أعوامٌ رَملاء *


 

الكاتبة: جهاد عثمان- السودان

_من أنا؟
=بقايا إنسان متناثر
_هل أستطيع ترميم نفسي؟
= المكسور لا يُجبر
_كيف أبدو؟
= رُوحٌ جَافة، جِلدٌ مُتشقق، وقَلب مُنفطر.
_كم عمري؟
=سنين من السراب وبضع شهور من الحزن وأيام جفاف.
_ماهي مهنتي؟
= راقصة على وتر الألم
-هل لألمي صوت؟
=نعم إيقاعه القلق، ولحنه الأنين
_ألا أوقف تلك المعزوفه وأجاري لحن الحياة؟
=تلك الحياة التي لفظت أنفاسها من داخلي!
_هل علي أن أجد الطريق؟
=لا أعلم كيف أغادر المتاهة
_أهناك ضوء يجب أن أركض  حتى أصل إليه؟
= حوافه من نار، ونفقه مظلم.
_من الذي أوقد النيران حولي؟
=وعود الكاذبين وتلويحات الراحلين
_ هل يمكن لإنساني أن يُبتر من روح إنسان؟
= نعم، حتى أنهم  بتروا صوت ضحكاتي، وطرزوا على شفاهي الصمت.
_هل أستطيع أن الصمت؟
= كلا، فالخيوط مبتلة بسم الذهول والخذلان لأجدني ﺃَئّن.
_ ألم أجد ترياق يداويني؟
=تم تصنيفي حالتي بالموت السريري
_ أين أنا الآن؟
=داخل برواز طُرقت المسامير على ثنايا أخشابي المعلقة خلف ذاك الجدران
_ما لون جدراني؟
= متداخل الألوان الباهتة،تفوح منه رائحة الصدوع المعبقة بصرخات الألم.
_إلى متى سأظل هكذا؟
=حتى تغادر الروح الجسد.

 

*معنى أعوام رملاء: لا خير فيها شديدة الجفاف وقليلة الغيث.

شاهد أيضاً

التطبيع العربي: بين هزيمة الكيان الصهيوني وانتصاره

أ.د.فرح موسى*  عُقدت قبل أشهر القمة الإسلامية بوحي النصرة لفلسطين،واستمع العرب والمسلمون إلى خطاب الوحدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *