ماذا بقي من لبنان؟

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

سؤال يطرحه أغلب المواطنين خاصةً الذين خسروا أموالهم مع مافيا المصارف المجرمة ..
من المؤسف أن نقول صراحة ما وصلنا إليه من تخلف وخصوصاً حين يقودنا جهلة، ويغلب على مجتمعنا الفقر والفشل.
بلاد يقودها فاسدون، نصابون، دجالون، مجرمون، مهرجون، عملاء، منحطون وجهلة،بكل صراحة أكتبها ولا أعتبرها إهانات، بل أوصاف فعلية تعني ما تعنيه بالحرف الواحد.
فهل هذا وطن يستطيع أن يفاخر بأنه أول من أطلق الحرف في العالم؟
بفضل المجرمين الحاكمين أصبحنا بلد تتراجع فيه مستويات التعليم، وتنحدر فيه القيم الأخلاقية، وتحولت السياسة فيه إلى عمل من أعمال التسويات القذرة وشراء المناصب و المحاصصات والذمم حيث انهارت عملته ومصارفه بعدما كانت من الأوائل عالمياً فالفساد المالي والاداري حدث ولا حرج ، وتدهورت أعمدة الفن والثقافة والفكر فيه وما شاهدناه في أعياد رأس السنة من احتفالات “للشناتير من الصف الأول ” حيث “خنخنوا” بأصواتهم في عدة دول نخجل بهم أن يمثلوا وطننا..
فهل هذا بلد نستطيع أن نقول عنه إنه كان عظيماً في التاريخ، والشعر، ويملك أشهر وأولى الأغاني والأناشيد، والموسيقى، والمسرح؟
هل من المعقول إنهم أوصلونا إلى عمق جهنم والشعب ما زال ساكتاً؟
شعب يثبت للعالم أجمع مدى حمقه وجُبنه وفشله واضمحلال فكره.
هذا الشعب الذي لا يترك فرصة أو مناسبة إلا وقال فيها (( ها أنا الشعب الجبان انظروا الي وأنا الذي انتخب هذه الطغمة الفاشلة بإرادتي وكل ما يحصل لكم أنا سببه وافتخر به ))
هذا الشعب المتمسك بقتل الصورة الرائعة التي طالما عرف بها.
هذا الشعب الذي خلع لباس الحضارة العريقة والتاريخ والماضي العريقين ونسف الآثار والمآثر , والتف حول سياسيين معتقدين أنهم رجال وماهم برجال , ولا أشبه برجال.
اليوم باتت واضحة كل معالم الخيانة والشراكة ما بين السياسيين والشعب، هل رميهم بمزابل التاريخ هو الحل.. هل توافقني الرأي بعدما دمروا كل شيء في هذا الوطن ؟

شاهد أيضاً

فرسان العمل…

الكاتبة راوية المصري… ذكرى اليمة كانت بداية عيد العُمّال في عام 1869م، وهذا الإعلان كان …