ومضةُ حقٍّ سقى الله..

من كتاب ”حصاد الذاكرة ”             للدكتور حسن علي شرارة

حصلتِ الوحدةُ بينَ مصرَ وسوريةَ في 22 شباط عام 1958، وصارَ القطرانِ السّوريُّ والمصريُّ: الجمهوريةَ العربيّةَ المتّحدةَ، وعشْنا هذا الواقعِ الجميلَ ل ثلاثِ سنواتٍ مُتتاليةٍ، ورُحنا نسعى لقيامِ الولاياتِ العربيّةِ المُتّحدة، ولكنَّ القُوى المُعاديةَ لنهضةِ أمّتِنا ووحدتِها عملتْ دائبةً لتقويضِ هذا الجهدِ، لأنّهم يرونَ في هذهِ الوحدةِ تقويضًا لمشاريعِهم التّقسيميّةِ والتّفتيتيّةِ لأمّتِنا، ولتدومَ أقطارُنا سوقًا استهلاكيّةً لمشاريعِهم الاقتصاديّةِ؛ مُعتمدينَ على القياداتِ الّتي جيءَ بها؛ لتكونَ تابعةً لهم، ومُنفّذةً لأوامرِهم، وللأسفِ نجحوا في مهمّتِهم، وتمَّ الانفصالُ في 28 أيلول عام 1961، وأعلنت سوريةُ عن قيامِ: الجمهوريّةِ العربيّةِ السّوريّة، بينما احتفظتْ مصرُ باسمِ: الجمهوريّةِ العربيّةِ المتّحدةِ حتّى عام 1971، عندما سُمّيت باسمها الحاليِّ: جمهوريّةُ مصرَ العربيّة. وحصلتْ بعدَ ذلكَ مُحادثاتٌ لإعادةِ الوحدةِ، ولكنّها باءتْ بالفشلِ، وأثناءَ هذهِ المحادثاتِ راحَ مؤسّسُ حزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ وشريكُ الوحدةِ: السّوريُّ “ميشال عفلق” يُعدّدُ الأغلاطَ والتّجاوزاتِ الّتي قامَ بها الشّريكُ المصريُّ ويفنّدها، فردّ عليه الرّئيسُ “جمال عبد النّاصر” بعبارةٍ خالدةٍ: “كنتم تُحصونَ أخطاءَنا، وكنّا نمحو أخطاءَكم”.
كم نحنُ بأمسِّ الحاجةِ لنمضي على هدي هذا القولِ في حياتِنا السّياسيّةِ، بل وفي حياتِنا اليوميّةِ!
ولكنْ مهما تآمروا فالوحدةُ قائمةٌ بينَ شعوبِ أمّتِنا شاءَ مَن شاءَ، وأبى مَن أبى!
إنّما هذهِ أمّتُكم أمّةُ واحدةٌ، وأنا ربُّكم فاعبُدون. صدق الله العليُّ العظيمُ.

شاهد أيضاً

قميحة: “انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني خطوة مهمة في مسيرة التطوير والتحديث”

رأى رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والابحاث – كونفوشيوس، رئيس جمعية “طريق الحوار اللبناني الصيني” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *