تقرير سرِّي مسرب: صاروخ لا يمكن إسقاطه وهز عالم الاستخبارات

تنكشف لنا هذه الأيام تفاصيل من المعلومات المذهلة والمهمة جدا التي لم يعرفها سوى عدد محدود من كبار المسؤولين في مجتمع الاستخبارات الأمريكية.

لقد أكملت الصين اختبارات ناجحة لصاروخ جديد تفوق سرعته سرعة الصوت (صاروخ فرط صوتي) يبلغ مداه آلاف الكيلومترات، هذا وفقًا لوثائق سرية للغاية تم تسريبها مؤخرًا عبر الإنترنت.

هذا صاروخ يمكنه التهرب من أنظمة الدفاع الجوي للولايات المتحدة، وبالتالي تعمل جمهورية الصين الشعبية بسرعة على تحسين قدرتها على المهاجمة بعيدا آلاف الكيلومترات من سواحلها، وتمنع الولايات المتحدة من التدخل في النزاعات في بحر الصين وتايوان، اليابان وكوريا.

وفقًا لتقرير سري للغاية من 28 فبراير يعود لمديرية المخابرات المشتركة في قيادة الأركان المشتركة، أطلق الجيش الصيني بنجاح قبل ثلاثة أيام صاروخًا باليستيًا جديدًا متوسط ​​المدى تفوق سرعته سرعة الصوت اسمه Dongfeng-27 أو باختصار DF-27.

يبلغ مدى الصاروخ 8000 كيلومتر، مما يعني أنه يمكن أن يضرب أي هدف في شرق أو جنوب شرق آسيا وأجزاء كبيرة من المحيط الهادئ، بما في ذلك جزيرة غوام.

وبعيدًا عن مداه، يتمتع الصاروخ الجديد بقدرة تحليق تفوق سرعة الصوت (فرط صوتية) بعدة مرات، مما يعني أنه يمكن المناورة به للتهرب من نظام الدفاع الصاروخي، وتم تعريف هذا الصاروخ من قبل المخابرات الأمريكية بأنه “قاتل حاملات الطائرات” وهو تهديد حقيقي للقوة البحرية للولايات المتحدة.

لأول مرة – تفقد الولايات المتحدة تفوقها التكنولوجي..
سنشرح على الفور ما إذا يعني سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت، أو بالعبرية سلاح “فرط صوتي”، ولكن تم الكشف هنا عن حقيقة أخرى وهي أن الولايات المتحدة ليس لديها الوسائل الكافية للدفاع ضد مثل هذه الصواريخ التي طورتها الصين، وهي لأول مرة في نقطة تدني تكنولوجي كبيرة في الكفاح من أجل السيطرة على التكنولوجيا، والتأثير والقدرة على التفوق في ميدان المعركة.

في الحرب الباردة، طورت الولايات المتحدة قدرات غير متكافئة لإبطال تفوق الاتحاد السوفيتي، وتستخدم الصين الآن هذه الاستراتيجية ضد أمريكا. بدلاً من مواجهة التحدي الذي تمثله الصين في تطوير صواريخها، توجب على الولايات المتحدة وحلفائها تحويل الموارد للقضاء على التهديد الجديد، وتعزيز قدرتهم على حماية أصولهم.

بفضل التسريبات، يعرف الجمهور الآن على الأقل مدى تقدم الجمهورية الشعبية، لكن السلام في آسيا يعتمد على الحفاظ على مصداقية وسائل الردع بقيادة الولايات المتحدة. عدد قليل جدا من البلدان التي تمتلك هذه التقنية الفريدة من نوعها التي “تفوق سرعة الصوت”، وهناك ثلاثة أنواع من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، كتلك التي يمكن أن تطير بسرعة 6 ماخ، أي ستة أضعاف سرعة الصوت: مركبات جوية بالستية ومركبات حوامة وصواريخ كروز موجهة.

ويتم إطلاق النظام الجوي الباليستي الذي تفوق سرعتة سرعة الصوت من طائرة، ويتم تسريعه إلى سرعة تفوق سرعة الصوت بواسطة صاروخ ثم يتبع مسارًا باليستيًا، أي بدون قوة دفع، وتنفصل أداة التحليق عن الصاروخ، وينطلق بسرعة لا تقل عن 5 ماخ باتجاه الهدف، النظام الذي استخدمته القوات الروسية لمهاجمة أوكرانيا الشهر الماضي لأول مرة، Kinzel، هو صاروخ باليستي جوي.

يدخل الغلاف الجوي و “ينطلق” بسرعة هائلة، كيف يعمل؟
يتم إطلاق المركبة حوامة التي تفوق سرعة الصوت بواسطة صاروخ لارتفاع عالٍ، ثم تنطلق محلقة نحو هدفها، وتقوم بالمناورة على طول الطريق، وتشمل المركبات الحوامة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت نظام الــ DF-17 الصيني ونظام الــــ Avangard الروسي.

الخبراء في الولايات المتحدة أعربوا بالفعل عن قلقهم من أن تكنولوجيا المركبة الجوية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الصين أكثر تقدمًا من تلك الأمريكية، وتتمتع الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بقدرة عالية على المناورة، والمقدرة على تغيير المسار أثناء التحليق، وهي تختلف عن الصواريخ البالستية، التي يمكنها أيضًا التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت (أي بسرعات تقل عن 5 ماخ) ولكن لها مسارات ثابتة وقدرة محدودة على المناورة.

ويتم تشغيل صواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بواسطة محركات عالية السرعة تتنفس الهواء، وتسارعٍ صاروخيٍ إلى نقطة تشغيل المحرك الأسرع من الصوت، والإغارة والوصول إلى 6 أضعاف سرعة الصوت، وإطفاء المحرك والغوص عبر جميع طبقات الغلاف الجوي والمناورة الدقيقة نحو الهدف.

تمنح القدرة على إطلاق سلاح ذا قدرة عالية على المناورة وبسرعات تفوق سرعة الصوت، كل دولة ميزة كبيرة، لأن مثل هذا السلاح يمكن أن يتجنب تقريبًا أي نظام دفاعي قيد الاستخدام اليوم، وهناك صعوبة في الكشف عن استمرار مسار هذا السلاح والتنبؤ به مما يمكّن من اعتراضه لاحقًا، وقت التحذير قصير، وتبقى المنطقة المهددة كبيرة نسبيًا.

إن الصاروخ في الواقع “يتخطى” طبقات الهواء مخترقاً الغلاف الجوي، ولا يمكن التنبؤ بمسار الصاروخ المهاجم، وفوق ذلك – بسبب الطيران المسطح، تجد منظومات الدفاع الأرضية صعوبة في اكتشافه في الوقت المناسب والقيام بعمليات الاعتراض الفعالة أو الصحيحة.

السباق الجديد بين القوى العظمى وليس هي فقط..
تقوم الولايات المتحدة وروسيا والصين بتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتُجري المزيد من الدول أبحاثًا على الأسلحة، بينما هناك دول أخرى تزعم أنها قامت باختبار أسلحة تفوق سرعة الصوت ولكن لم يتم التحقق من ذلك بعد.

طلب الجيش الأمريكي 3.8 مليار دولار لتطوير مثل هذا السلاح للسنة المالية 2022، و246.9 مليون دولار أخرى لأبحاث الدفاع ضد الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

ولا تزال معظم أسلحة الولايات المتحدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في مرحلة التطوير أو الاختبار، ولكن من المتوقع أن يصل نظام واحد على الأقل إلى القدرة العملياتية في وقت مبكر من هذا العام، وتحمل أسلحة الولايات المتحدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت رؤوسًا حربية تقليدية.

فيما أصبحت روسيا أول دولة تنشر سلاحًا “فرط صوتي” في القتال، حيث أطلقت صاروخًا واحدًا على الأقل ضد هدف في أوكرانيا، وفقًا لمسؤول عسكري غربي، وزعم مسؤولون عسكريون روس في 19 مارس / آذار أنهم أطلقوا صواريخ تفوق سرعة الصوت لأول مرة في أوكرانيا لاستهداف ما قالوا إنه موقع لتخزين الأسلحة تحت الأرض في غرب البلاد، ويقول المسؤولون الروس إن الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت الذي استخدم في أوكرانيا هو من طراز Kinzel، تم إطلاقه من طائرة عسكرية.

كما تفتخر روسيا بامتلاكها لمركبة كروز “أفانجارد” الفرط صوتية، وتقوم بتطوير صاروخ “زركون”، وهو صاروخ كروز تفوق سرعته سرعة الصوت يُطلق من السفن، وتشير التقارير إلى أن مركبة أفانجارد تحمل رأسًا نوويًا، وزعمت وسائل الإعلام الروسية أنها كانت في الخدمة منذ ديسمبر 2019.

 

كوريا الشمالية أيضا في الصورة: ماذا عن “إسرائيل”؟
يقول مسؤولو الجيش والمخابرات الأمريكيون، إن الصين لديها صواريخ ومركبات كروز فرط صوتية، وأن صاروخًا واحدًا على الأقل قادرًا على حمل مركبات فرط صوتية قد يكون قيد الاستخدام الآن.

وقال مسؤولون أمريكيون إن بكين أجرت “مئات” التجارب على الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بين عامي 2016 و2021، بينما أجرت واشنطن تسعة تجارب فقط خلال تلك الفترة.

ودخلت كوريا الشمالية الصورة أيضًا وتحاول تطوير مثل هذا السلاح الخاص بها، وقال كيم جونغ أون إن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ستزيد بشكل كبير من “الردع النووي الحربي ” لبلاده، وهو الموقف الذي يعتقد العديد من الخبراء أنه يعرض للخطر الجار الكوري الجنوبي، وتعمل أستراليا والهند وفرنسا وألمانيا واليابان على تطوير تكنولوجيا أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت.

كما قامت إيران و”إسرائيل” وكوريا الجنوبية بما وصف بأنه “بحث أساسي” حول الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. نعم، بحسب منشورات أجنبية، “إسرائيل” مهتمة أيضًا بامتلاك مثل هذا السلاح، وخاصة كيفية اكتشافه واعتراضه. تكاليف التطوير هائلة، وليس من المؤكد أن “إسرائيل” لن تحتاج إلى شريك استراتيجي هنا لتشاركه التكاليف.

اعتراض؟ في هذا الوقت يكون الصاروخ قد قطع بالفعل مسافة 20 كم..
السبب الرئيسي وراء قيام البلدان بتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت، هو صعوبة اعتراضها بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة ومسار تحليقها.

بدأت الولايات المتحدة في تطوير أسلوب متعدد الطبقات للدفاع ضد مثل هذه الأسلحة، والذي يتضمن مجموعة من أجهزة الاستشعار في الفضاء والتعاون الوثيق مع الحلفاء الرئيسيين، فمن المتوقع أن يكون هذا النهج مكلفًا للغاية وسيستغرق تنفيذه سنوات عديدة.

الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت “الفرط صوتية” ذات الرؤوس الحربية التقليدية غير النووية مفيدة في المقام الأول ضد الأهداف عالية القيمة، مثل حاملات الطائرات، والقدرة على تحييد مثل هذا الهدف له تأثير كبير على نتيجة المعركة، ولكن يجب أن نتذكر أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت باهظة الثمن، وبالتالي من غير المرجح أن يتم إنتاجها بكميات كبيرة.

يبرز بشكل خاص من بين الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، أحد الصواريخ التي كشفت عنها الصين، وهو مشروع طموح يعرف باسم WZ-8، وهو عبارة عن طائرة بدون طيار تعتبر الوحيدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في العالم، تشعل WZ-8 محركات صاروخية بعد إسقاطها من طائرة وتحلق بسرعة حوالي 7 ماخ على ارتفاعات تزيد عن 80.000 قدم.

 

السرعة العالية التي تفوق سبع مرات سرعة الصوت تسمح لها بالتهرب من الصواريخ المضادة للطائرات الموجودة في العالم اليوم، ويمكنها أن تحمل رأسًا حربيًا به مادة متفجرة وتتحول إلى وسيلة انتحارية تهاجم الهدف.

تحتاج أنظمة اعتراض الصواريخ Aegis المتقدمة لدى الولايات المتحدة من ثماني إلى عشر ثوانٍ لاعتراض هدف في الجو وهذا وقت ليس طويلا، لكن خلال هذا الوقت ستكون صواريخ “زركون” الروسية الفرط صوتية قد قطعت 20 كيلومترًا والصواريخ الاعتراضية لا تحلق بسرعة كافية لمواكبة ذلك.

يبدو أن انتقال روسيا إلى الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت هو وسيلة لمواجهة تفوق الولايات المتحدة في الحجم والتكنولوجيا والعدد الهائل من حاملات الطائرات التي يمتلكها الجيش الأمريكي.

فروسيا لديها حاملة طائرات واحدة فقط، وهناك نقاش يدور في البنتاغون هذه الأيام حول ما إذا كان من الصواب الاستمرار في تطوير حاملات الطائرات كعنصر مركزي في عمليات القوة البحرية الأمريكية.

أيضا إيران تحاول التقدم في مجال الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، من خلال تحويل أجسام الاختراق الباليستية (الرؤوس الحربية) إلى تلك الموجودة على أطراف المجال الفرط صوتي، لكنها لا تزال بعيدة عن ذلك.

هذه سوق عالمية في نقطة البداية، لذا فإن عدم اليقين المتأصل فيها مرتفع. لقد دخل العالم كله، وليس القوى العظمى فقط، إلى المجال بزخم كبير.

أخبار 12/ نير دبوري

شاهد أيضاً

الحبال وتعاون جديد مع شركة focuson top productino

اعلن الحبال عبر مواقع التواصل الأجتماعي خبر توقيع عقد ادارة اعمال مع شركة focuson top …