قصة أعجبتني

طي القدم في الصين 
إعداد: حنان الزين

يعود تاريخ عادة “طي القدم” في الصين إلى القرن العاشر، وكان يعتبر زينة للمرأة وشرطا أساسيا لزواجها. كانت الأمهات تبدأ بربط أقدام بناتهن بضمادات منذ بلوغهن سن الرابعة أو الخامسة، وتجبرهن على تحمل الآلام خلال عدة سنوات ليحصلن على “القدم الذهبية” التي لا يزيد طولها عن عشر سنتيمترات ويصبحن بالتالي محببات من قبل الرجال وجاهزات للزواجطي القدم كان يعتبر علماً مهما في القرون القديمة، وكانت تبدأ بالاستعداد النفسي لتحمل

الآلام وذلك بإقناع البنات بأن طي القدم سيجعلهن أكثر جمالا ويفتح أمامهن أبواب الزواج. وبعدها تبدأ عملية الطي بعد غسل القدمين وقص الأظافر وطي الأصابع ما عدا الإصبع الكبير، ومن ثم تضميد الأصابع ثم الكعب ومحاولة تقريبهما مع بعض قدر الإمكان وبعدها تضميد القدم كاملة على هذه الوضعية ثم إدخالها في حذاء ضيق جداً.يتم تغيير الضمادات بشكل يومي لضغط القدم بشدة أقوى في كل مرة، وهي عملية تسبب آلام كبيرة للأطفال حتى أنها تعيق حركتهم لمدة أيام وشهور.

رائحة القدمين خلال الصيف تكون فظيعة بسبب الدم والقيح، وتتجمد الأقدام في فصل الشتاء بسبب نقص تدفق الأوكسيجين في الدم.إضافة إلى كونها عملية مؤلمة، فتؤدي إلى تغيير معالم الجسم، و تضع الضغط كله على الفخذين والأرداف وتؤدي إلى انتفاخهما وتسبب اعوجاجا في الساقين ومعاناة جسدية تدوم مدى الحياة.بعض الفتيات اللاتي يرغبن خفض الحد الأقصى لحجم أقدامهن فقدن القدرة على المشي والوقوف بشكل طبيعي.وهناك قاعدة إلزامية يتبعها الرجال في هذا التقليد وهي عدم رؤية أقدام زوجاتهم حافية وعليهم الاكتفاء برؤية شكلها فقط وهي داخل الحذاء الضيق والرجل الذي يخترق هذه القاعدة يكون رجلا منبوذا.اشتهرت عادة طي الأقدام في العصور الوسطى في الصين وأصلها غير معروف، ولكن وفقاً للأساطير كانت هناك سيدة بالغة الجمال تدعى (يو)  كانت راقصة مشهورة. في أحدى الأيام قدمت رقصة وهي تنعل حذاءً صغير الحجم على شكل زهرة اللوتس الذهبية.ولتدخل قدمها في الحذاء الصغير عملت يو على ضم قدميها بضمادات من الحرير. وكانت لخطواتها الصغيرة أثناء الرقص أثر كبير في نفوس الرجال فتحول إلى تقليد ورمزا للجمال.أحيانا زوجات وبنات أثرياء الصين يشوهن ساقيهن لدرجة أنهن لا يستطعن المشي بشكل مستقل. وكن يحملن على عربات أو

يوظفن شخصا قوي البنية لحملهن على كتفيه. هذه العادة قيدت حرية النساء فجعلتهن يعتمدن بشكل كامل على أزواجهن وعلى الخدم لعدم قدرتهن على الحركة بشكل عادي، وأصبح دورهن يقتصر على أعمال البيت، وكن ينجبن أطفالا ضعفاء بسبب ضعف جسدهن ومرضهن المستمر.في أواخر القرن ال١٩ تم تنديد هذا التقليد المهين للمرأة وبدأت مطالبات بإلغاؤه وفي عام 1912 ألغت الحكومة الجديدة لجمهورية الصين تقليد طي الأقدام بموجب القانون وفي عام 1915 تم حظره في تايوان .تجاهلت بعض العائلات المتشددة في الصين هذا الحظر وفي عام 1949 نجحوا في فرض حظر صارم على جميع المحافظات بما فيها المناطق المعزولة في الأرياف ولا يزال الحظر ساريا إلى يومنا هذا.

شاهد أيضاً

كلية الأداب تلتحق بقطار تهديم العراق

بقلم: د٠ سرى العبيدي ✍️ سفيرة الجمال والثقافة العالمية قبل بضعة أيام صحى الشعب العراقي …