يا رسول الله،عيد مولدك الشريف يأتي حاملًا طهر النبوة، وذكريات وضيئة عن الإنسان الجديد الذي وُلِدَ على يديك، وصُنِعَ على عينك من خلال رسالة الله التي حملتها هدى ونورًا ورحمة للعالمين… الإنسان العزيز القوي الرسالي الذي حمل إلى عالمه الكرامة والهدى والنور، وأقام حضارة إنسانية لإنسان يتكامل فيه العقل والقلب والروح والجسد.
يا رسول الله،
عيد مولدك الشريف يأتي حاملًا معه هذه الذكريات إلى عالم شوَّهتْ إنسانه، باسم الحرية، أو باسم النظام، حضارة مادية صمّاء فيها العقل وفيها الجسد، وليس لها من القلب ومن الروح نصيب؛ وحوَّلت هذا الإنسان إلى آلة حية تُنْتِجُ السلع، وتسوقها وتستهلكها… وغدا جلّ همه أن ينتج، ويسوق ويستهلك، وينتج من جديد… في حمى من الاندفاع المجنون ملكت عليه أقطار فكره ونفسه وجملة كيانه. وإنتاج هذه السلع، وتسويقها واستهلاكها هي الشغل الشاغل لكهنة هذه الحضارة من السياسيين، ورجال المال والأعمال، وخبراء التخطيط والاستراتيجية، هؤلاء الكهنة يبتكرون الأزمات للأوطان وللمجموعات الإقليمية ويشعلون الحروب “المحدودة” أو يطبقون مبدأ “السيادة المحدودة”، ويشوهون إنسان هذه الأوطان باسم هذه السلعة والخامات الأولية. لقد غدا الإنسان عبدًا للسلعة، للصنم الذي صنعه.
صباح الخير