بين السخافة والثقافة – 2 – وأخير ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة

وانتهينا في القسم الأول الى الإضاءة على جهنمية إستهداف واستفراد شرائح المجتمع الواحدة تلو الأخرى على يد الفئة الباغية (حتى وداخل أحزابها وطوائفها ومؤسساتها ) ٠٠٠
لذلك ٠٠ “اوعا مش بس خيّك” ٠٠
أوعا كمان آخر حصن ودرع أمان للبنان ٠٠٠
وخاصة أنه وبعد القضاء على الطبقة الوسطى أو الميسورة لم يبقَ (ى) إلاّ هذه الفئة النظيفة المحاصرة والمستفردة داخل بيئتها وبيتها ٠٠ المؤمنة بثقافة الإنتاج والوطن ٠٠ وإن “مشحوطة” ٠٠٠
وعندما أستلمت الأحزاب والميليشيات وبعض القياصرة سلطة ما بعد الطائف وسخّروا واستوعبوا من المثقفين قسماً كبيراً ٠٠ أي من أصحاب الفكر والشعر والمؤلفات ومن كوادر اليسار والاديان وبعض أصحاب النضالات وضعاف النفوس لخدمتهم في التمكين والتمتين والتسلط على الوطن وترويض المواطنين الذين هم خارج القطعان ٠٠ وخصوصاً بعض ذوي الفكر الحر والمواقف وأصحاب الشأن العلمي والثقافي !!.
والى حد ما نجحوا في جهنميتهم المشتركة ودولرة عقيدتهم ونضالاتهم ٠٠٠
فأصبح أكثر الوصوليين مصنفين في البلاط وعلى أدراج وأعتاب السلطات ٠٠ وتحت عدة مسميات لزوم العدة ٠٠ كمستشارين وسمسارة ومنافقين ( بدل مناضلين ) ومقاولين (بدل مقاومين) وأبواق إعلان وتبّخير ( بدل إعلام ) لأسيادهم حديثي النعمة ٠٠ فكم كان هناك من دكتوراة متملقة وقصائد محشية وحاشية متشاوفة وفارغة تمجد البلاط وتلحس البلاط ٠٠
هذا إضافة الى ما استجد من مراتب وكتّاب وألقاب لزوم الزووم ٠٠ ووجاهات وشهادات بالكاد علمية ومستحضرة أو مفبركة وعلى عجل ٠٠٠
ومعظمها محضّرة بمكعبات ماجي !!..
حتى صار الوطن والشعب كله على البلاط !!..
هي آخر فرصة للوطن والمواطن ٠٠ ان يفعّل ويتفاعل الوعي والوطني والمجتمعي والحزبي والديني المفترض ليستنهض الفئة المهمشة ٠٠ وقود الثورات ويضع حداً لهذة الغطرسة والأبلسة ؟!.
فثقافة الوعي والتي قد يمتلكها أي مواطن عفوي عادي وقد يكون أمياً طيباً ٠٠ وصادقاً أكثر من بعض أصحاب الشهادات والتشريفات ٠٠ يفترض أن تبدأ بالتصدي للظلم !!.
اليس من يهن عليه أهله ووطنه وفكره وعلمه وعقيدته يسهل الهوان عليه ؟!!..
اليس التقصير ودلع المواقف خيانة وطنية وأخلاقية ؟!..
اليس تصدي النخب للفساد حق وواجب وعلى الأقل كل في بيئته ومحيطه وإختصاصه ؟!!.
أما وفي ظل كل هذا التراخي المجتمعي وثقافة الكسل ٠٠ والإستبداد الميليشيوي ٠٠٠
ويضيق الأمل ٠٠٠
ويبقى الرهان الوطني على درع الأمان ٠٠٠
ويبقى الجيش هو الحل ٠٠٠
المهندس عدنان خليفة ٠٠٠
٠٠٠

شاهد أيضاً

د. مصطفى يوسف اللداوي باستشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، وإخوانهم ومرافقيهم، وطاقم الطائرة التي كانت تقلهم.

بسم الله الرحمن الرحيم “ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *