قراءة في أسرار خطاب السيد الذي أعلن الحرب قبل موت لبنان جوعا، وكيف سمع الأمريكيون الخطاب

 

إعداد موقع الإعلامي

رصد موقع الإعلامي الكثير من الآراء والتحليلات والأخبار، حول خطاب السيد بالأمس الذي غطى حتى على زيارة بايدن إلى المنطقة.

وبينما قامت شريحة معارضة للحزب باتهام السيد بجر لبنان إلى حرب مدمرة، بظل “المعادلة الجديدة، كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش “، بالمقابل كان هناك موقف لافت لأصوات معتدلة غير قريبة من الحزب، أكدت بأن موقف السيد هو بمكانه وزمانه، فالشريحة التي تتهم السيد بجر لبنان إلى الحرب، هي تحاول تشويه الحقائق والتعمية على الشعب اللبناني بأن المجتمع الدولي هو الذي جر لبنان إلى الموت جوعا، بسبب تغطية المجتمع الدولي على الفساد ونهب ودائع الشعب اللبناني، وحقيقة أي إنسان وطني شريف لا يوجد أمامه خيار آخر إلا ما صرح فيه السيد الذي وصف الوضع اللبناني الخطير وبدقة متناهية، وخاصة فيما يتعلق بالامن الاجتماعي واحتياط الغذاء القومي المفقود اصلا، وحقيقة أن الوضع اللبناني لم يعد يحتمل ويجب قلب الطاولة كما قال السيد: “يمكن أن نقلب الطاولة على العالم كله، هناك أحد يريد أن يموت هذا الشعب جوعاً ونقتل بعضنا على أفران الخبز وعلي محطات البنزين ونقتل بعضنا حتى نستطيع أن نأكل لقمة الخبز لأن الليرة اللبنانية لم يعد لها قيمة، لأن المعاشات لم يعد لها قيمة، هناك أحد يريد أن يدمر هذا البلد، لبنان يُدفع باتجاه الانهيار والجوع والناس تقتل بعضها، لا، لا، الحرب أشرف بكثير، التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إلى الحرب أشرف بكثير، أعز بكثير، المسار الأول ليس له أفق، أن نترك الأمور هكذا على الانهيار والخراب والعالم تقتل بعضها من الجوع، هذا ليس له أفق، أما الحرب لها أفق، إذا أخذنا قراراً أن نذهب إلى الحرب هذا له أفق، هذا يمكن أن يُخضع العدو، قبل الحرب أو يمكن بأول الحرب أو نصفها أو آخرها يخضع وتفرض شروطك وتأتي بمئات مليارات الدولارات وتنقذ بلدك والذي يموت بهكذا حرب يموت شهيداً، لا يموت بمشكل على أفران الخبز وعلي محطة البنزين وعلى سرقة الموتوسيكل.

واسف البعض الى حال الشعب اللبناني الذي ان لم ينتبه الى ما يجري معه وحوله من انهيار كامل حتما سيؤدي الى زوال لبنان، فاليوم ان لم يخرج الشعب اللبناني من الطائفية البغضية التي تعمي بصيرته، وتعزز غرائزه، وينتبه ان لبنان فقد كل مقوماته تقريبا، حتى الرغيف سيرفع الدعم عنه، مما يعني بان الدولة كمؤسسة حاضنة لم تعد موجودة، فهي عاجزة عن تأمين الكهرباء والدواء والاستشفاء، وان اصل فكرة الدولة هي تأمين اقل مقومات البقاء لشعوبها، ماذا تنفع كل هذه المناصب والمؤسسات بحال عدم قدرتها على العمل والانتاج والتطوير، وحقيقة لا مبالغة لم يبق في لبنان الا قوة المقا w ومة التي يجب الاستفادة منها والاستثمار فيها، وتعزيزها باحتضان شعبي كبير، اقله كي نضغط على المجتمع الدولي لمساعدة لبنان.

أما على الصعيد الاستراتيجي، فقد أكدت بعض النخب التي تواصل معها موقع الإعلامي، بأن خطاب السيد بشقه العسكري الاستراتيجي لم يكن تهديدا، بل هو نتيجة دراسة عميقة للوضع الدولي وتحديدا الأوروبي، فقد أمهل الدول المعنية بترسيم الحدود مهلة الشهرين للانتهاء من هذا الأمر، وهذا التوقيت يتزامن مع قدوم فصل الشتاء على أوروبا والذي يعرف بقساوته، مما يعني بأنه كل تأخير يقوم فيه المجتمع الدولي لإيجاد الحلول لترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، هو يساهم بتعقيد الأزمة الأوروبية اكثر، وعلى الأوروبيين أن يقرروا ماذا سيفعلون، فإن لم يسمح للبنان باستخراج نفطه وغازه، لن يسمح بالمقابل باستخراج النفط والغاز على طول سواحل فلسطين المحتلة، وكلام السيد واضح عندما قال” هم يريدون نفطا وغازا ولذلك الإسرائيلي استعجل بكاريش ، حسناً لماذا أقول ‏شهرين، لأنه أولاً هذان الشهران يجب أن يتم تأمين نفط وغاز لأوروبا، وثانياً هذان الشهران أو ما بقي من ‏الشهرين هو ما تحتاجه الشركة الفلانية لاستخراج النفط والغاز من حقل كاريش في هذه المدة الزمنية، إذا ‏هذه المدة انقضت وانتهت ولبنان لم يحصل حقوقه الموضوع سيكون صعباً جداً – راح يكون كتير صعب – ‏وبالتالي إذا ذهبنا لتحصيل حقوقنا بعد أن يبدأ إستخراج النفط والغاز من كاريش ستكون الكلفة أعلى وفهمكم ‏كفاية.

كما أن السيد نبه الجميع، بأنه بحال اعتقد المجتمع الدولي أنه يمكن الاستغناء عن حقل كاريش مؤقتا كي لا يستفيد لبنان، وذهبت أوروبا إلى البدائل ومنها استخراج النفط والغاز من نقاط أخرى في بحر فلسطين المحتلة، فإن الحزب سيعطل هذه المنصات النفطية والغازية، وهذا النص واضح في خطاب السيد الذي قال: “اليوم أنا أخذت جدولاً من الإخوان من الجهات المعنية بالمقاومة، نحن نتابع كل ما يقابل الشواطئ الفلسطينية، كل الحقول والآبار والمنصات وبأسمائها وبإحداثياتها ومن يعمل ومن لا يعمل ومن بطور التنقيب ومن ومن، كل التفاصيل نحن نتابعها وجاهزة عندنا.

أما تداعيات خطاب السيد الإقليمية، فالجميع اعترف بان خطاب السيد بالأمس خطف الأضواء من زيارة بايدن، وقد أفرغها من مضمونها، وهناك من اعتبر بان خطاب السيد موجه شخصيا إلى بايدن وإدارته، أي أن المعادلة والمواجهة اليوم ليست مع الثكنة العسكرية الأمريكية التي اسمها الكيان الإسرائيلي، بل هي مع أمريكا مباشرة، وان السيد قد يكون وضح كل هذه النقاط ليسمعها بايدن شخصيا ويفهم بان المقا w ومة لن تسمح للإدارة الأمريكية بقتل الشعب اللبناني جوعا وحصارا، فإما أن يحصل لبنان على كامل حقوقه، وإما لن يحصل أحد بالمنطقة وفي العالم على أي شيء من سواحل لبنان وفلسطين المحتلة.

شاهد أيضاً

قانون معاداة السامية الجديد.. الخلفيات والأهداف والنتائج

حيان نيوف صوّت مجلس النواب الأميركي، يوم الأربعاء الفائت، على القانون الذي قدمته مجموعة من …