وصمة تطلق على الأبرياء

بقلم ✒الدكتورة الاعلامية :
سلوى شعبان شعبان
سورية -دمشق

لو تمعنا فيما يجري حولنا من تناقضات أجتماعية من إطلاق أحكام واتهامات ظالمة تجاه أفراد أبرياء ..خلقوا ليسوا كغيرهم يحملون صفات وراثية معينة ..أو تشوه ما ..أو اضطراب نفسي جعلهم الفئة الأضعف بين تفكير سلبي يلقي عليهم وهو مايسمى بالوصم !!!!

ماهو الوصم ؟
وحسب منظمة الصحة العالمية :
هو إشارة على الخزي والعار والرفض والإقصاء من المشاركة الإجتماعية أو الإندماج الإجتماعي الذي يحفظ حياتهم وكراماتهم ويجعلهم يعيشون كأشخاص عاديين متفاعلين في الحياة وأنشطتها
ناهيك عن فقدان الثقة بالنفس والوجود
عند تراجع فرص الحصول على عمل او دراسة أو زواج او نشاط..أو الإقدام على العلاج والإلتزام به ..
-فالوصمة أحكام نابعة من جهلنا بالحقائق وقلة اطلاعنا على الموضوع والحالة وجهلنا بطريقة التعامل مع هؤلاء الأشخاص ..
وهي تصنيفات تلتصق بشخص أو مجموعة أشخاص تميزهم عن طريق تسليط الضوء سلبا” عليهم وعزلهم إذ نتبنى معتقدات وأفكار معينة تجاههم وبالتالي تؤدي الى سلوكيات ضارة منفرة .. وقد نطلقها لنبثت تفوقنا وكمالنا على من امتحنه الله بمرض ما أو تشوه أو نقص..متناسين الحس الإنساني داخلنا والرأفة والرحمة في قلوبنا ..وأنه من الممكن تعرض أيا” منا لأية حادثة خطيرة مفاجئة طارئة تجعلنا مكانهم او مثلهم..
-والوصمة الإجتماعية للأمراض النفسية تصل للاحراج ونقص الدعم والتهميش وإيذاء مشاعر الفرد وتدهور صحي وانخفاض جودة الحياة والعزلة.
و تكون وصمة -عار اجتماعية
-ووصمة عار شخصية

فكيف نتعامل مع كلتا الحالتين ؟
أولا”-بعدم الخجل بالبحث عن أي علاج مفيد وصولا للتعافي والتخفيف من أي عارض.
ثانيا-لانسمح للوصمة بالتأثير الكبير على ثقتنا بأنفسنا وجلد الذات والتقليل من القيمة الحقيقية للانسان
ثالثا”-الانخراط مع العائلة وتبادل الحب والفرح والسعادة والتعبير عن كل مايجول بداخلنا ..
رابعا-عدم مقارنة ومساواة أنفسنا بالمرض ذاته او الحالة السلبية الموجودة
خامسا”-الاقتراب ممن يعطونا الأمل بالحياة والسند والدعم
سادسا”-لاتخجل من طلب المشورة والاستفادة من الآراء والمساعدة الطبية والاستشارية النفسية ..
والأهم الأهم من ذلك احتواء العائلة العاطفي والذي يعتبر السد الحصين والحامي لهكذا حالات ..

وبالنهاية لاذنب لمن جاء للحياة بصورة مختلفة عن المعتاد ..فهو البركة والشفاعة لمن حوله ..وهو الحالة التي تعطينا الدروس والعظة والحكمة
فمن كان طفلا” فنحن من نمنع حدوث الوصمة في حياته ..بالتقبل والمباهاة به كطفل مميز ودمجه بين الأطفال بالمناسبات الاجتماعية وخاصة عندما يكون مصاب بطيف التوحد أو متلازمة الموهوب (العبقري) ويمتلك ذكاء” مبهرا” لايشبه غيره من الأطفال ..
أو تعويده بتقبل حالته مهما كانت لنثبت جمال جوهره المخبىء داخله..

ومن كان كبيرا” وعرف امكاناته وطريقة التعايش مع الاخرين وفق هذه الحالة البغيضة فهو بطل قادر على دحض جهل من حوله بطريقة حياته ومتابعته الطبيعية غير مكترث بوصمة عار تطلق عليه..
-اتقوا الله فيما هو محيط بنا ..فالحياة مدرسة وتجربة ..تعلمنا وتخضعنا للامتحان الأكبر وتعطينا العبرة والثواب والجزاء بكل مايجول داخلنا ..

شاهد أيضاً

الموضوع في القراءة النقدّيّة عند ياسين النصيِّر قراءةٌ في كتاب الأب بالتبني

الاديب إبراهيم رسول الصفةُ التي تتصفُ بها كلّ الإصدارات النقدّيّة للناقدِ ياسين النصيِّر أنّها صفةُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *