العمل (خبرة ومهارة، إستمرارية وصبر، متابعة ومراقبة، سلوك وأخلاقيات)

  

إستنتاجات من خلال تجربة شخصية

بقلم الحاج حسيب عواضة

تعريف التجارة

التجارة عبارة عن عملية تبادل تقوم على أساس بيع السلع أو شرائها، وكذلك تبادل الخدمات من خلال عقد الكثير من الصفقات التجارية، وتقوم حرفة التجارة على أساس التبديل أو البيع والشراء، وتهدف إلى إشباع رغبات الفرد.

تعتبر التجارة أحد الأنشطة الإقتصادية الهامة التي لا يستطيع أن يتخلى عنها البشر في يوم من الأيام، فمنها يستطيع أن يحصل على جميع إحتياجاته سواء كانت مالية أو بضائع (سلع)، وتتنوع السلع والبضائع فمنها الأولية ومنها المنتجة.

* التجارة هي عبارة عن عملية بيع وشراء للسلع أو الخدمات، بحيث يدفع المشتري تعويضًا للبائع، ويمكن أن تتم التجارة عن طريق تبادل السلع أو الخدمات بين الأطراف، وتُعرف هذه العملية بأسم المقايضة. إلا أنَّ أكثر المعاملات المعروفة تتم من خلال المال.

ضمن ميدان الإقتصاد: التجارة هي العامل الأول الذي يقوم عليه الإقتصاد، ومفهومها يتكون من عدد من العناصر منها: الطلب – كسب المال – نوع السلع التي يتم أستخدامها من اجل تحثيث منفعة.

أهمية التجارة: تتلخص أهمية التجارة بما يلي:

* للتجارة أهمية كبيرة للمجتمعات فهي الوسيلة الوحيدة التي يتم من خلالها تداول المال، وذلك لأن لها الكثير من المصادر التي يستطيع الإنسان أن يحقق من خلالها المنفعة، كذلك تعتبر التجارة عملية مكملة للصناعة والزراعة، ولن يقوم أي منهم بدون كسب الأرباح ووجود التجارة.

* تساعد على تعزيزالتنمية، والحد من الفقر، عن طريق زيادة فرص العمل والإستثمار، وتطوير القطاع الخاص الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.

*تعزز القدرة التنافسية وتساعد على تنوع الصادرات.

* تشجّع على الإبتكار من خلال تسهيل عملية التبادل المعرفي، والإستثمار، والتنمية.

* توفر فرصًا للشركات المحليّة للمشاركة في الأسواق الجديدة، الأمر الذي يؤدي إلى توسيع الأعمال التجارية، وإزالة الحواجر، وتسهيل عملية التصدير.

* تلعب دورًا مهمًا في تحسين الجودة، ومعايير العمل، والبيئة، من خلال زيادة المنافسة والتبادل المهني بين الشركاء.

* تخلق فرص عمل، من خلال تعزيز القطاعات الإقتصادية، والتي تؤدي إلى خلق وظائف مستقرة، وزيادة دخل الفرد، وبالتالي تحسين سبل العيش.

– أهم المبادئ التي تؤدي إلى نجاح مشروع تجاري:

* بداية الطلاق المشروع: تتطلب تحديد نوعية المنتج الذي سيتم التعامل معه في المنشأة، بعد دراسة حاجة السوق المحلي له، وإمكانية تأمين المواد الأولية وتلبية هذه الحاجة.

* إرتفاع جودة المنتج مع خفض نسبة الأرباح، وهذا يتطلب حرص التاجر على تقديم المنتج بجودة عالية، والتميز بالسعر المقبول في السوق، وكل ذلك يتطلب دراسة دقيقة ومفصلة.

* الحد من النفقات عير الضرورية، وذلك بإتباع التاجر الإستمرارية بالمتابعة والمراقبة، والحرص على الموازنة من خلال مقارنة دائمة للنفقات والواردات والتأكيد على الأرباح المرصودة، والتعديل على أساس ذلك.

* العملعلي الإهتمام بالتدقيق النقدي، لأن الهدف من العمل التجاري هو بذل المال للحصول على مال أكثر، مع وجود هامش ربح. لذلك يجب ضرورة مراقبة الأموال التي تخرج من المنشأة وتلك التي تحصل عليها.

* بيع المنتج (السوق) ويتطلب ضرورة الترويج للمنتج بشكل سليم وبطريقة ناحجة، تجذب المستهلك. كما يتطلب الترويج لإسم الشركة وذلك من خلال تفعيل قسمي المبيعات والعلاقات العامة.

– أسباب نجاح العمل: تتعدد أسباب العمل التجاري ومن اهمها:

* الخبرة والمهارة: الخبرة من سبل أسباب النجاح، فهي تساعد التاجر في أن يكون ملمًا بكل ما يلزم منشأته. والمهارة تساعد في تحقيق الذات وتحقيق الهدف.

* العمل: عندما يمتلك الفرد المعارف والمهارات عليه أن يستغلها بالتطبيق، ويسعى للعمل فيها، لأن العمل هو المرحلة الفعّالة لإخراج ما يمتلكه الفرد من القدرات.

* الأمانة في العمل: من بين العوامل الأساسية التي تؤدي إلى النجاح هي الأمانة في إدارة المشروع، والأمانة في عرض السلع وبيعها. وأهم من ذلك الأمانة في الحفاظ على الجودة التي تتمتع بها السلعة.

* الصبر: يعتبر من أهم أسباب النجاح في كل الأعمال وخاصة في العمل التجاري، بإعتباره يؤدي إلى النتائج المرجوة وتنفيذ المهام في المراحل بدقة.

* مواجهة المخاطر: يتعرض العمل التجاري إلى عدد من المخاطر والصعوبات والمتغيرات، لذلك فهو يتطلب خبرة في كيفية مواجهتها وتخطي الظروف الصعبة التي تعترضها والتي تحدث متغيرات داخلية وخارجية، بعضها يتعلق بالسلعة، والبعض الآخر بالسوق، والبعض الثالث بالأحداث التي يتعرض لها المجتمع. وهذا يتطلب مواجهة الصدمة وسرعة التصرف دون حدوث إنهزام,

– عوامل نجاح المشروعات الصغيرة: تتعدد العوامل التي تساعد في نجاح المشاريع التجارية الصغيرة ومنها:

* إمتلاك الخبرة اللازمة لإطلاق المُنتج التجاري بإعتبار أن لكل نشاطٍ إسراره وتصاميمه الخاصّة، لكي يُلبي إحتياجات المُستهلك، وهذا ما يسمى بسر المهنة. ويتطلب ذلك الفترة على تحديد ملامح المُنتج، الأمر الذي يحتاج إلى تدريب الموظفين على إنتاجه ضمن الملامح المحددة.

* توافق إستراتيجية الإنتاج مع مُتطلبات المُستهلك حيث يركز في إستراتيجية إنتاج مُنتجات ذات تكلفة مُتخصصة على هامش ربح منخفض، شرط أن يتميز المنتج بجودة عالية، يسعد بها العملاء المُستهدفين، وبالتالي يزداد الطلب عليها.

* سرعة تطوير المُنتج لزيادة القدرة التنافسيَّة إذ تعتبر إمكانية تطوير المنتج من أهم العوامل التي تُساهم في إستمرار نشاط المنشأة، وتمنحها قدرة تنافسيّة أكبر، فلا يمكن زيادة نسبة الإقبال على منتجات المنشأة، إن لم تكن مُواكبة  لمتغيرات السوق وإحتياجات العملاء, لذلك يجب مراقبة تغيرات السوق من حيث الإحتياجات المستهدفة، ومواكبة التغير الحاصل في المجتمع.

* إختيار فريق عمل يمتلك المهارات المطلوبة كونه يشترط في كل عمل تجاري مجموعة من الخبرات والمهارات التي يجب توافرها لدى فريق العمل، ليتم تنفيذ مراحل الإنتاج بالجودة والتكلفة المطلوبة, لذلك يجب التأكد من حسن إختيار فريق العمل وضمان إستمراريتهم بآداء جيد لتقديم ما هو أفضل للعملاء.

* الخبرة في مجال العمل لتساعد التاجر على زيادة شبكة علاقاته وبالتالي زيادة الطلب على علامته التجارية في السوق. لذلك عليه أن يحرص على المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات المتعلقة بنشاط الشركة، وتكوين صورة واضحة عنه وعن مجال شركته على منصات التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام.

*إدارة التدفقات النقدية بطريقة سليمة لأن إدارتها بشكل مهني صحيح تعتبر من أهم عوامل بقاء وإستمرار الشركة، بل ويساهم أيضًا في نموها وتوسعها.

* التخطيط الجيد والإدارة الفعّالة، لأن أي مشروع ناجح يتطلب وجود تخطيط جيد لمهام أقسام المشروع سواء كانت إدارية أو ماليّة أو تسويقية والإلتزام بها مع معالجة الإنحرافات التي تظهر من حين لآخر أولًا بأول, وهنا تأتي أهمية الإدارة المؤهلة التي لديها القدرة والخبرة لمراقبة ومتابعة تنفيذ العمل، بالإضافة إلى إتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة لتحسين العمل والآداء.

– نصائح تساعد على تطوير مشروع تجاري:


* الحرص على إبقاء العمل منظمًا، وذلك من خلال التركيز على قائمة مهام يومية والإلتزام بتنفيذ كل أمر فيها، لضمان إستكمالها دون نسيان أي منها.

* دراسة الميزات والمكافآت التي سيتم الحصول عليها والتطلع إلى المخاطر التي يمكن الوقوع بها وتعترض العمل.

* الإطلاع على الأفكار والنهج الجديدة التي تفيد في تحسين العمل وجعله مبتكرًا.

* إستمرار التركيز على تحقيق الأهداف قصيرة المدى، وعدم الإستسلام أو توقع جني الأرباح الكبيرة.

* العمل على فهم ومعرفة السياسات التي تقوم عليها المؤسسة.

* المواظبة على أن يكون العمل منظمًا، ويلتزم القوانين الإقتصادية.

* الحرص على تقديم الأفضل بشكل مستمر.

* تمتع المستثمر صاحب المنشأة بالهدوء والحكمة والبعد عن الإندفاع والتهور.

– الأسباب التي تؤدي إلى الفشل في العمل التجاري وبالتالي إلى إقفال المنشأة:

الخلل في أي عنصر من عناصر تكوين منشأة تجارية يؤدي إلى عدم إستمراريتها وبالتالي فشلها، ومن أهم أسباب ذلك الفشل ما يلي:

* قلة الخبرة وعدم توفر الكفاءات المؤهلة والمدربة القادرة على تسيير العمل والتعامل مع المنتج.

* إنعدام الرؤيا: عدم وجود إستراتيجية للإرتقاء بالمنشأة وتطويرها لتواكب التطور الحاصل في المجتمع.

* الجهل بالتفاصيل: ضرورة ترجمة الفكرة، والطموح إلى مشروع تجاري ناجح يكون قادرًا على الصمود والبقاء.

* الاهمال: عدم تجدد الخدمات والمنتجات التي تسهم في زيادة عدد العملاء (الزبائن) وعدم تطور المبيعات بسبب الأهمال، كذلك عدم الإلتزام بمقاييس ومعايير الجودة التي تعتبر الفاصل في تفضيل منتجات المشروع.

*عدم التفرغ: عادة المشروع الجديد يحتاج إلى عناية دقيقة من قبل المؤسس عبر قضاء أطول وقت ممكن (عدد ساعات أطول) بالتواجد ومراقبة العمل والتوجيه.

* إنعدام الثقة التجارية بين المنشأة والعملاء.

* التقليد الإعمى: بعض الذين يرغبون بالإستثمار التجاري، يراقبون النشأت التجارية الناشطة، ويقلدون احداها الأكثر نجاحًا، دون دراسة وهذا يؤدي في أكثر الأحيان إلى سرعة إنهيارها.

شاهد أيضاً

وزير الثقافة: متضامنون مع الدكتور غسان ابو ستة ولا يليق بأوروبا أن تكمّ أفواه شهود الإبادة الجماعية في غزّة. صدر عن وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى البيان الآتي: “تلقينا باستهجان وصدمة معًا خبر احتجاز الطبيب والناشط الفلسطيني البريطاني الدكتور غسان أبو ستة ومصادرة هاتفه ومنعه من دخول الأراضي الفرنسية التي وصلها لإلقاء محاضرة في مجلس الشيوخ الفرنسي عن الإبادة الجماعية في غزّة. ” وتابع:”لقد عرفت فرنسا وخبرت وعانى شعبها الأمرّين من الإحتلال النازي لعاصمتها، حين تمّ التنكيل بشعبها واستباحة أراضيها ومصادرة حريّات الناس فيها وهي التي قاومت الاحتلال عبر قوات فرنسا الحرة، ومن المفترض أن تكون أفضل من يعرف قيمة المقاومة، وكنا ننتظر من السلطات فيها دعم أحرار العالم بدل اعتقالهم وطردهم وإهانتهم.” وأضاف:” إننا إذ نستهجن ما أقدمت عليه السلطات الفرنسية نهيب بها أن تعود إلى قيم الجمهورية التي قامت على صَون القيم والذود عن المظلومين، ونتطلّع إلى أن تعمد قواها الحيّة، لا سيما الشبابية منها، إلى الوقوف إلى جانب فلسطين وقضيّتها وإلى جانب من يدافعون عنها في وجه المغتصبين والمحتلين.” وختم المرتضى:” كل التضامن مع الدكتور أبو ستة وهو الذي عاش ويلات الحرب على غزّة وفقد أفرادًا من عائلته وزملاء له شهد معهم على الحقد الأعمى الذي تمارسه إسرائيل، وعلى الإبادة الجماعية التي ترتكبها آلتها الحرب الغاشمة، بدعم داعميها المعروفين.” وسيوّجه المرتضى دعوة رسمية الى الدكتور ابو ستة لزيارة لبنان لإلقاء محاضرة في مدينة طرابلس ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام ٢٠٢٤.

صدر عن وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى البيان الآتي: “تلقينا باستهجان وصدمة معًا خبر …