معمرة اجتازت المئة عام ولا زالت تقود سيارتها يومياً

شبلي ابوعاصي / اوستراليا

في أوقات القيلولة وفي لحظات من الاسترخاء والراحة و بعد يوم طويل لفه الإرهاق والتعب يشدك الشوق في هذه الأثناء ، حيث مخيلتك تطوف وتبحر في فضاء هذا العالم من مشارق الأرض الى مغا ربها ، لتتلمس ما يدور في هذا الكون من أنباء وأخبار عامة وخاصة في هذه الأيام العصيبة ، عالم ماءزووم صحيا واقتصاديا وحروبا مدمرة واجتياحات وكوارث .
بالمقابل تنظر الى أماكن ثانية من هذا العالم ، رغم الألم والوجع والجوع والعطش ، تجد شريحة كبيرة من الناس تعيش براحة بال وهدوء واطمئنان ، يحيون بوفاق مع ذاتهم همهم لا يزعجهم احد او يتعاطى معهم احد حتى لو كانوا من اقرب الناس اليهم ويكونوا طلقاء الحرية يأكلون ويشربون وينامون ، وفي فترة الرياضة يمشون بين أحضان الطبيعة في السهول والأودية الخضراء .

معمرة إيطالية بلغت من العمر المئة عام بالتمام والكمال انها ( كانديرا اود يوروزو) سمحت لها السلطات الإيطالية الاستمرار بقيادة سيا رتها لعدم رغبتها و موافقتها ان يساعدها على شراء حاجياتها احد او حتى السكن معها حتى اقرب الناس اليها ، طلبها وهمها هي ان تبقى وحيدة ومستقلة في منزلها الخاص بها ٠
إدارة السير وبعد ان حصلت منها على شهادتين صحية وعقلية تبين انها بحالة جيدة عندها تمت الموافقة لها و التجديد على رخصة القيادة استثنا ئيا ، لان القانون في إيطاليا يسمح بقيادة السيا رة فقط الى سن 85 عاما شرط ان تستوفى كل الشروط القانونية والصحية والعقلية.

المعمرة كانديرا ابنة المئة عام تعيش في مقاطعة فيشنزا الإيطالية فقدت زوجها باكرا منذ سنوات طويلة فتقول :
تعودت على الاستقلالية والحرية والحياة والمشي في أحضان الطبيعة أنا وصديقا تي ٠
وتابعت : صحتي جيدة لم استخدم الأدوية باستثناء حبوب للنوم مرة او مرتين في الشهر .
المعمرة كانديرا شعرت بالسعادة بعد موافقة الدولة بالسماح لها مجددا بقيادة سيارتها ٠
موقع ال اندبندنت أشار ان المعمرين في إيطاليا هم أطول الشعوب عمرا على مستوى أوروبا وفقا الى وكالة الإحصاء الإيطالية ٠
حالة المعمرة كانديرا هي استثنا ئية و سمح لها بقيادة السيارة وقد قطعت المئة عام من عمرها ٠
ختاما نقول : الأعمار بيد الله فمن يدري قد يتم التجديد لهذه السيدة بعد لخمس او لعشر سنوات او أكثر ، والله اعلم ٠
الله يعطيها و يعطيكم الصحة والعافية و تستمرون بقيادة سيا راتكم مهما بلغتم من الأعمار بشرط : التقيد بالنظام والحصول على رخصة لقيادة السيارات واستخدام حزام الأمان وعدم السرعة ومنع استخدام الهاتف والتوقف على اشارات المرور وعدم التشفيط والانتباه الى الإشارات الضوئية ٠
وهنا اسمح لنفسي ان انقل ماذا شاهدت طوال ثلا ث سنوات الا شهر كضيف عند ابنائي واصدقائي الاعزاء في ولاية (اديلايد والتي تزيد مساحتها قرابة الخمسة عشر مرة عن مساحة لبنان ) لم أشاهد اواسمع عن حوادث سير ذات أهمية او عن وقوع إصابات لا سمح الله وكل هذا يعود بالفضل الى الدولة في تطبيق القوانين مهما علت رتبهم ومراكزهم فالقانون يسري على الجميع دون تمييز ، والفضل أيضاً الى الشعب الأوسترالي الذي يحترم القوانين ويطبقها ٠
وللمعمرة الإيطالية كانديرا نقول : عقبال المئة وخمسين عاما ، اما انتم ايها الاحبة اطال الله باعماركم وعسى ان تكون كل اوقاتكم مليئة بالصحة و الخير والسعادة والهناء .