لنفترض أن “حزب الله” في نهاية المطاف “زرك” رئيس “التيار الوطني الحر” نائب البترون جبران باسيل في زاوية الإختيار الرئاسي بين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون، لأختار مكرهًا الأول. إلاّ أن هذه الفرضية تبقى بالنسبة إلى الطامح الأول للرئاسة مجرد فرضية لا يمكن أن ترد على بال الحزب، الذي يعرف المسؤولون فيه مسبقًا إستحالة حصوله، وذلك لأسباب عدّة، وفق المنطق الباسيلي.
فـ”الباسيليون” لا يزالون يأملون بأن تسنح الظروف المؤاتية، والتي يعتبرونها ممكنة، لتمكين إيصال باسيل إلى قصر بعبدا خلفًا لعمّه الرئيس ميشال عون، لإكمال المسيرة، التي لا تزال تحتاج إلى الكثير من الجهد والإرادة لتذليل العقبات التي واجهت العهد الحالي. إلاّ أن بعض المتبصرّين من الحلقة الضيقة لباسيل يدركون وجود صعوبات كثيرة في ذلك، وإن كان باسيل يُعتبر، مثله مثل رئيس “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، مرشحين طبيعين كونهما رئيسي أكبر كتلتين نيابيتين مسيحيتين، ولهما الحقّ كغيرهما في الترشح لتولي مركز المسؤوليات الأول في الدولة.
أمّا إذا وصلت الأمور في نهاية النهايات إلى “الإختيار المرّ” فإن “مرّ فرنجية” بالنسبة إلى باسيل يبقى أقلّ مرارة من “مرّ عون”. ويسأل السائلون عن السبب.
ففي الداخل، لا تلوح في الأفق أي بوادر تفاهم إو مشروع توافق على شخصية محدّدة، سواء من قبل “الفريق السيادي” أو “الفريق الممانع”، وأن الصورة لا تزال ضبابية وغير واضحة المعالم، على رغم دخول البلاد في المهلة الدستورية للإنتخابات الرئاسية.
أمّا في الخارج فيبدو أن الإهتمام بالموضوع الرئاسي اللبناني غير وارد في “أجندات” الكبار المهتمين بأمور كثيرة، ومن أهمّها تداعيات الحرب في أوكرانيا والمسار التفاوضي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حول الملف النووي.
وعليه، ما على اللبنانيين سوى اللجوء إلى العدّ العكسي علّ وعسى. فمن شرب البحر لن يغصّ بالساقية.