“المصالحة الفلسطينيّة” في الجزائر سبقتها “وحدة الساحات” قبل التنظيمات النقاش سيُركّز على آليّة الحلّ في انتخابات تشريعيّة

كمال ذبيان 

تستضيف الجزائر اليوم وغداً (11 ـ 12 تشرين الاول) اجتماع المصالحة الفلسطينية، الذي سيحضره 13 فصيلاً فلسطينياً وُجهت لهم دعوات رسمية، وهو سيكون تجاوباً مع المبادرة الجزائرية لاجراء مصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، والتي طُرحت في كانون الثاني الماضي، وتوجت بلقاءات منفصلة بين الطرفين بدأت في شباط وآذار من العام الحالي، واستكملت في ايلول وتشرين الاول، حيث لم يلتق اي طرف الآخر، وكان المسؤولون الجزائريون المكلفون بالملف، هم اداة التواصل ونقل الاقتراحات والافكار.

وقررت الجزائر توسيع الاجتماع ليضم الفصائل الفلسطينية الاساسية، لاتمام المصالحة التي تدعو لها القيادات الفلسطينية ولا تمارسها، لان الخلاف عميق بين “فتح” و”حماس” ومن يحالفهما من الفصائل حول من يمسك بالسلطة اولا، ثم بالارض ثانياً، واخيراً في موضوع “اتفاق اوسلو” وتداعياته، والنتائج السلبية التي حققتها منه منظمة التحرير الفلسطينية من التوقيع عليه قبل نحو ثلاثين عاماً.

فالجزائر سبق واستضافت في نيسان من العام 1987 اجتماعاً للمجلس الوطني الفلسطيني لتحقيق الوحدة بين فصائله، وهو الاول بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية في صيف 1982 اثر الغزو الصهيوني للبنان، وهي تستقبل هذه المرة فصائل في منظمة التحرير واخرى مناهضة لها، بعد الانقسام الذي وقع بين “حماس” و”فتح” في العام 2007، اثر استيلاء “حركة المقاومة الاسلامية” على السلطة في غزة وطرد “فتح” منها، فانقسم الفلسطينيون بين سلطتين واحدة في الضفة الغربية برئاسة محمود عباس (ابو مازن)، واخرى في غزة بقيادة “حماس” مما اثر على الوحدة الفلسطينية، حيث سعت دول لاعادة اللحمة الى الطرفين، فانعقدت لقاءات في كل من مصر وقطر وروسيا اضافة الى مكة التي صدر منها “اعلان مكة” الذي يحرّم الاقتتال بين ابناء القضية الواحدة، ولم توفر كل من سوريا وايران الجهد للم شمل الفلسطينيين، لكن لم يتم الالتزام بما آلت اليه الاتفاقات المعقودة بين التنظيمين اللذين وقعت بينهما صدامات بعضها حصل في لبنان، اذ سعى الرئيس نبيه بري الى جمع الفصائل الفلسطينية ولكن الخلافات عميقة بين نهجين، الاول تقوده “فتح” ملتزمة باتفاق اوسلو الذي اسقطه العدو الصهيوني، والثاني سار على خط المقاومة، وخاض حروباً في وجه الاعتداءات الاسرائيلية على القطاع، لكن “حماس” ومع انطلاق ما سمي “الربيع العربي”، انحازت الى تنظيمها “الاخوان المسلمين” وقدمته على القضية، فانقلبت على احتضان سوريا لها، ودعمت الجماعات المناهضة للنظام، فدفعت ثمن ذلك خروجها من دمشق، التي تحاول “حماس” العودة اليها، واصدرت بياناً نقدياً لموقفها مما ارتكبته في سوريا، التي تخاض “الحرب الكونية” عليها بسبب موقعها في “محور المقاومة”.

فهل ينجح اجتماع الجزائر، هذه المرة في اعادة لم “الشمل الفلسطيني”، بعد اخفاقات سابقة، وقد بدأت المقاومة في داخل فلسطين تتقدم على نهج التسويات و”اتفاق اوسلو”، وظهر جيل من الشبان في جنين ونابلس والخليل وطولكرم وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية، ومن اعمار صغيرة، يحركون الانتفاضة، ويذكرون بفلسطين التي بيعت في “اوسلو” وغيرها، حيث يؤكد قيادي فلسطيني، ان ما يحصل من مقاومة في الضفة الغربية وغزة سيكون هو البند الرئيسي على جدول الاعمال، اذ ان “وحدة الساحات” سبقت “وحدة التنظيمات، فاظهرت معارك جنين وغيرها، ان المقاومين ينتمون الى كل الفصائل المختلفة على السلطة والنهج.

فالتلبية الفلسطينية ستكون شاملة في اجتماع الجزائر، حيث سيترأس حركة “فتح” نائب الرئيس محمد العالول ويضم عزام الاحمد ومحمد المدني واحمد حلس ودلال سلامة، وسيترأس وفد حركة “حماس” رئيس مكتبها اسماعيل هنية وتضم خليل الحية وماهر صلاح وحسام بدران، كما ستشارك فصائل فلسطينية “كالجهاد الاسلامي” وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني (احمد مجدلاني، والجبهة الديموقراطية (محمد الحمامي) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة الصاعقة والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة.

وتقدمت الجزائر بمبادرة طرحتها على طرفي الانقسام “فتح” و”حماس”لوضع رؤيتهما للحل وآليات المصالحة التي شددت عليها الجزائر، التي تستعجل عقدها قبل انعقاد القمة العربية 31 في اول تشرين الثاني المقبل، وهي ترغب في ان تدخل الى القمة بحضور فلسطيني موحد، لانقاذ المسألة الفلسطينية من التصفية، والاستمرار في الجهاد الذي مارسته الجزائر في حربها التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي، وهي ما تشجع عليه في فلسطين المحتلة، وهذا في اساس المبادرة، وفق القيادي الفلسطيني، الذي يشير الى ان النقاش سيكون مفتوحاً، للتوصل الى ورقة موحدة، حيث سيقدم كل فصيل رؤيته، للخروج بورقة قابلة للتنفيذ، حيث ستلعب الجزائر الدور الاساسي في تقريب وجهات الظر لانهاء الانقسام.

وسيركز القناش على آلية تحقيق المصالحة، اذ يتفق الطرفان على ان الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية، هما المرتكزان لانهاء الانقسام الذي وقع حولهما، وان العودة الى الشعب الفلسطيني ليقول كلمة الفصل، في مارسة الديموقراطية، هو الحل.

فحركة “فتح” تذهب الى الجزائر بعقل وقلب مفتوح لكل نقاش، وان ورقتها شهدت لها كل من الجزائر وموسكو على انها تقارب الحل، حيث يؤكد قيادي بارز في “فتح” بان لا شروط لديها للنقاش، وهي في ورقتها تدعو الى انتخابات تشريعية على اساس النسبية، وانه حيث يتواجد فصيل وتحصل انتخابات على اساس النسبية، ونتائجها هي التي ستحدد المسار لجهة العملية الانتخابية حيث امكن، وتقاس على ضوئها النتائج النهائية، وتعتمد على النسبية، حيث تبقى انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وتأتي بعد مرحلة الاتفاق على هيكلية منظمة التحرير وبرنامجها السياسي.

وتخشى “فتح” من تكرار تجارب سابقة، حصلت فيها مصالحات وتفاهمات، وهي تدعو “حماس” لان تميّز بين مشروع تنظيم “الاخوان المسلمين” وآخر يخص القضية الفلسطينية، في وقت يكشف مسؤول في “حماس”، بانها متجهة الى الجزائر، من دون شروط، وتضع امامها استعادة الوحدة الفلسطينية، والمرونة هي التي سيمارسها وفد “حماس” في النقاش دون التخلي عن الثوابت.

فآلية الوحدة، هي ما ينتظر ان يتوصل اليها اجتماع الجزائر، ومنها عودة “فتح” الى غزة، وانهاء الانقسام السياسي للوصول الى الوحدة الجغرافية تحت سلطة واحدة تنبثق عن ارادة الشعب الفلسطيني، الذي يعطيه الدستور حق انتخاب رئيسه مباشرة، الى ان المسألة تبقى في السياسة لجهة الاستمرار في نهج ما يسمى تسوية التي لم تعط ثمارها، او المقاومة التي تدك امن الكيان الصهيوني الغاصب.

شاهد أيضاً

البيسري استقبل الحشيمي وقصارجي ومحفوظ

  استقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ، في مكتبه في مقر …