إلى أبعد الحدود….

الدكتور المهندس سمير الحسيني.

تتناقل ( بعض) الوسائل الإعلاميّة عبر مواقعها وصفحاتها أخبار وتصريحات وآراء ومقابلات تتحدّث عن آخر المستجدّات وما يحصل في الكواليس وما وراء الستارة وأمامها وكأنهم داخل الحدث ويُعايشونه لحظة بلحظة وهم في ظُلمة مِنْ أمرِهِم الى حدود “الغشمنة” وإلى أبعد الحدود.

يدخلون بأنوفهم في معظم الأمور عارفين بها واثقين منها ومُطَّلعين عليها من مصادرهم الموثوقة، لكن عند حصول العكس فيها يطول “منخارهم” ليثقب عيون من سَمِعَ منهم وصدّق أقوالهم وسار بها إلى أبعد الحدود.

عندما تكون واثقاً من “حالك” فكلمتك دين وواجب تسديده وتصريحاتك مُقيّدة في سِجِل على “سي دي” ولا يمكن محيِهِ فيكون لِزاماً عليك ومُوقّع بإمضائك وممهور به وبلا تزوير وحسب البيانات التي ستتمكّن آلة الكشف “للكذب السريع” منها وإلى أبعد الحدود.

ناقل الخبر هو كناقل الكفر او كرسول مُرسل يتنقّل بين الحصور بثقة لتبيان الحقيقة دون ريب أو بهتان، حينها نراهم يتنقّلون من شاشة و”ينطّوا” إلى ثانية ومن وسيلة سمعيّة إلى أخرى وعبر المواقع الإعلاميّة المُتعدّدة الجنسيّات والألوان لبث سمومهم كرمى لمن “يناول” اكثر ويبذخ من جيبه لنفوس أكثر سماً وفساداً وإلى أبعد الحدود.

إلى أبعد الحدود وصلنا وإلى أقصى النتانة والوقاحة قد أصبحنا وإلى درجات ما فوق البنفسجيّة بالنفاق الأعلامي المُندرِج من السياسة الذكيّة في الأعيبها لنشر معلومات مغلوطة لصالح طرف على طرف دون النظر بعواقبها وما ينتج عنها دون حُسبان لها ولا معرِفة “شو بيصير” وما يحدث من بعدها ومنها إلى أبعد الحدود.

إلى أبعد الحدود أضحى المواطن يتلقّى عبر مسامِعِهِ مغلوطات ومعلومات يُدرِك بأنها مدسوسة فينقُلُها بدوره عبر “كبسة زر” لِتُصبِح واقعاً مفروضاً عبر القنوات الضيّقة لتصل إلى أكبر وأشمل وبعدها يُصدِّقُها هو بنفسه لكثرة ما تتردّد و”تنقال” وهنا يُطبّق المثل الشائع “بكذب الكذبة وبصدّقا” فيأمَنْ لها ويُأمِنْ بها كذلك إلى أبعد الحدود.

إلى أبعد الحدود……. فلا حدود ولا حواجز ولا من يحزنون، فعقولنا باتت أسيرة “خبريّات” وأضحت محدودة المعرِفة “مسكرة” رأسها على الآخر ولا تتقبّله بسد لا يتحطّم وجدار من الإسمنت المُسلّح بمعناه المُجرّد والفعلي “نُخرطِش” سلاحنا ونُصوِّبَهُ على الرأي المخالف لنا لتخويفه ليذعن لنا على حقيقة مُرّْة بطعم الخنوع والخضوع والأمر الواقع وإلى أبعد الحدود.

صور في ١٤ _ ١١ _ ٢٠٢٢.