زحلة احتفلت بعيد أعيادها خميس الجسد الإلهي

المطران ابراهيم : “يجب علينا أن نبني الذاكرة في عقول وقلوب أطفالنا وشبابنا”

احتفلت مدينة زحلة بعيد اعيادها، خميس الجسد الإلهي، والذكرى الثامنة والتسعين بعد المئة للأعجوبة الإلهية التي أنقذت المدينة من وباء الطاعون، فأقيمت القداديس في الكنائس.
بداية انطلق الموكب باتجاه سراي زحلة سالكاً حارة مار الياس، بلدية زحلة، مركز الصليب الأحمر اللبناني، حضانة الطفل، حي مار مخايل ومار جرجس وصولا الى السراي ،وفي كاتدرائية مار مارون في كسارة ترأس المونسنيور عبدو خوري قداسا بمشاركة لفيف الإكليروس، ثم انطلق الموكب باتجاه كنائس مار جرجس، مار الياس ومار يوسف في حوش الأمراء، ومن ثم باتجاه حي السيدة حيث التقى بالموكب الصاعد من كنيسة السيدة واتجها نحو ساحة المعلقة، حوش الزراعنة وصولا الى حي الميدان.

وأقيم قداس في كاتدرائية القديس نيقولاس للروم الأرثوذكس وفي كنيسة القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس، والتقت المواكب في ساحة الميدان وتوحدت في مسيرة واحدة الى امام السراي حيث التقت كل المسيرات ،وأمام سراي زحلة، حضر النواب جورج عقيص، سليم عون والياس اسطفان ، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة، عضو المجلس الدستوري القاضي ايلي مشرقاني، رئيس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب واعضاء من المجلس البلدي، رئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، جوزف سكاف نجل النائب والوزير الراحل الياس سكاف، وعدد من القادة الأمنيين والعسكريين ،بمشاركة جمهور غفير من المؤمنين،وبمشاركة المطارنة ابراهيم ابراهيم، انطونيوس الصوري، بولس سفر والمونسنيور عبدو خوري ممثلاً المطران جوزف معوض وعدد من الكهنة، وتم البركة بالقربان المقدس.

 

ابراهيم

ثم ألقى المطران ابراهيم كلمة اكد فيها: “منذ قرنين منصرمين في مدينة زحلة والجوار شُفينا بأعجوبةٍ من طاعون الجسد، فأصبحنا أصحّاء وزال الخطر. ودام صباحُ ذلك الشّفاء مشرقا علينا، لأنّ نور الرّحمة الإلهيّة لا يغيب. نحمله في قلوبنا وأذهاننا وعيوننا. ذكرى نقدّسها مدى أجيالنا. لكننا اليوم نُصاب من جديد بطاعونٍ متحورٍ آخذٍ شكلَ فسادٍ فتّاكٍ يُهدد حياة الوطن الذي نعشقه لبنان وكم نحتاج إلى أعجوبة لنيل شفاء لبنان. “

 

وتابع سيادته ” أجدّدُ ما قلته سابقا: “يقتضي أن نبني الذاكرة في عقول وقلوب أطفالنا وشبابنا. نحيي الذكرى ونبني الذاكرة ،من أجل ذلك دعا الرّبُّ يسوعَ الأطفالَ أن يأتوا إليه. ليس لطهارة قلوبهم فحسب، بل لأنّهم سيحملون الوديعة ويسلّمون مشعلها من جيل إلى جيل أيضا.

اندفعنا اليوم في تطواف يرسم مشهديّة جميلة عن غنانا في تنوّعنا. روح الشّباب المشتركِ معنا أنعشتنا. روح الشّباب فاضت وملأت شوارعنا قلوبا نابضة. روح الشّباب تحرّك أطفالنا اليوم لخوض مسيرة ترسم مسيرة حياتهم القادمة خلف المسيح.”

 

وختم المطران ابراهيم ” أحبّائي جميعا، لا سيّما الأطفال والشّباب، أنتم حجارة كنيسة المسيح الحيّة. أنتم حملة نور المسيح. أنتم غاية حبّه وقصده. أنتم ثمار شفاء المدينة من الطّاعون، لو هلِك أسلافُنا لما كنّا. كونوا مستعدّين دائما لحمل الوديعة وحفظِها، لا سيّما وأنّنا على عتبة اليوبيل الكبير، يوبيل المئويّة الثّانية لانطلاق خميس الجسد في زحلة، هذا اليوبيل الذي يجبُ أن نبدأَ التحضيرات له من اليوم، والذي نرغبُ أن يحمل رؤية الجميع، خصوصا الشباب النّيّر”.

في الختام انطلق موكب الجسد الموحد على بولفار زحلة، شاركت فيه المدارس التي قدم طلابها تراتيل ولوحات تعبيرية ، بمشاركة من اعضاء الجمعيات الكشفية وحركات الشبيبة والفرق الموسيقية وحملة الأعلام، وسط عبق البخور ونثر الورود والأرز واطلاق الحمام، وصولاً الى مدخل وادي زحلة، فدير مار الياس الطوق، الكلية الشرقية وحارة الراسية وصولا الى كاتدرائية سيدة النجاة، حيث عزفت موسيقى الكشاف وادت الفرقة الكشفية التحية

ابراهيم احتفل بالقداس الإلهي

من جهة اخرى ، احتفل المطران ابراهيم ابراهيم بالقداس الإلهي في كاتدرائية سيدة النجاة في مدينة زحلة ،بمناسبة الذكرى الثامنة والتسعون بعد المئة للإعجوبة الإلهية التي انقذت مدينة زحلة من وباء الطاعون، بمشاركة لفيف الإكليروس وحضور جمهور كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس ، القى المطران ابراهيم عظة تحدث فيها عن اهمية العيد وقال :”ان الإيمان بالسيد المسيح ، هو الّذي حرّك المغبوط ذِّكرُهُ المطران أغناطيوس عاجوري عام 1825 ،لأن يطوف بالقربان المقدّس في مدينة زحلة، يوم ضربها وباء الطّاعون. فالإيمان ينطلق بأنّ المسيح الّذي أشفق على الجموع الّتي تبعته فشفى مرضاهم وأشبعه ولم يرسلهم فارغين، سيفعل الأمر عينه ويشفي المرضى ويُشبع الجياع. هكذا كان وسيكون دوما ،خصوصًا في هذه الأيام حيثُ يضربنا طاعونُ الفساد ويهدد كيان وطننا الحبيب لبنان ،ونحن على صخرة إيمان أسلافنا، فلنحمل المسيح دائمًا معاً، لشفاء وطننا الّذي يأِّنّ ويتألّم ، ونأمل أن نرى خلاص لبناننا من محنته في القريب العاجل”

وفي الختام تبارك المؤمنون من شعاع القربان المقدس ،وانطلق موكب الجسد الإلهي ليسلك شوارع مدينة زحلة.

 

شاهد أيضاً

إيران: نؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط

ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة تؤكد الأخبار المتداولة بشأن مفاوضاتٍ غير مباشرة بين طهران وواشنطن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *