الوزير عادل قرطاس الآدمي

كتب فؤاد سمعان فريجي

تعرفت عليه عندما كنت طفلاً يزورنا في المنزل والدي ووالدتي قالوا لنا ، عادل قرطاس هو المحترم والأنسان اللبق الصادق والبريء .
هذه الصورة حملتها انا واخوتي في افكاري منذ عمر الورود ، ليتأكد لنا لاحقاً بعد عشرات السنين صوابية كلام سمعان وافلين اللذين يحملان احترام ووفاءً وتكريماً للمحبين  .
عادل قرطاس اذا كان احد يُفتش في   قواميس الأخلاق والمحبة والشفافية تراه متربعاً في الصفحة الأولى من تاريخ الأنقياء .
التقيته منذ عام لم يترك احد إلا وسألني عنه للأطمئنان والاشتياق كان يسبق الجميع بالسلام خصاله المتقدمة التواضع ومحبة الآخر .
عندما عُين وزيراً للزراعة في حكومة الرئيس رفيق الحريري والتي شغل فيها هذا المنصب  من أيار ١٩٩٢ حتى أيار ١٩٩٥ اتصلت به مباركاً فقال لي سأعمل اولاً على حماية المزارع اللبناني مهما كلف الأمر .
عمل عادل قرطاس في الوزارة بعقلية الراهب الذي اراد حماية وطنه من السقطات التي هزت الأقتصاد والزراعة ، وخلال فترة وجيزة استطاع ان يضع لبنان على خارطة الدول المنتجة ( في حينه )
هو الوزير المثالي الذي كان يداوم في وزارته من الثامنة صباحاً حتى السادسة مساء وكأنه ولد لخدمة هذا القطاع الذي انتشله من بين افواه التنين .
الوزير عادل قرطاس له صولات وجولات في ترتيب البيت الداخلي اللبناني وعمل بصمت لرأب الصدع في الكثير من الملفات العالقة التي استطاع بها تسيير امور الناس والبلد وقرار لبنان اللبناني .
لم ينتمي الى احد ولم يساير زعيم كان ولائه للبنان وشعبه فقط ، حمل هموم الناس وجال في البقاع والشمال والجنوب والساحل ولم يترك شارع إلا وقصده ليقف على معاناة المزارعين  ويقدم لهم الحلول والخبرة ، ونجح في حلحلة العقد التي توارثها هذا القطاع على مدى سنين ، عادل قرطاس وزيراً برتبة دولة بحد ذاتها .
لقد خسر لبنان وزحله طاقة علمية
العودة الى المربع الأول : فقدانك ( عمو ) عادل هكذا كنّا نناديك للطفك وحسن اخلاقك خسارة لبنانية وزحلية ونردد مع يسوع من امن بي وان مات فسيجييا

الخميس ٢٣ شباط ٢٠٢٣

شاهد أيضاً

يمق زار مركز “الجماعة الإسلامية” في مدينة طرابلس معزيا” باستشهاد عنصريها

زار رئيس مجلس بلدية مدينة طرابلس الدكتور رياض يمق، مركز الجماعة الإسلامية في طرابلس، مُعزياً …