الأمية الاقتصادية

– يعتمد الاقتصاد السلوكي على سيكولوجية الفرد أو المؤسسة حيث يتم من خلاله اتخاذ قرارات غير عقلانية دون النظر إلى توقعات أي نماذج اقتصادية، ومن بين تلك القرارات مدى ما يدفعه الشخص مقابل سلعة ما أو خدمة مثلاً : أي من الكليات سيلتحق بها أو أساليب الحياة أو التقاعد و الأمثلة كثيرة .

- و عادة يتخذ الكثير من البشر هذه القرارات تقريبا بشكل يومي دون الأخذ في الاعتبار أي عوامل اقتصادية، بل إن العاطفة أو عدم العقلانية هي ما تحركه، وأحيانا تكون النتيجة ليست في صالح من يسلك هذا النهج.

- هناك نظريات كثيرة مثلاً في نظرية الخيار العقلاني، على سبيل المثال، لو قرر شخص خسارة بعض الوزن ولديه المعلومات الكافية عن عدد السعرات الحرارية المتوفرة في كل منتج أو وجبة، فإنه سيقبل حتما على المنتجات ذات السعرات الحرارية الأقل.

- على النقيض، فيما يتعلق بالاقتصاد السلوكي، لو رغب شخص فقدان بعض الوزن ووضع في ذهنه تناول مأكولات صحية فقط، فإن سلوكه سيتأثر إلى حد كبير بالعواطف والعوامل الاجتماعية من حوله مثل إغراءات إعلانات الطعام بسعر أقل وخصومات ويفقد السيطرة على نفسه، وبالتالي، يفشل مشروعه لخسارة الوزن.
–  إن الكثير من الشركات تدرك أن عملاءها يتخذون قرارات غير عقلانية، وهي طريقة فاعلة لتجسيد الاقتصاد السلوكي في سياسات صناعة القرارات داخل هذه الشركات، وعند دراسة نفسية العملاء بشكل صحيح، تحقق أرباحا ومبيعات قوية بالتبعية.

تطبيقات الاقتصاد السلوكي

- التطبيق الأبرز للاقتصاد السلوكي هو الاستدلال والأساليب البحثية من خلال دراسة سيكولوجية الأشخاص والمؤسسات حيث إن هذا النوع من الاقتصادات يمكن أن يكون بمثابة تجربة وتحليل لقرارات الأشخاص والشركات.

- يمكن أيضا تطبيق الاقتصاد السلوكي على التمويل السلوكي الذي يسعى من خلاله البعض لتفسير أسباب اتخاذ المستثمرين قرارات متهورة عند التداول في أسواق المال.
في الواقع علم الاقتصاد أكثر صعوبة من العلوم الطبيعية ؛لأنه من غير الممكن إخضاع الظواهر الاقتصادية للتجارب المعملية المحكمة و أيضاً سلوك الفرد لا يمكن التنبؤ به لذلك جذب الاقتصاد السلوكي انتباه الكثيرين لأنه يربط بين أفكار علماء النفس و رجال الاقتصاد، و لكننا ما زلنا عاجزين عن التبؤ بسلوكيات الأفراد بأية درجة من الدقة، و مع ذلك نحن نعرف أن سلوك الفرد تحركه الدوافع و نعرف أن الضوابط المنطقية تحكم الأنشطة الاقتصادية، و مقابل كل عملية بيع عملية شراء و أنه نادراً ما يجري التغاضي عن فرص المكسب الواضحة
أخيراً كما قال جون كينز( إن ممارسي الأنشطة الاقتصادية الذين يظنون أنهم متحررون عقلياً من أي تأثير فكري هم في الغالب أسرى لأفكار اقتصادية من عهود ماضية..)
علم الاقتصاد فيه الكثير من الفروع و هو علم متطور دائماً و يحتاج إلى أبحاث متجددة و اقتصاديون بفكر متجدد و عصري حتى لا يبقى الكثير من الناس الأكثر ذكاء يعانون من الأمية الاقتصادية.
مؤمنات اللحام

شاهد أيضاً

جنبلاط يزيح تيمور..

كشف مصدر مطلع على أجواء المختارة، أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، أعاد …