حتمية هلاك الكيان الصهيوني

 

الكاتب : فؤاد دبور

يعتبر الكيان الصهيوني كيانا مصطنعا لا يقوم على العناصر والأسس التي تجعل منه دولة طبيعية حيث لا أصالة ولا تاريخ بل يتشكل من مجموعات مهاجرين تم استقدامهم من دول متعددة في هذا العالم كيان يحمل بذور الفشل ذلك لأنه صناعة استعمارية لخدمة مصالح الدول التي صاغته وصنعته وساعدته على اغتصاب ارض الآخرين في فلسطين وسورية ولبنان ويأتي في مقدمة الدول الاستعمارية هذه بريطانيا وقد رعته حتى قيامه ودعمته وامدته بكل أسباب القوة العسكرية والاقتصادية والمادية والسياسية وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية لتستكمل الدعم بكل اشكاله، بمعنى أن هذا الكيان لا يمتلك مقومات الاستمرار في الوجود دون الاعتماد على الاخرين، وهذا أعطاه القدرة المؤقتة على البقاء، والاعتماد على الآخرين بجعله كيانا غير طبيعي مما يجعل هواجس الوجود تسيطر على الصهاينة بكل تلاوينهم السياسية والعرقية كما يجعل قادة العدو الصهيوني يتوجسون خيفة من التنظيمات الفلسطينية والعربية المقاومة ومن امتلاك أي قطر عربي للسلاح حتى لو كان هذا السلاح أمريكيا مشروطا بعدم استخدامه ضد كيانهم.
كما تتجسد الهواجس والمخاوف والقلق الصهيوني من امتلاك المقاومة الفلسطينية لأنواع السلاح للدفاع عن النفس وما تلحقه هذه الأسلحة من خسائر باهظة بهذا الكيان وقد اثبتت الاحداث الجارية فاعلية هذا السلاح، مثلما يتوجس خيفة من امتلاك المقاومة الوطنية اللبنانية ممثلة بشكل أساسي بالمقاومة الاسلامية لصواريخ يمكن أن تلحق بالكيان الصهيوني أضرارا بالغة مثلما يتخوف هذا الكيان من إمكانية امتلاك إيران للطاقة النووية حتى لو كانت للأغراض السلمية ويتم التعبير عن هذا التخوف في الحصار والاستهداف الصهيوني والغربي بعامة والولايات المتحدة بخاصة المفروض على إيران وتوجيه التهديد تلو الأخر لها. كما يتجسد هذا القلق من سورية التي تدعم المقاومة وترفض الانصياع للاشتراطات الأمريكية التي هي في الواقع اشتراطات صهيونية، وهذا القلق والخوف من الموقف السوري المتمسك بالثوابت الوطنية والقومية والداعم للمقاومة يتجسد فعليا بالحرب الكونية المتعددة الأطراف التي استهدفت وتستهدف سورية والتي تقوم بها الدول الاستعمارية والامبريالية الراعية للكيان الصهيوني وتركيا اردوغان سواء بشكل مباشر عبر فرض الحصار والعقوبات أو بشكل غير منظور بوضوح عبر تقديم الدعم المادي والإعلامي والسلاح لعصابات تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في سورية. مثلما تنتاب قادة الكيان الصهيوني الهواجس على استمرارية كيانهم في الوجود لفقدانهم الثقة بالقدرة على تثبيت هذا الوجود عبر استخدام القوة العسكرية والحروب والعدوان وممارسة كل الأعمال الإجرامية ضد شعب فلسطين صاحب الأرض المغتصبة وضد العرب عموما والسوريين في الجولان المحتل وعدم القدرة على وقف مقاومة الشعب الفلسطيني لكيان احتل ارضه وشرد الملايين وأقام مستعمرات استيطانية فوق ارضه المحتلة والتي تزداد يوما بعد آخر.
ويمكننا أن نتوقف عند حقائق واقعية تؤكد ان الصهاينة يعيشون فعليا هواجس الوجود ومن أبرزها:
1- الانتصارات التي أحرزتها المقاومة ضد الكيان الصهيوني وبخاصة إجبار قادة الكيان الصهيوني على الانسحاب من معظم الأرض المحتلة في جنوب لبنان أيار عام 2000 وانتصار المقاومة في حرب تموز عام 2006م في الحرب ضد لبنان ومقاومته وانتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الحروب العدوانية 27 كانون الأول عام 2008م، 2012م، 2014م وما تلاها، وقدرة المقاومة على توجيه ضربات موجعة متعددة ضد العدو الصهيوني وهذا ما تثبته المقاومة الفلسطينية هذه الايام في الضفة والقطاع وكل فلسطين العربية المحتلة.
2- فشل المشروع الأمريكي في تحقيق أهدافه السياسية في المنطقة والمتمثلة بإعادة رسم خارطتها وفرض السيطرة عليها رغم الدفع بعديد من الأنظمة لإقامة علاقات كاملة مع العدو الصهيوني.
3- ازدياد قوة المقاومة ولدول المحور المقاوم رغم ما تتعرض له هذه الدول من مؤامرات وحصار وضغوطات واغتيالات لشخصيات علمية وعسكرية.
4- الهجرة اليهودية المعاكسة والتي تعتبر مؤشرا على انعدام الثقة باستمرار وجود هذا الكيان والتي سوف تزداد بسبب الانقسامات العميقة.
5- تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية والاجتماعية في الكيان الصهيوني والتي يتم التعبير عنها هذه الأيام بالاحتجاجات الكبيرة ضد حكومة الإرهابي نتنياهو وذلك ضد التشريع القضائي لحماية فساده وفساد الاخرين.
6- ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الصهيوني. والتي ازدادت هذه الايام سواء العاملين ام الاحتياط.
7- غرق الكيان الصهيوني وقادته وحكامه في الانحلال والفساد والرشوة.
8- الخلافات الحادة بين قادة الكيان الصهيوني ومكوناته السياسية والاجتماعية وتزايد مسلسلات الفضائح التي تلقي بظلالها على الكيان وازدادت هذه الخلافات بسبب الاوضاع القائمة.
9- مظاهر عدم الاطمئنان التي تعبر عنها شخصيات ومؤسسات دراسية وبحثية وإعلامية وسياسية في الكيان الصهيوني.
10- تراجع الدعم الدولي للكيان الصهيوني لأسباب متعددة ويأتي في مقدمتها تشريعات حماية الفاسدين.
كل هذا يؤكد على هواجس الصهاينة وقلقهم على الكيان، وبدورنا نؤكد على أن مثل هذا الكيان المصنوع بقرار استعماري والمستند إلى ركائز واهية في طريقه إلى الزوال طال الزمان أم قصر. ولن تعطيه العلاقات التي تقيمها أنظمة عربية حق احتلال الأرض العربية في فلسطين وسورية ولبنان ولن تبرر له اغتصابه لهذه الأرض وحق الوجود فوقها. وهذا يدفعنا إلى التأكيد على خيار طريق المقاومة وتصعيدها للتعجيل في موت هذا الكيان.
نعم لهذه الأسباب، وأخرى، الكيان الصهيوني على طريق الهلاك.

فـــــــــــــؤاد دبـــــــور
29/3/2023

شاهد أيضاً

عون التقى محفوظ في اليرزة

استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة رئيس عام الرهبنة اللبنانية …