كان حباً هادئاً ورحل سريعاً..

.اشتياق

في مثل هذا الوقت في بلاد بعيدة ..
ذاتَ يومٍ كئيب في حديقةٍ تضج بصخب الأفكار والهدوء و الصمت الذي لا يتوقف عن الكلام .
جلس بجانبها، رآها مبتسمة، على الرغم من اغتيال الحزن لقلبها الذي يتز من تشققات جسدها بوحشية، مستاءة هي و تعيش بلا فسحةَ أمل بأنتظار دعوتها للسماء، رآها غارقة في التأمل ، علم إنه يمكنه مساعدتها و أخراجها من هذهِ الحفرة العميقة التي تغلي حرارتها في اعماقها كالبركان .
جلس بجانبها و حاول التكلم معها ، لكنها رفضت و قبل ان يرحل قال أنظري الى عيني لدي كلاماً قبل أن أرحل، انا اراقبكِ من بعيد منذُ زمنٍ
سيدتي ، انا رتبتُ الكلمات قبل ان اجيئُ اليكِ، كما اني انا اعلمُ كل شيءٍ عنكِ، لكنني اجهلُ لماذا يصعب عليَّ الحديث امامكِ
” امامكِ كل الكلمات تؤدي الى نفس المعنى، كلها بمعنى احبكِ ” لسببٍ ما او من دونَّ أسبابٍ، أود أن أقضي وقتي المتبقي معكِ، من دون أن أفوت ثانية واحدة.
اجابت وهي محطمة ، احبك، نعم انا احبك ايضاً و اراقبك مثل ما تفعل تماماً، لكني احاول الابتعاد،خوفاً على حياتك،لن تستطيع تحمل كأبتي المزمنة و شيبي بهذا السن المبكر و تجاعيدي الخرساء، حزني اللانهائي،ان الوحدة أرتكبت مجزرة من اليأس في نفسي، بأختصار كلانا يمتلكُ المشاعر ذاتها ، لكن ظروفنا و نظرتُنا للأمور لا تتشابه، و حياتنا مختلفة.
بلا محاولةٍ منه، تنهد بهذيان، رحل بدموع مخيبة اثقلت جسده.
” الحُب هو أن يكونُ الأنسانُ الواحد حشدًا في عيونِ أنسانٍ آخر ، لكنه كان فراشةٍ تلاشت ككتابة اسمٍ على زجاج سيارةٍ في جوٍ ضبابي ” كلما كانت الاجواء الغائمة، كان يقرّأَ كتاباً حتى تشرقُ الشمس، لكن في هذهِ اللحظة فضل الظلام ، في مثل هذه اللحظات لا يريدُ احداً يواسيه ، الجميعُ يرغب بالصراخ ، صرخ حتى ارتجفت الغيوم و تساقطت قطرات المطر الجافة
و هو يبتعدُ ، سمع صوت بكائها و أنين قلبها ، نظر اليها كان وجهها شاحبٌ، ذهب اليها بهدوءٍ و قال، لا تحزني انا بجانبكِ حتى انتهاء السنين المتبقية من عمري،وعندما ارحل لن اترككِ وحدكِ، في الشتاء سـأأتي كل يوم على شكل غيومٍ تهطل فوق احزانكِ فتزهر السعادة في صدركِ.
وعندما يحل الصيف، انظري الى النجوم سأضيءُ في قلبكِ كل المشاعر اللامعة، و في الخريف انا تلك الشجرة التي تتمسك بأوراقها.
حتى الربيع، انا كل الاخضرار.
أبتَسَمت و القت شعورها و احاسيسها و قلبها في حضنه، ثم توقف قلبهُ عن العمل.
مات و ترك في قلبها غيمة تحارب المطر.
صيفٌ يرفض النهار، خريفٌ يعشق الشجر
و ربيعٌ قاحل
كان حباً هادئاً و سريعاً تماماً .. كتغير الفصول

كان جميلاً
ترك اثراً كبيراً
و رحل .

شاهد أيضاً

الشريف التقى فرونتسكا وبحثا في التطورات

استقبل منسق “مجموعة العمل لطرابلس “الدكتور خلدون الشريف ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت، …