موسم.. وعيد

2022-12-27 الساعة 15:26:00

نيكول صدقة
العيد هو ذكرى سعيدة، تتردّد ذكراها مرّة كل سنة. فذكرى مواقيت
ولادة كل امرئٍ هي عيد، وذكرى زواج المرء هي عيد، وذكرى كلّ طاهر نقيّ، قد سته الاديان هو عيد!.. وفي اللغة:( العيد هو كل ما اعتادك من فرح.. وقد يقال له : «الموسم» و كلّ يوم فيه تذكار لذي فضل، او لحادثة مهمّة!.. وقد سمّي عيداً لأنه يعود في كلّ سنة، بفرح متجدّد.
إذا، العيد هو ذكرى، وموسمٌ وعظة!.. ونعود هنا الى التساؤل:
هل انتظار يوم العيد بفرح وتفاؤل وسعادة هو الهدف؟! أم أنّ العظة من كل عيدٍ منتظر، هي الهدف الاسمى؟!..
هل الفرحة والسعادة هماماً نصبو الى التمتّع يها في يوم العيد فقط، أم ما ينتظر منا، من أقوال وأفعال، تأتي وليدة العيد، هي الغاية؟ فعيد ميلاد الطفل، يعجّ بالالعاب وبالأفراح وبالموسيقى.
ولكنّ الذكرى-العظة- تكمن في ما يجب القيام به-مستقبلياً-من أجل تأمين كلِّ حاجياته- ماديّة كانت أم معنويّة من أجل إسعاده، وتأمين المستقبل اللائق به؟
وذكرى عرس الزوجين، هل هي سهرة دافئة، ورقص وعناق فقط؟ أم هي مراجعة ومساءلة، يقوم بها كلّ منهما من اجل التحاشي عن أخطار الماضي، وبهدف اكتشاف كيفيّة التعامل كلٌّ مع الآخر من أجل إذكاء شعلة الحبَّ بينهما، بهدف تأمين كل منهما للآخر، ما يصبو اليه، وما يحتاجه؟!.. وفي أعياد القديسين والاولياء، هل العيد هو فقط عطلة وفرح وبهجة، وارتداء ملابس جديدة؟. ام هو درسٌ واتعاظ من سيرهم الطاهرة، كي نتمكّن من السير على سراطهم فنبتعد عن الشرّ، وننحو في اتجاه فعل الخير؟!
وبالاختصار، العيد هو فرح واتعاظ ، سعادةٌ واسعاد، وتقوى يستولدُ منها العطاء للمحتاج، والعون للضعفاء، والكفالة لليتيم المنقطع عن كلّ ذي قرابة.
هذا من النواحي الايجابية، اما من الابعاد السلبية، فعلى سبيل المثال، لو أخذنا ذكرى مجزرة ما، وفي زمنٍ ما، فهذه الذكرى تجعل المرء يأخذ العبرة، نابذاً العنف، مبتعداً عن الضغينة، رافضاً المشاركة في أي تحريض مشبوه، يعيد إشعال فتنة ووقانا الله شرها!..
كما أنّ ذكرى طوفان ما، تجعل مهندسي البناء، يأخذون الاحتياطات كافةً، من أجل تدعيم الأبنية الحديثة، بما يجعلها عصيّةً على الانهيار، في حال تجدّد الكارثة لا سمح الله!..
وأخيراً، العيد هو موسمٌ!.. نعم.. هو موسم عطاء وتضحية وإحسان.
هو موسم نبذ العداوة، ومصالحة من غزت الفرقة مساحات الوفاق بينهم، فالعيد حبٌ، وفرحٌ، ووئام!.. والحبّ طبعاً هو تضحية وتسام، وتقادم لكل محتاج_ ماديّة كانت التقدمة
أم معنويّة_
فإلى الاعياد المسرعة في اتجاهنا، نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل!..

شاهد أيضاً

قمم عربية ليس لها اي قرارات…

بقلم/حميد الطاهري عقدت قمم عربية في الماضي والحاضر وليس لها اي قرارات صارمه ضد عدوة …