*بايدن يُعلن: “كورونا انتهت”.. إلى ماذا استند في إعلانه هذا وهل تُخوّله صلاحيّاته إعلان هذه النهاية؟*

خالد الجيوسي

الأطباء يروه مُستهترًا كيف؟ والإعلام يقرأ مصالحه ما هي؟ والاقتصاديّون توجّسوا من انخفاض أرباح مبيعاتهم أين؟.. “المُؤامرة” عادت وكورونا تضع 3 سيناريوهات للعالم أحدهما الأسوأ على الإطلاق!

رغم استمرار تسجيل الإصابات بفيروس كورونا حول العالم، وحديث الخبراء عن تجدّد متحوّراته، إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن أن جائحة “كوفيد- 19” قد انتهت في بلاده، الأمر الذي أثار جدلاً في أوساط الأمريكيين، خاصّةً أن كلام الرئيس يُمكن أن يأخذ به الشعب الأمريكي، والعالم.

من غير المعلوم إلى ماذا استند الرئيس بايدن في كلامه هذا، حتى يُعلن نهاية الجائحة بهذه الثقة، فحتى الأطباء والخبراء لم يستطيعوا إعلان ذلك، وفي أحسن الأحوال كانوا ولا يزالوا يتفاءلون بتراجع الفيروس، وحدّته، وتحوّله إلى مرض موسمي مُستوطن.
إعلان بايدن هذا، جاء في مقابلة بثّتها محطّة “سي بي إس” الأحد، حيث قال لبرنامج “60 دقيقة” إن “الجائحة انتهت. ما زلنا نواجه مشكلة مع كوفيد. ما زلنا نقوم بعمل كثير في هذا الملف… لكن الجائحة انتهت”.

في أمريكا ذاتها، لا تزال الجهات الصحيّة تُعلن يوميّاً منذ نهاية إبريل الماضي عن 500 وفاة يوميّة، والإصابات لم تنخفض عن 50 ألف يوميّاً، والرئيس بايدن نفسه أًعلن عن إصابته مرّتين مُتتاليتين بالفيروس القاتل، وانعزل في البيت الأبيض أسبوعين، وذلك بعد عودته من زيارته للعربيّة السعوديّة، فإلى ماذا استند الرئيس الأمريكي حتى يُعلن نهاية الجائحة، ربّما إلى هذه الفرضيّة يلفت مُعلّقون إلى قوله بذات المقابلة: “إذا لاحظتم، لا أحد يضع كمامات، يبدو الجميع في حالة جيّدة جدًّا، لذا أعتقد أن الأمور تتغيّر”.
بعد إعلان الرئيس الأمريكي #جو_بايدن بأن “الجائحة انتهت”..

صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكيّة، رأت من جهتها أن كلام بايدن قد يكون منبعه الاستعداد للانتخابات النصفيّة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) حيث يود دعم نهجه السياسي قدر الإمكان بحسبها كي يجدد الناخبون الثقة بحزبه الديمقراطي ويقترعون لمرشحي حزبه للكونغرس وحكام بعض الولايات والمسؤولين المحليين.
ربط البعض إعلان الرئيس بايدن انتهاء الجائحة، بأمور سياسيّة تتعلّق بوقوف الولايات المتحدة الأمريكيّة وراء تصنيع الفيروس، كما كشفت صحيفة بريطانيّة علميّة، وحان الآن موعد إعلان انتهائها قبل التورّط بتحقيقات ومُسائلات، فكما صنعته، تستطيع الانتهاء منه، وفي ظل ما كشفته روسيا عن وجود معامل بيولوجيّة في أوكرانيا لتصنيع الفيروسات.
مُغرّدون أمريكيّون، لا يُؤمنون بنظريّة المؤامرة، قالوا إن إعلان بايدن بانتهاء الجائحة، ليس إلا استهتارًا بالصحّة العامّة، ودفعاً للناس لعدم التحوّط، ونزع الكمامات تماماً، وصحيفة “نيويورك تايمز” قالت نقلاً عن خبراء صحّة بأن كلام بايدن حول انتهاء الجائحة يُخالف العلم.
ولا يملك الرئيس الأمريكي صلاحيّات تُخوّله إعلان انتهاء الجائحة أو أي وباء صحّي مُنتشر، فهذا أمرٌ منوط بمنظمة الصحّة العالميّة، وهي من ستُعلن نهايتها.
ويبدو أن كلام الرئيس بايدن، قد ترك أثره اقتصاديّاً، ويراه البعض مُتعمّدًا، على مبيعات شركات اللقاحات، فقد عانت فعليّاً أسهم شركة موديرنا، وبينتاك، ونوفافاكس انخفاضاً يصل إلى 9%، بينما انخفضت أسهم شركة فايزر، التي تمتلك مروحة واسعة من المنتجات، بنسبة 2% في التعاملات المبكرة في نيويورك.
بايدن “كورونا انتهت”
مع إنه العدوى عم تنتشر ويوميا فيه قتلى.
ومع هذا الجدل، تجدر الإشارة إلى تقاطع إعلان بايدن نهاية فيروس كورونا، مع ما أعلنه وقبلها بأيّام مدير منظمة الصحة العالميّة أن العالم لم يكن في أيّ وقتٍ من الأوقات في وضع أفضل ممّا هو عليه الآن للقضاء على الجائحة.
وبالعودة إلى العلم والطب، واستنادًا إلى تصريحات الدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحّة العالميّة، فإن العالم سيكون أمام 3 سيناريوهات لجائحة كورونا:
🔴🇺🇸
الأوّل: أن يستمر الفيروس في التطوّر، لكن شدّة المرض الذي يُسبّبه مع مرور الوقت ستقل بفضل زيادة المناعة والتطعيم. (سيناريو مُرجّح)
الثاني: ظُهور سلالات أضعف وأقل حدّة، ولن يكون هناك داعي لاستمرار استخدام التطعيمات، والمحدّث منها. (السيناريو المُفضّل)
الثالت: ظُهور سلالة قاتلة، ومعها يعود العالم لمخاوف تفشّي الفيروس الشّديد، وانتشار العدوى وتضاؤل قدرة المطاعيم والمناعة المجتمعيّة على حماية الناس حول العالم. (السيناريو الأسوأ).

شاهد أيضاً

الأسد: موقف سوريا من المقاومة يزداد رسوخاً.. وستقدّم كل ما يمكن للفلسطينيين:

الرئيس السوري، بشار الأسد، يؤكد ثبات موقف بلاده من القضية الفلسطينية والمقاومة، على الرغم من …