني يحددان البحر الذي ستكون عليه. ولا أختار بحرًا محددًا في الشعر التقليدي أو في شعر التفعيلة

 .

*لمَ أنت مقلّ في دواوينك مع علمنا بغزارة كتاباتك، وفي مشاركاتك في الأمسيات واللقاءات الشعرية؟ وهل هذا الأمر أبعدك عن الألقاب؟


لم يتح لي نشر إلا دواوين قليلة بسبب الظروف المادية رغم كثرة نتاجي وضخامته في مواقع التواصل الاجتماعية وفي منتديات وملتقيات أدبية كثيرة .
لم أحصل على جوائز بسبب قلة مشاركاتي لتواجدي في الغربة منذ 30 سنة أو أكثر.. والنشر في الغربة له صعوباته المعروفة وخاصة في ظل الظروف التي يتعرض لها الوطن وخاصة خلال 8 سنوات الحرب الظالمة على سورية.


*أترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقراء كواليس.. .


حنظل الألم

هل تسعفنا اللغة يومًا في رسم الشقاء
وهل ينجدنا الصدق في قول الصوابا
لقد تشوهت حياتنا وساءت أقدارنا
تؤلم الصدوق وترفع مقام الكذابا
لله در عذابا مرا عاشه الصادق
يحيا بين الناس وقد أضناه السبابا
هذا يسخر به وذاك يعيب خصاله
وآخرون يميلون عنه متعللين أسبابا
ذاق حنظل الوجع كرهاوهو صامت
والأنام يزدرون فقره َوذله استرحاما
كم منافق يداري الغني ويمدح خصاله
ويولمون له أطايب الزاد استرهابا
ويسارعون احتفاء بالنصاب مداهنة
ضاحكين بوجهه يطمعون بجوده استلابا
ينثرون ودهم ويستقبلونه بشاشة
ويقدمون أطايب الزاد مداما ورضابا
يتوافدون لموئل ترفه طمعا وشهوة
يتهافتون على فيضه طمعا ذئابا
ضاع الصدق في زماننا حيرة ولوعة
بالله عليكم علموني كيف أعرف الأحبابا
ويل لمن يرفع لواء الصدق شعارا
يزري بمن تلونوا َوخانوا الوفاء انتقاما
لقد اندثرت المحبة في القلوب وأدا
و صار الحملان وحوشاتنهش الوجدانا
أصبحت عقول الناس حروفا تلعن كاتبها
وتسب من رسم السعادة وهما وسرابا
سيبقى الشريف أبيا لن يطول مصابه
ويبقى الصقر صقرا ولن يصير غرابا
(دبي.. 8 أكتوبر تشرين الأول 2020 )

شاهد أيضاً

بصورة نادرة من طفولته.. رونالدو يهنئ والدته بعيد الأم

احتفل النجم العالمي كريستيانو رونالدو بمناسبة عيد الأم التي تحتفل فيه البرتغال في يوم الأحد …