السفير السعوديّ يردّ على وزير الخارجيّة الإسرائيليّ بصورة

ردّ سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين نايف السديري على وقاحة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بنشر صورة تاريخية لافتتاح قنصلية سعودية في مدينة القدس عام 1947، وجاء منشور السفير السعودي بعد ساعات من تعهّد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بعدم السماح لأيّ دولة بفتح ممثّلية دبلوماسية بالقدس المحتلّة تكون معتمدة لدى السلطة الفلسطينية.

أرفق السديري الصورة بمنشور على منصّة “إكس/ تويتر”، قال فيه: “بتوجيه من المغفور له جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1947، رعى العمّ عبد العزيز بن أحمد السديري افتتاح القنصلية العامّة السعودية في القدس”. وأشار إلى أنّ القنصلية كانت تقع في حيّ الشيخ جرّاح في القدس.

ففي تعليق فوري على خطوة تعيين المملكة السعودية السفير نايف السديري سفيراً فوق العادة وقنصلاً عامّاً بمدينة القدس لدى دولة فلسطين، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إنّ إسرائيل لن تسمح بفتح بعثة دبلوماسية سعودية لدى السلطة الفلسطينية، وتساءل: “هل يتمركز مسؤول سعودي فعليّاً في القدس؟ هذا ما لن نسمح به”.

وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، جاء البيان السعودي بشأن اعتماد السفير في الأردن نايف بن بندر السديري، سفيراً فوق العادة ومفوّضاً لدى دولة فلسطين وقنصلاً عامّاً في القدس، ليضع إسرائيل أمام وقائع على الأرض

 

تحدّث الإعلام العبري عن أنّ إسرائيل تجد صعوبة في فهم خطوة تعيين سفير سعودي لدى فلسطين، وأفادت تقارير إعلامية بأنّ السعودية لم تنسّق مع إسرائيل لتعيين قنصل لها لدى السلطة الفلسطينية، ولفت تقرير نشرته قناة “INEWS24” الإسرائيلية إلى أنّ “الخطوة السعودية لتعيين قنصل عامّ سعودي لدى السلطة الفلسطينية وفي القدس لم تكن منسّقة مع إسرائيل، ويستصعب الجهاز السياسي الإسرائيلي تفسير تأثيرها على الجهود لعقد اتفاقية تطبيع مع المملكة”.

لفت تقرير القناة إلى أنّه “تمّ استيعاب هذه الخطوة في إسرائيل باعتبارها رسالة علنية للفلسطينيين بأنّ المملكة لا تتجاهل مصالحهم في إطار الاتّصالات التي تجري حالياً لعقد اتفاق إسرائيلي – سعودي – أميركي”.

وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، جاء البيان السعودي بشأن اعتماد السفير في الأردن نايف بن بندر السديري، سفيراً فوق العادة ومفوّضاً لدى دولة فلسطين وقنصلاً عامّاً في القدس، ليضع إسرائيل أمام وقائع على الأرض.

كيف ردّ السعوديون؟

السديري اعتبر أنّ تعيينه يمثّل “دعماً كبيراً للأشقّاء في فلسطين وسيمنح العلاقة أبعاداً أوسع وذات مردود إيجابي على الشعبين الشقيقين”. وقال في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط” إنّ ما يربط البلدين “يفوق ما يدركه كثير من الناس، لا سيّما أنّ السعودية من أكثر الدول التي تقف إلى جانب الأشقّاء في فلسطين، ولطالما قدّمت وتقدّم الدعم السياسي والمادّي والمعنوي، وقدّمت أيضاً الشهداء في حرب 48″. وذكّر السديري بالدور الحاسم للملك فيصل في حرب تشرين الأول 73 واستخدامه سلاح النفط الذي إلى أدّى إلى انتصار الجيوش العربية، ثمّ مبادرة السلام العربية في عهد الملك عبد الله التي جرى إعلانها في قمّة بيروت.

أما السفير الفلسطيني السابق في الرياض الوزير جمال الشوبكي، فقال في حديث لـ”أساس” إنّ الخطوة السعودية “استمرار للدور التاريخي للمملكة السعودية في دعم القضية الفلسطينية على كلّ المستويات، إذ إنّ المملكة كانت وما تزال داعماً أساسياً ورئيسياً للفلسطينيين، منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، ولطالما ارتبطت فلسطين بالمملكة وقيادتها بعلاقات تاريخية مميّزة، بدءاً من عهد المؤسّس الملك عبد العزيز”.

على الرغم من إعلان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أنّ تل أبيب لا تعارض تطوير السعودية برنامجاً نووياً سلمياً على غرار مصر والإمارات كجزء من تطبيع العلاقات بينهما، إلا أنّ هناك قلقاً إسرائيلياً بالغاً من مشروع نووي سعودي ولو كان لأغراض مدنية

 

تأتي خطوة الرياض بتعيين سفير لها في فلسطين في خضمّ تسريبات بأنّ إدارة الرئيس جو بايدن تسعى إلى التوصّل لاتفاق كبير مع السعودية قد يشمل التطبيع مع إسرائيل، وافترضت التسريبات أنّ واحداً من الأثمان التي تريد السعودية الحصول عليها، هي تسوية سلميّة للقضية الفلسطينية، وموافقة أميركية على مشروع نووي سعودي للأغراض السلمية يُقام على الأراضي السعودية.

السعودية دولة إقليمية كبرى

مصدر دبلوماسي رفيع قال لـ”أساس” إنّ تل أبيب تدرك، من خلال وضعها الأداء السعودي في السنوات الأخيرة تحت المجهر، أنّ المملكة السعودية تسعى إلى أن تتحوّل إلى دولة إقليمية كبرى بقيادة الأمير الشابّ محمد بن سلمان، وأنّ البرنامج النووي السعودي بات جزءاً بنيويّاً ومفتاحيّاً من رؤية المملكة لنفسها ودورها، وأنّ أيّ مسعى إسرائيلي إلى تطبيع العلاقات مع السعودية يجب أن يأخذ بالاعتبار أنّه سيكون تطبيعاً مع دولة نووية. وأضاف المصدر أنّ هناك مشكلتين تواجهان تل أبيب بهذا الصدد: المشكلة الأولى جعل السعودية موازية لإيران من حيث تطوير برنامجها النووي. والثانية فتح صندوق باندورا للتسلّح النووي في الشرق الأوسط.

على الرغم من إعلان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أنّ تل أبيب لا تعارض تطوير السعودية برنامجاً نووياً سلمياً على غرار مصر والإمارات كجزء من تطبيع العلاقات بينهما، إلا أنّ هناك قلقاً إسرائيلياً بالغاً من مشروع نووي سعودي ولو كان لأغراض مدنية.

في هذا السياق، اعتبر مسؤولون أمنيّون إسرائيليون أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد يوافق على تخصيب اليورانيوم في الأراضي السعودية، انطلاقاً من رغبته الشديدة بعقد اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، ويولي أهميّة أقلّ للمخاطر الشديدة النابعة من تخصيب اليورانيوم، على الرغم من أنّ معارضة ذلك كانت جزءاً مركزياً من السياسة الإسرائيلية، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

شاهد أيضاً

نبوءة الغراب بزوال الكيان

احمد الشريف  قبل فترة ليست بطويلة من حدوث عملية طوفان الأقصى يوم 7أكتوبر من العام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *