🇾🇪💫 *معركة اسطوانة الغاز*⚡✒️

سهيل عثمان سهيل

حل فجر الثاني عشر من حزيران على سبات القوم
وخرجت الثلة القليلة من مسجد القرية الوسطى لهذه المنطقة النائية، وكان قد مضى على صرف اسطوانات الغاز اسبوعا وبضعة أيام! ونصف عدد السكان ينتظرون وعد وجهاء المجتمع اليمني..
هذه هي  القرية الوحيدة التي حُرمت من حصتها في الاسبوع الماضي وظل أهالي القرية يترقبون مجيء الوكيل ويستبشرون باسطواناتٍ لا بأس بها..
لكن كيف يتم حل إشكالية معاناة الناس والمسؤولين يعقدون الحلول؟
حين شرقت شمس هذا اليوم تم اذاعة الخبر وانتشر كالعادة لياتي الناس حاملين على اكتافهم الاسطوانات الفارغة إذ تتسارع الدراجات النارية في سباق من يحظى باسطوانة جديدة وترى القوم سعداء كأن غيث نزل وليس خبراً عواقبه رفض هذه وكسر خواطر البشر!

جو الظهيرة حارا وشمس الصيف شديدة لكنها أهون من اشتعال النار في مطبخٍ ما،
تظل تنظر لكبار السن وهم يستغفرون صباحاً ويتحسرون على الدواب من جراء جفاف الأرض ومرور السحب وسماع اخبار الامطار هناك بعيداً بعيداً عن هذه الأرض الجبلية بعض الشيء
تتمنى أن الأطفال يستظلون الشجر لكنهم يلعبون بجانب اسطوانات ذويهم والبعض الآخر يرعون الأغنام ليعودون قبيل الظهيرة  وعلى قارعة الطريق يظل الناس ينتظرون مجيء حمولة الغاز..

يذهب نصف أهالي القرية لتناول وجبة الغداء والنصف الآخر  حراس اسطواناتهم الفارغة، وبعد حين يعودون لاستمرار نوبة الحراسة نهاراً، وربما تستمر إلى منتصف الليل.. كانت الشمس اسرع من عقارب الساعة ولكن لا يهم إن غربت او شرقت بعد ثلاث ليالٍ، المهم أن ننتصر بتغير الاسطوانة تلو الأخرى كأنها لعنة الأسفار أو بالأحرى لأن شعب ما، قد فشل بتغير الرئيس وفق وثيقة كامبل والربيع العبري المعروف بالربيع العربي قبل جائزة نوبل مقابل اللاسلام !

– لقد جاءت السيارة “حمدا لله على سفرنا الطويل على متن قطار الانتظار”.
كان الأطفال ينظرون إلى قرية الحراجيج وكبروا لإعلان النفير تزامناً مع المدة الزمنية لوصول الدينة (سيارة وكالة غرفة الصناعة والتجارة) ، فجأةً رأيت الناس يثموا وجوههم نحو اسطواناتهم الفارغة، لقد تركوا إمام مسجد بيت الحمران قائما لوحده، حتى انا لم اتوضأ بعد ، كنت انتظر دوري لدخول دورة المياه، لكن الغريب أنني رأيت الراكعين يتركون الصلاة وهنا قلت:
– ربما لم يحسنوا الوضوء لهذا فُسخت الصلاة عمداً.

فكرت ملياً وانا اتوضأ واتساءل عن سبب الفوضى.. واخيرا تذكرت أن والدتي لم توصيني مثل أم ريان فقد أصرّت عليه بضرورة استبدال الاسطوانة بأسطوانة جديدة وإلا لن تغفر له جريمة النسيان أو بالأحرى أن ينتصر عليه اي مواطنٍ آخر فيأخذ اسطوانته من على الأرض ويعود حافي القدمين حاملاً هم السنين!!

تعجبت من صراخ ياسر فقيه ‘بائع العصائر’:

– والله لن أقبل بهذه الاسطوانة الخردة.

– يا ياسر  لقد نفدت الحمولة ولن تجد غيرها عدا اسطوانتك الفارغة.

~انتهت.~

فلسفة خاصة✒️📜
سهيل عثمان سهيل
2022 حزيران

شاهد أيضاً

ضاهر: “نطالب وزير الصناعة بالاعتذار علنا عن الإساءة لجدعون وتشويه سمعته”

قال النائب ميشال ضاهر في بيان صدر عنه: “بعد حوالى 11 شهرًا على إحالة المدير …