بعد نجاح صنع في الصين ٠٠ هل نتجة الى إعادة تصنيع شرقنا في الصين ؟!.

بقلم المهندس عدنان خليفة 

بداية ٠٠ العالم يسجل للصين نجاحها الباهر ٠٠
وهذة التجربة الصينية النموذجية في السياسة والإقتصاد والوطنية ٠٠( ونحن ما زالت تداعبنا التجربة الدانمركية مع عادل إمام ) ٠٠٠
وللعلم ٠٠ فالصين بدأت من الصفر بعد مجاعة بداية خمسينيات القرن العشرين (التي جعلت الصينيين يقتاتون الحشرات والزواحف والحيوانات الأليفة ولسنوات في صراعهم مع البقاء !!.) ٠٠ وبعد تقاسمها كذلك بين سايكس وبيكو بعد الحربين العالميتين ٠٠ وهي كانت من حصة الهيمنة البريطانية ٠٠
ثم دخول نفوذ أمريكا وروسيا على الخط ٠٠
وتماماً كما حصل في شرقنا تلك الأيام ٠٠٠
مع فارق الثقافة والمقاربة والزعامات ٠٠٠
وكان الإستنهاض الصيني المبرمج ٠٠ وهو اليوم بات عمره أقل من مئة عام ٠٠٠
وكان ما كان ٠٠ ومن له عينان فلينظر الآن !!..
ثم خرج التنين الصيني من قمقمه ودائرته ٠٠
واليوم يسجل للصين كذلك هذا النجاح النوعي لصينيتها المستديرة في الخليج العربي والفارسي بعد فشل أكثر المفاوضات والطاولات المستديرة هناك ٠٠
و ربما ما قد ينعكس ايجاباً على معظم الجبهات ٠٠٠
٠٠٠
فالعالم كله يتخبط هذة الأيام ٠٠
ومعظمه يعتقد بأنه في حروبه وتصعيده يهرب الى الأمام ٠٠
فالحياة ربما ضاقت ذرعاً وزرعاً بساكنيها ٠٠ أو أن الأرض ضجّت من تهور البشرية في السلوك والإستهلاك ٠٠ وتراكم قاتل أكثري لكل هذة الموبقات والفشل والفساد والنفايات !!..
ولبناننا أصبح نموذجاً في هذا المضمار !!..
وتفشي صادم لفوضى وعبث الكميات على حساب النوع والنوعيات ٠٠
فأصبحت اكثر شعوبنا تراهن وبكسل على يوم البعث أو تتمناه ٠٠ وتختلف القراءات ٠٠٠
بين من يقول بأنه تدخل رباني بالمباشر ٠٠ ولم يوضح لنا أصحاب هذة النظرية هل هو انقلاب إلغائي وإستدعاء ليوم الحساب ٠٠
أو كما يصور لنا بعض المتنمّرين في الدين ومتفذلكي اللغة بأن مصائبنا هي إنتقام الهي أو إستعداء ٠٠
أو ربما هي عمليات محدودة لضبط الكون وإعادة تدويره وتنظيمه ومع جهل او تجهيل للمصدر ٠٠٠
وهناك كذلك مروجين لنظريات المؤامرة والكابتغون الفكري ٠٠
وعند آخرين قد تكون جولات من إنتصارات الشيطان وتحضيراً للمخلص المنتظر ؟!.
وبعد ان فشل استعجاله عن طريق الربيع العربي وغيره (وقد كتبت في ذلك عدة مقالات سابقة وأعتبرها الكثير حينها -ولأنها خارجة عن المألوف- هي مقالات فانتزية و ومجرد بعض اللعب أو العزف على الأفكار والكلام) ٠٠٠
ونعود إلى أرض الواقع والواقعية !!..
٠٠٠
فجهنم الأرض وقودها الناس والحجارة !!..
وجنتها هي في الإزدهار و نجاح الإقتصاد والإنتاج والتجارة !!.
ويبقى انتظام وتنظيم الدورة البشرية السليمة والحياة الكريمة على الأرض هي الشطارة !!..
ونلاحظ أنه وأبعد من صراع الخير والشر والقيم والغرائز ٠٠ لقد أصبحت قاتلة ومدمرة فوضى المزاج والحواس وهَوج الحماس ٠٠ والنمو المتفلت للقطعان البشرية !!.
فأصبحت معظم الناس وكأنها بسينات أو كلاب ضالة شاردة أو داشرة !!.
فهل هناك قوة خفية (وقد تكون عند البعض شريرة وعند آخرين خيّرة ) تعمل على التخفيف من البشرية عبر الأوبئة والزلازل والحروب وأهمها العمل لفوضى الهرمونات والمثلية وتضييق المعيشة لتجفيف التكاثر وقتل معظم الغرائز ؟!..
ومهما كان أو سيكون ٠٠ وعلى هامش الشعار الشكسبيري : نكون او لا نكون ٠٠٠
هناك إعادة تموضع للبعض تحت شعار :
نكون أو نكون ٠٠
وأخرين وشرقنا منهم وشعارهم :
لا نكون أو لا نكون !!.
٠٠٠
ونعود الى الصين ٠٠ وما ادراك ما الصين ٠٠ وبعد اكتمال حضورها ونجاحها الذاتي والداخلي المنظم ٠٠
لقد بدأت الصين تتمدد إلى المحيط ٠٠ وخرج التنين الصيني الفاعل من قمقمه ودائرته ٠٠ إلى دور أوسع يبدأ من الجوار ٠٠ وكانت البداية في رعاية حوار إيراني سعودي إسلامي سياسي واقتصادي ٠٠
والبقية قد تأتي ٠٠٠
أما ما يقال عن إنتصار لهذا الفريق المحلي او الإقليمي أو الدولي او ذاك على هامش هذة المستجدات ٠٠ فهي أضغاث احلام ٠٠
ويسأل اللبناني العادي : “شفتولنا او جبتولنا الرئيس “؟!.. وما تبجح مسؤول هنا وصحافي هناك سوى غرور وفوقية “شوفيني يا منيرة” وأنا أقول !!.. ودون حسبان ٠٠ ولا رقيب أو حسيب يكذّبان !!.
وبرأيي المتواضع هو مجرد استكمال لتوزيع الأدوار والمهمات على الساحة العالمية بين هيمنة أمريكا على الهلال السوري الخصيب وحوض البحر المتوسط ٠٠ والروسي على الهلال الأوروبي الشرقي ٠٠ والصيني على الهلال الهندو-خليجي وطريق الحرير ٠٠
وإن مازالت الامور في طور التموضع وبعض الإستنفار على حفافي الإنفجار !!..
ولكن العالم كله ما زال تحت سيطرة المايسترو الأمريكي ومرجعيته ٠٠
وقيد التجربة والإختبار !!.
٠٠٠
مع بعض المساحات والأدوار للأقطاب الأخرى ثقافياً واقتصادياً وسياسياً والى حد ما قد يكون دوراً شرطياً محدوداً ٠٠
اما عسكريا ومع عقل الإنتاج والتكنولوجيا والهيمنة العسكرية والمالية ٠٠ والتخطيط البشري والدولي – وكما يبدو – ما زالت ومرسوم لها ان تبقى آحادية السيطرة الأمريكية وبرضى وتسليم من الجميع !!.
فهي العقل المدبر والمشغل للعالم ٠٠
وما يشبهه تفرد الولايات المتحدة بصناعة cpu- ( central processing unit )- المشغل الأساس لكل أجهزة الكومبيوتر في العالم ٠٠ وأصحاب الإختصاص يعرفون انها فقط ٠٠ صنع في أمريكا !!..
وكل هذا الواقع المستجد برأيي هو مبرمج وتحت السيطرة والإختبار ٠٠ والمرحلة اللاحقة ستكون في تكملة الخطوات وإعادة تموضعات دولية وإقليمية لتبريد الجبهات ٠٠ والتسلم والتسليم لهذة المحاور كما رسم لها بين ثلاثي أقطاب العالم الذي قد يكون قريباً ٠٠ مع بقاء السيطرة المطلقة للإدارة الأمريكية على ممرات العالم العسكرية والفضاء والفضائيات والحسابات المالية ٠٠٠
وكذلك سيبقى التخطيط وإدارة العالم تحت مرمى وبرمجة أجهزتها العميقة ٠٠٠
وعلى هامش هذا الواقع والعالم ٠٠ ما زال معظم اللبنانيين يرفعون شعارهم في مقولة السيد المسيح :
“ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” ٠٠
كيف لا ٠٠ فالأهم هو لقب فخامة الرئيس ٠٠
وكذلك دولة الرؤساء ٠٠٠
ولا يهم هذا الجمهور العريض من البؤساء ٠٠
وإن تخبّط لبنان بين باي باي ٠٠ وإلى اللقاء ٠٠٠

13 – 3 – 2023 ٠٠ مجلة كواليس ٠٠٠
بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠

شاهد أيضاً

يمق زار مركز “الجماعة الإسلامية” في مدينة طرابلس معزيا” باستشهاد عنصريها

زار رئيس مجلس بلدية مدينة طرابلس الدكتور رياض يمق، مركز الجماعة الإسلامية في طرابلس، مُعزياً …