بمناسبة وصول عدد السكان على كوكب الأرض إلى ما يقارب الثَمانِية مِليارات نسمة”

(ثَمانِية مِليارات) بَشرىّ يَدُبُون على الأرض دبًا!!

محمد حمادة

 

خَاطِرة …..
هل لك ان تَتخيل مَعي عزيزي القارئ، أنه منذ أمَدٍ ليس بِبَعيد، كانت جَميع هذه المِليارات مِن بني البَشر، وكُل هذه الوجوه الفُسيّفسَائية والنمَاذج مِن الأَمْخَاخ، جَميعُها ومِن دون استثناء، كانت في يومٍ من الأيام، أطفالًا رُضّع، في وَضْعِية الاسْتِلقاء والاستِرخاء !!، لا هَمّ لها سِوى حاضِنة لإدرار اللبأ ….فقط لا غير!

كِفاية عَين!
كل هؤلاء الرُضَّع، في الطفولة الأولى، صورة مُختزلة لنموذج رَضيع مُفْرَد، عالَمه ضبابيّ وبِحجم راحة اليد، ضَيِّق الإدراك، في عالمه لا وجود للخير أو للشر، ولا للحرام أو الحلال، لا مسموح ولا ممنوع، …. طِفل ….خُلُقه عَلى مُحَيَّاهُ، غَرائُزُهُ على ما قُسِم، ….يُعاقر شرابُه اليَتيم، يسْكَر ويشكُر ويَنَام، خِرقَة لِستر العورة إذا لزم الأمر ! قليل من البُكاء وقليل من الضَحِك، بُكائه اشبه بشِعر صوفي، وضِحكَته إيحاءات ما بين سُخرية واستهزاء!!! مُتَربص في فُضول لِما سَوف تؤول اليه أحواله في الثواني القادمة فقط، بعض الحركات العشوائية الاستكشافية، بَصيرة حدُّها بِضعة بوصات، لا نظرة مُستقبلية ولا مُراجعة لأوراق الماضي، لا خوف أو طمع ولا عُنصرية أو حِقد، ولا يعنيه البتّة ذكرًا كان أم أنثى، ولن يجادل في الواحد والخمسين تعريفًا المُستجدة والمُستحدثة عن الهُوِيَّة الجنسية البشرية لهذا العالم الشاذ ولا عن اصلِها وفَصلِها !!!! ولا يأبه من أي علامة تِجارية صُنِع هذا العالم منه! ولا يعنيه انّ هناك ثماني ملياراتٍ على شاكِلَته يُزاحمونه في طَلب الرِزق، طفل قد تجاوز العَوَام والعوالم و الماورائيات بالفطرة، فلا حاجة بِه لِرسل أو أنبياء أو حتى….. قَصاصي أَثر

طفلٍ لا يسعى لطَلب العِلم أو الجَهل، ……فكل ما كُتِب من فلسفة ودواوين شِعرٍ عن الوجود الموضوعي خارج الوعي الإنساني أو (في داخله)، لا تساوي عنده الجُشأَة!
بالمختصر هو طِفل “كِفَاية عين” !!!!

أُمنِية….
ليتها بَقِيت تِلك اللحّظة، ودار الزمن حول نفسِه، زمن لا يتجاوز الأشهر، زمن بَقِيَ فيه بعض هؤلاء البشر أطفال رُضّعا!، الأباطرة مِنهم والقَتَلة، الساسة مِنهم واللصوص، المُتَفلسفين والمُنافِقين، العُلماء الانتِهازيين والمُدّعين، كَهنة الدين والسَحَرة، الجِنرالات والجزّارين، الجَبابرة والمُتقاعِسين، الكسالى والمُستَهلكين ذَوات “الاثنان” آكلي الفِطْر واللَّحم والعُشب “الأخضر منه واليابِس”…

إجلال وتَقدير…..
نَرفَع القُبعات إجلالًا وتقديرًا…. وإن اقتدى الأمر ! (نَفُك أزرار قُمصانِنا واحزِمة سراويلنا وأربطة احذِيَتِنا)، لحِفنة مجهرية مِن هؤلاء الرُضّع المُشاكِسين، المَكرة الدهَاة، الذين جاهدوا وثابروا بدءاً من مرحلة المراهقة، مروراً بمرحلة الرشد، وصولاً إلى مرحلة أرذل العمر…. بأن سَيّطروا وبسطوا نُفوذَهم على مُدركات وعِيْشَة كُل هذا الخَلْق !
ماذا لَوّ ….”وعلى سبيل المثال لا اكثر “، لو بقِيت هذه الحِفنة من الأنفس قابِعةً مُتوارية في جَوفِ أرحام امهاتِهم….إلى اجل غير مُسمى، ….ماذا لَوّ !

تعجُّب…..
لله دَرُّك أيها العالم كَيف لَكَ ان تحْتَضِن ثمانِية مليارات من الأنفس الأمارة بِالسوء، ثمانِية مِليارات حالة مِن الابتِلاء.

رسالة تَهنِئة….
أخيرًا وفي هذه المُناسبة واجبٌ علينا أن نُهنأ البعض مِمَن حالفَه الحظ واسعَفه الوقت وأضاف لِتجربته في الْحَيَاةُ الدُّنْيَا “اللَعِب وَاللَهْو وَالزِينَة وَالتَفَاخُر وَالتَكَاثُر فِي الأمْوَالِ” دامت الأفراح في ديارهِم وبالرفاه والبنين!!!

شاهد أيضاً

بري التقى وفد من كتلة “الاعتدال الوطني” الخير :”مبادرتنا تقوم على عشرة نقاط تم تذليل ثمانية منها”

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مكتبه في مجلس النواب ، وفد من كتلة …