خطوات حذرة وصمت على التطبيع الإماراتي.. بوتين خسر جولة لكن “اللعبة مستمرة”

تساءلت المحللة الروسية آنا بورشيفسكايا في مقال نشره موقع “ذا هيل” الأميركي عن أسباب صمت روسيا على خطوة تطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي، مسلطةً الضوء على دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتعاظم في المنطقة منذ العام 2015، أي منذ اتخاذ قرار الدخول إلى الميدان السوري.  


ولفتت بورشيفسكايا إلى أنّ وزارة الخارجية الروسية علّقت على التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي ببيان هادئ نسبياً، فركّزت على نقطتيْن: أهمية موسكو الخاصة ومحورية القضية الفلسطينية. وجاء في البيان أنّ موسكو درست الإعلان بـ”حذر” وأرادت تسليط الضوء على أنّ موسكو، العضو الدائم في مجلس الأمن، والراعية المشاركة في عملية السلام العربية-الإسرائيلية “لطالما عملت انطلاقاً من الحاجة إلى تحقيق تسوية شاملة في الشرق الأوسط“. كما شدّد البيان على أنّ “القضية الفلسطينية تظل محورية في سياق تحقيق السلام في الشرق الأوسط.  


ردة الفعل الروسية هذه لم تفاجئ بورشيفسكايا، إذ أوضحت أنّ بوتين أعطى الأولوية لإعادة  مكانة القوة العظمى إلى روسيا، مؤكدةً أنّه بذل جهوداً كبيرة من أجل تنصيب روسيا كوسيط حاسم في الشرق الأوسط بشكل خاص.  

وسرعان ما استدركت بورشيفسكايا قائلةً: “إلاّ أنّ الوساطة التي ساعدت على التوسط في ما يُعتبر- موضوعياً- اتفاق سلام تاريخياً في المنطقة كانت أميركية وليست روسية، وموسكو لم تغفل هذه النقطة”. ولذلك، عندما تحدّث بوتين مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في أواخر آب، بعد الإعلان عن الاتفاق، أشار بيان الكرملين إلى أنّ الأخير هو الذي بادر واتصل، بحسب ما كتبت بورشيفسكايا.  ونقلت بورشيفسكايا عن بيان الكرملين تأكيده دعم روسيا لـ”حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية”، كما أملت موسكو في أن يساهم الاتفاق بـ”تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة”.  بورشيفسكايا التي أكّدت أنّ بوتين لم ينتقد الاتفاق، رأت أنّه ناقض بتعليقاته المدروسة ما جاء على لسان نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ هنأ الأخير نتنياهو في محادثة سابقة في الشهر الماضي، ووصف الاتفاق بـ”الإنجاز التاريخي والمثال الحي على فرص الحوار والديبلوماسية”. في المقابل، لم تتقدّم موسكو بأي تهاني مماثلة.  في السياق نفسه، تطرّقت بورشيفسكايا إلى قلق البلدان العربية من طموحات إيران الإقليمية، قائلةً: “لطالما مالت موسكو إلى المحور الشيعي في المنطقة”. كما ذكّرت بورشيفسكايا بما كتبه مستشار رئيسة الاتحاد الروسي، أندريه باكلانوف، الذي أشار إلى تقييم موسكو الإيجابي عموماً للاتفاق، وحذّر من “لحظات مقلقلة، وقد تكون خطيرة، بالنسبة إلى التنمية السلمية في المنطقة”، معتبراً أنّ الاتفاق يأتي في سياق النقاش المتزايد حول “التهديد الإيراني”.  وبناء على هذه المعطيات، تناولت بورشيفسكايا قرار الدخول الروسي إلى سوريا، مؤكدةً أنّ هذه الخطوة أعادت إلى روسيا مكانتها كلاعبة وقوة عظمى في المنطقة.  بورشيفسكايا التي لفتت إلى أنّ موسكو تنافس الولايات المتحدة والغرب بشكل أوسع على النفوذ في الشرق الأوسط، خلصت إلى القول: “هذه اللعبة ستستمر. لكن لا بديل عن القيادة الأميركية، وتدرك موسكو أنّها خسرت هذه الجولة”.  

شاهد أيضاً

الخازن: “زيارة فرنجيه لبكركي اشاعت جوا من التفاؤل والأولوية تبقى للم الشمل اللبناني”

  عبّر عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن تقديره “لنخوة الخماسية العربية …