رمضانيات [ 27 ] بسم الله الرّحمن الرحيم
شهر رمضان موسم الرّوح ؛ وينبوع التربيَة الإنسانيّة .
المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله .

لعلَّ المرجع الراحل السيّد الأستاذ محمد حسين فضل الله يُعَدُّ من أبرز العلماء الفقهاء الذين تحدّثوا وحاضروا ووجّهوا الأسرة المسلمة واهتموا بقضايا المرأة وشؤونها وشجونها … ولعلّ العودة إلى تراثه الفكري والثقافي والأدبي والديني الرسالي تبيِّن عظيمَ هذا الإهتمام عند السيّد بالمرأة الأم المربية المضحية . وهو ما يبدو جليًّا من خلال إحدى كلماته في أحد الإفطارات النِّسائيَّة الرّمضانيّة تاريخ ٢٨ / ١٢ / ٢٠٠٠ .

📖 موسم الروح :

هذا موسم الروح، وموسم اللقاء على فصول الحب، والقيم الروحية التي تنفتح بنا على الله، بكل المحبة من أجل أن تصفو إنسانيتنا وتتطهّر وتنفتح وتسمو حتى يقترب الإنسان فينا من الله، وعندما يعيش الإنسان هذا القرب الروحي من الله، فإنه يستطيع أن يعطي لعقله صفاءه ولقلبه حيويته، ولحياته انفتاحها، لأننا كلما ابتعدنا عن الله أكثر اصطدمنا بالجدار أكثر .. وفي الجدار ليس هناك أية نبضة من روح، وأية رحابة في الأفق ….

الحقد صناعة الشيطان :

ولكننا عندما ننطلق مع الله، فليس هناك أية حدود، حيث يتحرّك الإنسان في المطلق، فلا حدود للمحبة في قلبه، لأنه إذا أحب الله أحب الإنسان وأحب الحياة، وأحب البيئة، وكل شيء حوله.. لأن قلباً يدخله الله لا يمكن أن يدخله الحقد.. لأن الحقد صناعة الشيطان .. حتى أننا – في حياتنا- يُخلق الحب معنا، فطفولتنا لا تعرف أن تبغض ولكننا نحن الذين نسقيها حليب الحقد الذي يعيش في شخصيتها التي ورثناها من خلال بيئات التخلّف، ولكننا نحن الذين نطعم هؤلاء الأطفال غذاء العداولة والبغضاء.. فنربّيهم على التمزّق والتفرقة “لا تلعبوا مع أطفال فلان أو غير فلان” لأن هؤلاء أعداءنا، نعطي لأطفالنا أول درس في العداوة والبغضاء، ونخرجهم من كل هذه العفوية الطاهرة، حتى أننا في بيوتنا نلاحظ أنه عندما تتحرك السلبيات بين الأب والأم فإننا نصنع أطفالاً ذكوراً وإناثاً يتعقّدون حتى من مستقبلهم إذا دخلوا الحياة الزوجية.. فلو أننا درسنا المسألة من الناحية النفسية لرأينا أن كثيراً من الصدمات المتعلقة بالعصبية التي تعيش في شخصية فتاة تزوّجت أو شاب تزوّج أنهما يختزنان مكبوتات حرب الأب للأم وبكاء الأم ونحيبها في حياتها ….

يتبع …..[ الجزء الأوّل ] …

تقديم وتنسيق :
علي رفعت مهدي
27 رمضان 1444 للهجرة .