هات قانا وخُذ كاريش”

ليبانون ديبايت” – وليد خوري

بالإستناد إلى تصريح الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري آموس هوكستين، الذي تحدث فيه عن إيجابيات وقرب توقيع اتفاق، وعودة في الأسابيع المقبلة، يمكن الإستخلاص أن جولته اللبنانية، لم تحظَ بأي تقدم “هائل” كما أشيع، وإنما تمكن من إحداث بعض التقدّم الطفيف من حيث الأفكار ذات العلاقة بشروط وقواعد الترسيم الجديدة.

هذه الخلاصة، ليس من الضروري أن يتمّ التوصل إليها فقط من خلال تصريحه، وإنما من خلال اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا أمس. والمعلومات المحدودة عن اللقاء، تُشير إلى أن جواً من النقاش ساد الإجتماع، فيما مصدر دقيق على صلة بالملف، أكد لـ”ليبانون ديبايت” وجود طابع من السخونة ساد خلال اللقاء. فهوكستين الذي أتى بعرضٍ إسرائيلي، قوامه منح لبنان حقل قانا في مقابل تخلّي الأخير عن أجزاء تريدها إسرائيل تقع في البلوك رقم 8، قد رُفض طلبه، وأصرّ المجتمعون على نيل لبنان حقل قانا كاملاً إلى جانب كامل البلوكات الغازية الملحوظة في ترسيم الخطّ 23. بالإضافة إلى ذلك، أُبلغ هوكستين بضرورة أن يلتفت إلى ضرورة تأمين أجواء مساعدة وإيجابية تتيح لشركة “توتال” الشروع في التنقيب بالبلوك رقم 9، تحديداً في حقل قانا، وهذا يأتي بعد أن يُعلن الإسرائيلي رسمياً، أن الحقل بكامله يعود إلى لبنان. ولوحظ أيضاً، أن المجتمعين، ربطوا ذهابهم إلى الناقورة بعودة “توتال” إلى النشاط في البلوك رقم 9، وبشرط زمني قصير لا يبلغ شهر أيلول المقبل. وبدا أن هوكستين يتفهم ذلك إلى جانب تفهمه أن فترة الإنتظار اللبنانية غير طويلة.

 

مصادر مطلعة، ربطت استعجال الفريق اللبناني بارتفاع قيمة ولغة تهديدات المقاومة. وألمح الحاضرون إلى هوكستين، بعدم ضمان أنشطة الحزب، طالما أن لا اتفاق واضحاً حتى الآن وإلى حين بلوغ أيلول.

في المقابل، فُسّر الموقف اللبناني على أنه قبول بالشرط الإسرائيلي الأساسي القاضي بالتخلّي عن حقل كاريش، وبالتالي الخطّ 29. وعملاً بما تقدم، يكون الرؤساء الثلاثة قد وفروا تنازلاً رسمياً عن الحقل مقابل نيلهم حقل قانا.

من جهة أخرى، أصرّ المفاوض اللبناني على إجراء عملية ترسيم واضحة، بحيث ينال لبنان الخطّ 23 كاملاً مع تعرّج في محيط حقل قانا. وفُهم أن التخلّي عن المطالبة نهائياً بالخطّ 29، أتى بعد ما نقله هوكستين من أن إسرائيل “حصرت الفجوة” في المنطقة المتنازل عليها لتصبح بين الخط H والخط 23، أي أنها تراجعت عن الخط رقم 1 المودع من قبلها لدى الأمم المتحدة.

غير أن مصادر أخرى، حذّرت من الإفراط في التفاؤل. ففي النهاية، حظي هوكستين بما يتمنّاه لجهة تراجع لبنان عن حقل كاريش والخطّ 29. وقد يكون هوكستين يعتقد أن هذا التنازل، له أن يفقد “حزب الله” ورقة قوة أساسية، علماً أن الحزب كان قد وسّع من مطالبه باتجاه السماح للبنان بحرية العمل في الإستكشاف والتنقيب عن النفط، مقابل ترك الحقول الإسرائيلية تعمل من دون أي خطر. وفي هذا الإطار، فُهم أن هوكستين طالب بضمانات، لجهة ألا يقوم الحزب بأي “نشاط حربي” باتجاه الحقول الإسرائيلية، غير أن أحداً من الموجودين نفى قدرته على تأمين الطلب.

شاهد أيضاً

المتباكون على الوحدة اليمنية

  بقلم د.علي محمد الزنم عضو مجلس النواب اليمني أنتم أخر من يتحدث عنها أنتم …