سهرة غير شكل مع محمد جمال

معن بشور

1-7-2023

كم كانت ممتعة تلك السهرة امام شاشة “المؤسسة اللبنانية للارسال” في برنامج “المسرح” الذي تقدمه الاعلامية الموهوبة كارلا حداد، وفي حلقة تكريمية للفنان الراحل قبل فترة وجيزة محمد جمال.

شارك في حلقة التكريم نخبة ممن ربطتهم بالفنان الكبير علاقة خاصة وفي مقدمهم الفنانة الكبيرة طروب التي كانت زوجته لسبع سنوات وتكلمت عنه برقي وخلق واحترام وعاطفة اصيلة على نحو انتزع اعجاب المشاهدين بها بدرجة لا تقلْ عن اعجاب الكثيرين من ابناء الوطن العربي الكبير باغنياتها مع جمال في “الديو” او الثنائي الغنائي الرائع الذي لم يعرف العرب له مثيلاً منذ انفصال الزوجين.
في تلك السهرة عشنا مع “الديو” اللبناني- الفلسطيني- السوري- الاردني، الذي انطلق من طرابلس الفيحاء واحتضنته مصر الكنانة، فجسّد الاغنية الشبابية بأروع تعابيرها، وقدّم للوطن العربي اجمل الاغاني الوطنية، والتي كان يرددها الجمهور العربي عن ظهر قلب من “اه يا ام حمادة عمليلنا قهوة سادة” الى”سورية يا حبيبتي” التي غناها جمال مع الفنانة القديرة نجاح سلام ولحّنها الفنان الكبير الراحل محمد سلمان، واهدوها للجيش العربي السوري في اجواء حرب تشرين المجيدة.
من اجمل ما سمعت من تقييم لتجربة محمد جمال الفنية ،في تلك المرحلة الزاخرة بالحنين والذكريات الجميلة، ما قاله الكاتب الفني المميز جهاد ايوب حين وصف اهمية محمد جمال انه لمع في زمن العباقرة الكبار وشقّ لنفسه طريقاً مليئاً بالانجازات بينهم، وانه بين أقرانه من فناني جيله لم يدخل الى الفن عبر مدرسة العباقرة “الرحابنه” بل اختط لنفسه طريقه الخاص معتمداً على موهبته.
شكراً لكل من يحيي فينا كل انواع الذاكرة، وطنية كانت أم أدبية أم ثقافية أم فنية، فهو يحيي أمة لا تموت ما دامت ذاكرتها حيّة.