حربا ضروسا قد تشتعل بين المواقع القريبة من الحزب والمواقع المناهضة له

موقع الإعلامي

بحكم عملي في تصميم المواقع الإلكترونية فقد رصدت ظهور عشرات المواقع الإعلامية الإلكترونية الحديثة، والتي لها توجهات مختلفة(رياضية – طبخ – ازياء – سياحة – سياسة) الخ…، ولكن الظاهر منها هي المواقع ذات التوجه السياسي، والتي تبدو بمكان ما أنها مواقع إعلامية موجهة، ومنقسمة كما هو حال الوضع في لبنان، منها المناهضة للحزب وحلفائه، ومنها مع الحزب وداعمة لتوجهاته.

ومنها مواقع قديمة لكن يبدو أنها ارتدت حلة من التطور والنشاط، إضافة إلى مواقع جديدة بدأت تحاول أن تجذب الانتباه.

وأنا أنشر هذا المقال، من باب التقني ليس لأبعاد سياسية، وخاصة أنه في عالم الإنترنت الافتراضي، تختلف المقاييس عن أرض الواقع، فقد ينجح شخص واحد بهزيمة جيوش بأمها وأبيها وما تمتلكه من ترسانة عسكرية وقدرات مالية وتقنية.

في عالم الإنترنت البقاء، ليس للاكثر عددا، بل البقاء للمبدع والأكثر قدرة علي الخيال.

وعندما بحثت في هذا المتغير الإعلامي، وهو الاستثمار في المواقع الإلكترونية سياسيا، وهو تحول سليم وفاعل، بعد أن تحولت شركة جوجل إلى أكبر منتج للمواد الإعلامية، إضافة ان الدراسات تشير إلى أفول عصر الفضائيات وانتهائها كما انتهت الصحف الورقية، وهذا ما تثبته الشركات المصنعة لأشهر ماركات التلفزيونات التي تعاني من كساد فظيع لم تنجح بمعالجته حتى إضافة نظام (الاندرويد) وتحويلها إلى تلفزيونات ذكية.

خاصة بعد ان توقف سوق الدعاية عن الفضائيات، وتوجه الى السوق الالكتروني، حيث قدر الإنفاق العالمي على الإعلانات الرقمية 524.31 مليار دولار في عام 2022، وهناك من يتوقع أن تتجاوز هذه التكاليف ال 700 مليار دولار، لهذا العام لوحده.

والإحصاءات تشير إلى عدد أسماء المجال الموجودة في عام 2022؟ في نهاية الربع الأول من عام 2021، كان هناك  تسجيل 363.5 مليون اسم نطاق عبر جميع نطاقات المستوى الأعلى (TLDs).

وقد وضعت دراسة خطيرة للغاية تؤكد ان الانترنت هو المؤثر الاول، على نمط التفكير والسلوك في العالم، فان متوسط ما يستهلكه مستخدم الإنترنت العالمي هو3 ساعات تقريبا كل يوم. أي (3 ساعات * 366 يوما = 1098 ساعة قسمت على  24 ساعة كانت النتيجة 45 يوما، وهذا الوقت هو كافي لخلق ايديولوجيات او زرع افكار محددة، لذلك تسعى القوة المتصارعة للاستحواذ على هذه المساحة من الوقت، من اجل صناعة راي عام مؤيد لها، او اقله خلق توازن لا يسمح لفئة واحدة بالسيطرة على هذه المساحة.

مما يعني أن الأرضية خصبة وجدية، للبدء بحرب عسكرية كونية عبر وسائل الإنترنت، خاصة أنه بعد الجائحة، والإغلاق التام للمدن، انتقلت معظم المؤسسات إلى التسويق الإلكتروني المباشر.

كما أن هناك نقاطا استوقفتني طويلا أثناء البحث عن أسباب انتقال هذه الحرب الإعلامية من الفضائيات، إلى القارة السابعة، ومنها تقرير نشر قبل فترة على قناة العربية نقلا عن موقع “الما” تتحدث عن القدرات الهائلة التي يتمتع فيها الحزب بمجال صناعة الإعلام الإلكتروني، وهذا الأمر يشير أن الأمريكيين والإسرائيليين ومن معهما، يعترفون بنجاح الحزب بفك الحظر عنه من خلال إيجاد البدائل في صناعة الرأي العام، وخاصة بعد حجب قناة المنار عن الأقمار الصناعية، وإغلاق أي حساب يعرض أي مادة للمك – اw ومن – ة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبما أن أمريكا ومن معها من أعداء وخصوم، اعترفوا بنجاح الحزب في ميدان الإعلام الإلكتروني، إذا لا بد من التوجه لإنشاء جيش لمواجهة الحزب في هذا الميدان.

وهذا الامر يشير ان الحرب القادمة والقريبة والتي بدا التحشيد لها هي الحرب الإلكترونية بين هذه المواقع، وبما أن تكلفة المواقع لا تعد تكلفة مقارنة بما تستهلكه الفضائيات من جهد وأموال، إذا علينا أن نتوقع ظهور جحافل من هذه المواقع إلكترونية.

وفي الختام المنتصر هو من يملك أقلاما سيالة قادرة على وضع نمط متسلسل للأفكار، وفي تكريس المفاهيم وتوضيح الحقائق، مما يعني أن أيام البوتوكس والنفخ ولبس القصير لم تعد تنفع، بشد الجمهور،  خاصة بعد تقلص عدد مشاهدي الأخبار والبرامج على الفضائيات إلى أكثر من 60 %، ولولا وسيلة الواتس آب أصلا لكانت الناس نسيت أسماء برامج التوك شو ومقدميها على الفضائيات.

اليوم الحرب الإعلامية أصبحت مختلفة كليا، وهي لعبة الصبر والكسب بالنقاط، لأن السياسة هي لعبة الأفكار، ومع انتهاء الفضائيات، الناس ستشاهد ما تكتب، وما تقدم من مواد فكرية، ليس ما ترتديه.

واعتقد أنه في هذا المجال الإلكتروني، لا مجال لفوز امريكا ومن معها على الحزب.

شاهد أيضاً

يمق زار مركز “الجماعة الإسلامية” في مدينة طرابلس معزيا” باستشهاد عنصريها

زار رئيس مجلس بلدية مدينة طرابلس الدكتور رياض يمق، مركز الجماعة الإسلامية في طرابلس، مُعزياً …