قصة واقعية ٠٠ وللأمانة شخصية

بقلم المهندس عدنان خليفة

وهي أشبه بكرسي الإعتراف ٠٠
ولكن في صالون التزيين النسائي !!..
حدث ذلك ومنذ زمن ليس بقريب ٠٠ ولكن ينطبق عليه القول وبمرور الزمن ٠٠٠
ولا ببعيد كأن يستدعي القول : كان يا ما كان ٠٠٠
وكذلك لن ابدأ بعبارة : أنا الموقع ادناه ٠٠٠ وخاصة أن الطوابع هذة الأيام مفقودة وسوق سودا ٠٠ وربما بالدولار !!.
أذكر ٠٠ وبسبب الحرب الأهلية اللبنانية – أو ما سميت وقتها بحرب السنتين – وتداعياتها كنت أتنقل من ثانوية الى أخرى وأحياناً في نفس السنة الى أن استقريت في صف الفلسفة في الثانوية الجعفرية صور ٠٠٠
و كنت أتحسب بالتحضير للسفر إلى الخارج للإختصاص ٠٠٠
ولهذة الغاية كنت قد تقدمت بالطلب وعبر المراسلة لدراسة طب تجميل نسائي في المانيا ٠٠ وذلك في اوآخر السبعينيات أي قبل الإجتياح ٠٠٠
وللمفارقة حصلت سريعاً على الموافقة ٠٠٠
وفي تلك السنة كنت قد تسجلت دورة تعلم كوافير نسائي في صالون يونس عيد ط٢ بجانب دوّار النجمة في صيدا ٠٠٠ وبعد أن كنت قد تعلمت قبلها الحلاقة في صالون الأتب للرجال في الجوار وعملت عنده لمدة سنة ٠٠ وكل ذلك من أجل أن يساعدني ما قد أجمعه مادياً وما قد أكسبه من مهنة وخبرة للعمل لاحقاً اثناء سفري ومع دراستي في هذا الإختصاص ٠٠٠
وبينما أنا في منتصف الفترة التدريبية في الصالون وكنت قد بدأت العمل كمعلم كوافير نظراً لخبرتي السابقة في المقص الرجالي ولشدة حماسي وخاصة أن هدفي اللاحق هو دراسة طب التجميل النسائي ٠٠٠
وحدث ما لم يكن في الحسبان ٠٠٠
وبينما أنا في عداد طاقم الصالون ٠٠ دخلت علينا فتاة برفقة والدتها من أجل أن تقص شعرها المنسدل إلى ما تحت الخصر ٠٠ وأنا رحت مذهولاً أتمتم الآية : والعصر إن الإنسان لفي خُسر – وأعترف بأنني قرأتها خَصر – إلا الذين آمنوا ووو٠٠٠
وقطع عليّ الطيران صاحب الصالون وطلب مني أن أتولى أنا هذة المهمة !!..
وجلست معذبتي على الكرسي الذي حسبته غيهب الغسقِ ٠٠ وهي تضيء ظلمته كأنها الكوكب الدريّ في الأفقِ ٠٠
ولا أعتقد أنني قلت : نورتني يا خير زائرة ٠٠٠
لأنني كنت خلفها متحشرجاً ومسلوب !!..
ومع العندليب أتنفس تحت الماء ومعصوب !!.
وتراءى لي أنها جلست والخوف بعينيها ٠٠
تتأمل فنجاني ٠٠ لا بل رأسي المقلوب ٠٠٠
وكأني بأمها تهمس وتهتف بعينيها ٠٠
الحب عليك يا ولدي هو المكتوب ٠٠٠
أو ربما قالت : البنت حابي تقص شعرها عندك ٠٠ ولكنني أنا سمعت منها ما أردت سماعه ٠٠ أو مع ارتفاع الحرارة وما توهمت !!..
و بالكاد كنت عالسمع ٠٠ أو ما يعني بلغة اليوم مش online ٠٠٠
ومثلي حينها كان يقال عنه إبن السبعة عشر ربيعاً – ولكن حالتي كانت أقرب إلى الستين نيلة – ٠٠ وهي بلغة تلك الأيام كانت إبنة الخمسة عشر صاروخاً ٠٠ وربما ومع تتطور العلوم قد تقرأ اليوم إبنة ال 15 فِتّيشه ٠٠٠
و تعطلت لغة الكلام ٠٠
ولا أعرف إذا ما كان عبد الحليم حافظ قد استطرد وقتها كذلك معي مرندحاً :
كامل الأوصاف فتني ٠٠٠
والعيون السود خدوني ٠٠٠٠٠
وصدقاً ٠٠ وقبل اختراع الحاسوب شعرت بداخلي كيف تتداخل البرامج وتتشوش أو ما يسمى اليوم تَلّت الكومبيوتر ٠٠
وقبل انتشار التلفزيونات الملونة كان شعوري وشعرها يتداخلان ويتماوجان وبالألوان الطبيعية سيكام ٠٠٠
و 3D يلتف فضائي ٠٠ ولا في الأحلام ٠٠٠
كان هذا آخر ما أذكره !!…
وللحظة أخذت المبادرة وقتها وقلت لصاحب الصالون أنني لست على ما يرام وعليّ الإنسحاب !!…
وفي قرارة نفسي لعنت الحِلاقة والحَلّاقين ٠٠ والأندرينالين ٠٠ ومع أو بدون تزيين ٠٠٠
ولسان حالي يقول : إذا بعدنا بالشَّعر وصار معي هيك كيف بدنا نكفّي بطب التجميل وما قد يأخذنا نزولا ومروراً ومداعبة للشفتين ٠٠ وما بعد بعد الخصر أو ما بين بين ٠٠٠
وإلى رشدي أسرعت مهرولا ٠٠
وغير آسفٍ تركتُ التجميلا ٠٠٠
واتخذت عنه الهندسة بديلا !!..
٠٠٠
وللصدفة الصدمة اليوم ومنذ ساعة إتصلت بي من كانت حينها معذبتي المفترضة ٠٠ لتخبرني بأنها ما زالت زعلانة مني وعاتبتني قائلة :
كيف كان إلك قلب وقَصصت لي شعري !!.
وكان جوابي :
الله يسامحِك بعد أن قَصفتِ لي عمري !!..
٠٠٠
29 – 1 – 2023 مجلة كواليس ٠٠٠
المهندس عدنان خليفة ٠٠٠

شاهد أيضاً

قائد الجيش استقبل الامين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني

  استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة الامين العام للمجلس …