إيران تبني شرق أوسط جديد

أمير بار شالوم

بشكل غير معتاد، أعلن المتحدث باسم البحرية الأمريكية، أمس، أن غواصة “فلوريدا” عبرت قناة السويس الخميس الماضي في طريقها إلى القاعدة البحرية الأمريكية في البحرين. مثل هذه الرسالة لم يكن أمرا عاديا، مع الكشف عن مسار الغواصة وموقعها. فقد كانت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي منشغلة في تقييم معمق للأوضاع في السياق الإيراني والتهديد الجديد لقواتها من الميليشيات الشيعية المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.
الهدف المباشر من إرسال الغواصة التي تحمل 164 صاروخا من طراز توماهوك وكروز، هو تعزيز الوجود البحري الأمريكي في الخليج العربي وإضافة قوة نيران دقيقة وهامة قبالة الساحل الإيراني. وهذا بالتأكيد إشارة لطهران بأن الولايات المتحدة مصممة على حماية مصالحها في المنطقة.
العمل الذي تقوم به الولايات المتحدة له أيضا أساس استراتيجي. فالولايات المتحدة قلقة للغاية من ظهور محور في المنطقة بين إيران وروسيا والصين والسعودية. وهذا التوتر ليس منفصلا عن الزاوية الاسرائيلية والتوترات الحالية على الحدود الشمالية، حيث تبرز ثقة طهران المتزايدة بنفسها في البيئة بأكملها.
على خلفية تبادل التهديدات، المباشرة وغير المباشرة بين إسرائيل وإيران، من المقرر عقد لقاء حاسم آخر في صنعاء، عاصمة اليمن، تجري خلاله محادثات سلام بين السعودية واليمن لإنهاء الحرب بينهما. وبالنسبة لإسرائيل، فإن انتهاء الحرب قد يكون أمرا خطيرا إذا تم توجيه انتباه وأنشطة الحوثيين نحوها، لأن المتمردين الحوثيين في نظر الحرس الثوري هم ميليشيا إيرانية مثل حزب الله في لبنان. وهذا عامل مضاعف للقوة بالنسبة لطهران، لذا فإن فرص نجاح هذه الاتصالات عالية.
اتخذت إيران قرارا مبدئيا لتقليل التوترات مع الدول العربية السنّية من أجل التركيز على استراتيجية بناء محور مضاد ضد الولايات المتحدة، والدعم الصيني لتجديد العلاقات بين ايران والمملكة العربية السعودية ليس سوى حلقة في السلسلة. يضاف إلى ذلك، توثيق العلاقات مع روسيا وتوطيدها مع تركمانستان وكازاخستان وأرمينيا. ففي عيون الإيرانيين هناك جبهة موحدة ضد الشيطان الأكبر. وهذا يزيد الشجاعة الإيرانية لمهاجمة الجنود الأمريكيين بشكل مباشر، والجرأة المتزايدة ضد إسرائيل في لبنان وسورية. ففي نظر الايرانيين، وعلى عكس الماضي، فإن أي اتصال بدولة سنّية، بدون حرب، يخدم المصلحة الاستراتيجية الايرانية، لا سيما في ضوء “اتفاقيات إبراهيم” التي أضرت بشدة بجهود طهران التوسعية.
ترجمة: غسان محمد

شاهد أيضاً

المهرجان الاول للمانجو

محمد القيري فاكهة المانجو من الفواكه التي تتوافر في اليمن وتوسعت زراعتها بشكل كبير في …