رمضانيات [9] من قلب السيّد للأحبة في شهر رمضان

المرجع السيد محمد حسين فضل الله

أيها الأحبة :
تعالوا في شهر رمضان كي نفتح قلوبنا لله، وأن نعرف الله، ونفهم الله، لأن كلّ ما نتحدّث عنه هو الطائفية التي صنعناها نحن، والله هو الخير كلّه فلا يمكن أن يقترب من الشرّ، والمحبّة كلّها، فلا يمكن أن يقترب من الحقد، والله هو كلّ نبض الإنسانية الطهور في الفطرة الإنسانية التي فطر الناس عليها، فلا يمكن لكل الوحول أن تقترب منها.

أيها الأحبة..
لنجعل من الزمن كلّه رمضاناً في معنى الحياة المنفتحة على الله، فإننا حين “نرمضن” الزمن سنعيش روحيّة وآفاق القيم المثلى التي يحملها، لنرتقي في سموّ الإنسان، الذي يجعل عقله عقلاً إنسانيّاً كونيّاً، ويجعل روحه روح الإنسانية والبشريّة كلّها، مستهدياً دعوة الله والرسول لما يحيينا حياة طيبة غنيّة بالقيم ….

 

 

أيها الأحبّة :

في رمضان ترك لنا القرآن، كما النبيّ محمّد (ص) وأئمّة أهل البيت (ع)، ولا سيّما الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع)، من الأدعية المنفتحة على الله، والَّتي يعيش فيها الإنسان ثقافة المعرفة بالله، والمنفتحة على الرسول والرسالة وعلى الإنسان في كلّ نقاط ضعفه وقوَّته التي ينفتح من خلالها على الله، وعلى حياة الإنسان كلّها في كل معاني القيم الروحية والأخلاقية. ولذلك، فإن هذه الأدعية، سواء كانت أدعية الصّباح والمساء والأدعية النهارية والليلية وأدعية السَّحر، هي التي تجعل الإنسان إذا وعاها وتفهّمها وحضَّر قلبه عند قراءتها، إنساناً قريباً من الله، قريباً من الناس، قريباً من كل خطوط الرسالة.
ولذلك، حاولوا أن لا تفوتكم هذه الأدعية، وفرّغوا أنفسكم لها في ليلكم ونهاركم، وإذا كان البعض يعتذر بأنَّه مشغول بأمور معيشته وحياته، فإنَّ بإمكانه أن يدعو الله بما أهمّه بدعاء يحفظه أو يُنشئه، ادعُ الله بلغتك الخاصَّة وبلهجتك الخاصَّة، لأنَّ الدعاء يجعلك تحسّ بحضور الله معك، وتشعر بأنَّك تناديه وتناجيه كما لو كان حاضراً أمامك..
إنَّ القرآن الكريم أراد لنا أن نجاهد أنفسنا ونتورَّع عن الحرام، وننفتح على الواجبات، وفي شهر رمضان يكبر هذا الواجب وتكبر هذه المسؤوليَّة.

اعداد وتنسيق :
علي رفعت مهدي

شاهد أيضاً

إيران: نؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط

ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة تؤكد الأخبار المتداولة بشأن مفاوضاتٍ غير مباشرة بين طهران وواشنطن …