رسالةٌ من جاري أبي عباس الى فخامة الرئيس ماكرون

د. نزار دندش 

فخامة الرئيس! أنا معجبٌ بهمّتك ونشاطك وديناميكيتك التي فاقت ديناميكية رؤساء العالم مجتمعين شرقاً وغرباً وجنوبا . مع ان هذه الديناميكية لم تنتج حتى الآن ، حسب علمي شيئا ، لكنني استطرد لأقول ربما انتجت وانا لا اعلم فأنا يا فخامة الرئيس افتقر الى مصادر المعلومات فاختصاصي بعيد عن التعاملات السرّية !
أما بخصوص لبنان الذي تحبه كما تقول فقد نصحتك في مشوارك الاول بعد انفجار المرفأ ألا تصدّق الطبقة الحاكمة وقلت لك يومها في كتاب مفتوح انهم يعدونك لكنهم لن يُنفِّذوا ، فقد كانوا يريدون كسب الوقت ريثما يهدأ الشعب فينقلبون عليه من جديد .
سامحك الله لقد انقذتهم يومها بعد ان اهتزّت عروشهم نتيجة انفجار المرفأ وما نتج عنه . فلقد وَثِقَ الناس يومها بكلامك وكانت فصاحتك يومها معطوفةً على أناقتك توحي بالثقة فصمت المفجوعون وانتظروا نتيجة المهلة التي اقترحتها .
وبصراحة يا فخامة الرئيس شعر الكثيرون بعد ذلك بأنك متواطئ مع الطبقة الحاكمة التي توزع في هذا الزمن عطاءاتِها على حساب الوطن ، ولو كان لفرنسا حدود مشتركة مع لبنان لما بخل كرماؤنا على الام الحنون .
واليوم تغمرنا بفضلك وتهتم بموضوع انتخاب رئيسٍ للجمهورية وترسل الينا ممثلك النجيب الذي يجهل أيضاً واقعنا فنحن يا فخامة الرئيس ماكرون ويا معالي الوزير لودريان متحدرون من اصولٍ مختلفة عن اصولكم ونحمل ثقافة مختلفة عن ثقافتكم
فالانتخاب كلمة غريبة عن عاداتنا
فمع احترامنا لديمقراطيتكم البرلمانية
نحن نؤمن بالمبايعة
ووُلاتُنا كانوا يحملون السيف عندما يطلبون مبايعة ما تسمونه في قاموسكم شعباً .
لا تتعبوا انفسكم فأنتم تسعون خارج الموضوع .

عزيزي فخامة الرئيس ماكرون !
انا اعرف انك من رؤساء فرنسا الضعفاء ، فلو كنت من الأقوياء الاقوياء لضربت على الطاولة وقلت لهم : هذا النظام الديمقراطي البرلماني نحن وضعناه وفرضناه عليكم وسوف نحميه ونحافظ عليه !
ولقلتَ لهم بعبارةٍ واحدة :
مبادرة فرنس تُختزل بجملة واحدة :
هيّا طبّقوا الدستور !!!
ولو فعلتها لشكرناك

شاهد أيضاً

الشارقة تتصدر المشهد اليوناني مع الاحتفاء بها ضيف شرف الدورة الـ20 من “معرض سالونيك الدولي للكتاب”

بدور القاسمي: لسنا مجرد ممثلين لدولنا ولكننا مسؤولون عن قصة إنسانية مشتركة ● عمدة مدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *