د. نزار دندش
من عجائبِ الدنيا ان لا تقوم الدنيا بعد أكبر انفجار غير نووي يحدثُ في هذه الدنيا منذ أبصرنا فيها الحياة .
من عجائب الدنيا وشرِّ البلاءِ أن نعيش في بلدٍ يدّعي عِفَّةَ الإباءِ وهو محرومٌ حتى من نعمة الكهرباءِ وحتى من الدواءِ .
ومن عجائب الدنيا أننا ما زلنا نتغنى باستقلال وطنٍ لا يحكمه مواطنوه بل يوشوشه الغرباء. هو بلدٌ يحرق بنيه في الصيف حرُّ السماءِ حيث لا تعمل فيه مكيفاتُ الهواءِ ، ويؤذيهم في فصل الشتاء بردُ الشتاءِ ، وتملأ ساحاتهم نفاياتُ المنازل ويُقتلون لأتفهِ الأشياءِ .
هم يحرقون في الصيف جمالَ غاباتهم ويُشعلون في الشتاء ناراً في مواقد الفقراءِ ويلقون فيها أقذرَ الاشياءِ .
الجوعُ يجتاحنا ويحملنا إلى أزمنةٍ قد عاشها أقدمُ القدماء… ونحن نعيش في دولة الزعماءِ
ومن العجائب السبعِ ان تكون الحكوماتُ جوائز ترضيةٍ للذئبِ والثعلبِ والضبعِ وبقية الاقوياء .
ويتمادون في السياسة الرعناءِ أولئك الذين حرمونا من كلِّ رفاهيةِ ، وأقسموا بأن يعيدونا الى زمنِ آدمٍ وحوّاءِ .
نحن قومٌ كُسالى ، لا نعقل الناقة بل نكتفي بالاتكال على كرمِ السماءِ . لا نرى العيش إلا سَكْباً للدماءِ ، نتوهّم الحرية في تعدد الأسماءِ وفيمن يجيدون اختراعَ البلاءِ !
في ذكرى انفجار كرامتنا
تعالوا نخلّد الذكرى
ونخشع للشهداءِ .
تعالوا نمزّق بالأظافر
صور الأنذالِ
في بعض الأسماءِ .