أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

 

الاسم: حسن عليّ شرارة

مكانُ الولادةِ وتاريخُها: الرّماديّة 1955
العنوان الإلكترونيّ: salammousafer@hotmail.com

الشّهادات:
2016: دبلوم في التّخطيط التّربويّ الاستراتيجيّ جامعة L I U
0201: دكتوراه في تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرهاInternational Academy Switzerland
‏2005: UNRWA/UNESCO International computer driving license
2000-2001: الأنروا أونسكو- دبلوم في الإشراف التّربويّ.
1999-2000:الجامعة اللّبنانيّة – دبلوم دراسات عُليا في التّربية.
1996-1997:الأنروا-أونسكو- دبلوم في التّوجيه والإرشاد التّربويّ.
1991-1992:الأنروا-أونسكو- دبلوم في علم النّفس التّربويّ.
1990-1991:الجامعة اللّبنانيّة- دبلوم دراسات عُليا في اللّغة العربيّة وآدابها.
1975-1976:المعهد العربيّ بغداد – دبلوم في المسوح الاجتماعيّة.

مهارات إضافيّة
طباعة عربيّة 60 كلمة بالدّقيقة ICDL
طباعة إنكليزيّة 40 كلمة بالدّقيقة ICDL

الخبرة العمليّة
1-الأنروا من أيلول2011-2017– خبير مادّة اللّغة العربيّة.
2- محاضر في معهد التّربية (الأنروا)، وقائد دورات تدريبيّة لتأهيل المعلّمين لمدّة 20 سنة.
3- الأنروا 2011-2017 عضو فريق التّأليف لمادّة اللّغة العربيّة. (الأوّل حتّى التّاسع)
4-الأنروا من أيلول1998-2011– مشرف مادّة اللّغة العربيّة.
5-الأنروا 1990-1998معلّم في مدارس وكالة الأمم المتّحدة الأنروا
6- 1983-1990 معلّم في ثانوية بيروت الوطنّية.
7- باحث ميدانيّ مع منظمة الأونسكو(2000-2003).
8- 1995-2001 عضو لجنة التّأليف المدرسيّ: (لغة عربيّة) في دار سبيل الرّشاد.
9- 1984- 1992مدرّس في مركز المعلومات والتّدريب لمعلّمي المرحلة الدّنيا.
المشاغل التّربويّة:
1- عدّة دورات على مفاهيم حقوق الإنسان من (معهد التّربية أنروا-عمّان).
2- دورة في القيادة والإدارة من (معهد التّربية الأنروا).
3- خمس دورات تدريبيّة على منهجيّة المدرسة كبؤرة للتّطويرمن (المركز الثّقافيّ البريطانيّ).
4- دورات لتدريب المعلّمين على مهارات تنمية التّفكير النّاقد والإبداعيّ.

المؤلّفات:
* سلسلة كتب مدرسيّة لتعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها
*المرجع الجامع في كفايات اللّغة العربيّة دار سبيل الرّشاد 5 أجزاء.
*المُعين في اللّغة العربيّة للصفّيْن الثّامن والتّاسع – دار عون – بيروت.
*ألطف الطّرائف وأطرف اللّطائف المعاصرة – دار عون- بيروت.
*ثلاثة دواوين (قصائد مدرسيّة) دار سبيل الرّشاد- بيروت.
* عدّة دواوين شعريّة مخطوطة.
*مقالات وأبحاث تربويّة وأدبيّة نشرت في الصّحف والمجلاّت اللّبنانيّة.
*ناشط على مواقع التّواصل الاجتماعي في المجال التّربويّ شعرًا ونثرًا.
* عضو اتّحاد الكتّاب والصّحفيّين العرب.
* عضو منظّمة مناهضة الغزو الثّقافيّ والتّطبيع…

 

الشاعر حسن عليّ شرارة: 

رغم ما نشهده من تراجع  عند من لا يقدر إرتباطها بالكيان والهوية،

فأن اللّغةَ العربيّةَ تملكُ مقوّماتِ البقاءِ في ذاتِها

ما أروعَ الأديبَ حينَ يكونُ مُربّيًا

دونَ أنْ تتحكّمَ بأدبِه كوابحُ التّعليمِ

 

*أفتتح حواري معك، وأنت عاشق العربيّة، والمدافع عنها، والشّاعر بها، فهي وسيلتك للتّعبير عن الحبّ والحزن والفرح والأمل وكلّ ما ينتاب الإنسان من مشاعر . هل اللّغة العربيّة ما زالت بخير؟

لقد بادرتِ بسؤالٍ مُهمٍّ، عليهِ إجابتانِ وسأبدأُ بالإجابةِ السّلبيّةِ، وهيَ أنَّ اللّغةَ في حالةِ تراجعٍ، نعم، هذا أمرٌ لا نُنكرُهُ، لكنّ هذا التّراجعَ محصورٌ عندَ من لا يقدّرُ معنى اللّغةِ، وارتباطَها بالكيانِ والهُويّةِ؛ فيعمدونَ إلى استبدالِها بلغاتٍ أُخرى، وهؤلاءِ ظاهرةٌ لن تقوى على الانتشارِ، ولا بدَّ أن تنتهيَ، وتوضيحُ ذلكَ في الإجابةِ الثّانيةِ، وهيَ أنّ اللّغةَ العربيّةَ تملكُ مقوّماتِ البقاءِ في ذاتِها، ومن عواملَ أخرى؛ فهيَ قادرةٌ على التّطوّرِ الّذي يحفظُ الأصولَ باستيعابِ مفرداتِ المستجدّاتِ الحضاريّةِ وتعابيرِها في قواعدَ صرفيّةٍ ونحويّةٍ عربيّةٍ بحتةٍ، ومن خلالِ كثرةِ النّاطقينَ بِها في حياتِهم اليوميّةِ، أو عندَ إقامةِ المراسمِ والشّعائرِ الدّينيّةِ، أو في الصّروحِ التّعليميّةِ العربيّةِ والأجنبيّةِ الّتي تدرّسُها، وخيرُ دليلٍ على ذلكَ، على سبيلِ المِثالِ لا الحصرِ، فروعُ الأدبِ العربيِّ في جامعاتِ الصّينِ، وكوريا، وأميركا. وفي كلّ مراحلِهِ: الإجازةِ، والدّراساتِ، والتّعليمِ العالي؛ ممّا جعلَها في المركزِ الثّالثِ بينَ اللّغاتِ العالميّةِ، وكذلكَ من خلالِ الغيورينَ عليها. وتتجلّى تلكَ الغيرةُ، ومن خلالِ جمعيّاتٍ أدبيّةٍ هدفُها حمايةُ اللّغةِ، ومن خلالِ الاحتفالِ بيومِها العالميِّ، وإدخالِها في برامجِ الحاسوبِ، ومنظومةِ الشّبكةِ العنكبوتيّةِ، وفي اعتمادِها في مواقعَ يُستغنى بها عن غيرِها. لذلك، نقولُ وبِملءِ الفَم، إنّ اللّغــة العربيّـة لا تزال بخيرٍ وعافيـةٍ، وهي تنمُو وتتوسّـع وتزدادُ تألُّقـًا ورُقِيًّـا وثـراءً وسَعَةً، وإنّنـا نرى، في ثقــةٍ مُطلقـةٍ، أنّ المُستقبــل لهذه اللّـغة الجميـلة، التي تمتلكُ في ذاتِـها من الخصائص ما لا تمتلكـه لغةٌ أُخرى، الأمـر الذي مكّـن لها أن تُحافـظَ على بقائـها طيلـة هذه السّنوات، وأن تشـهدَ امتدادًا مُنقطـعَ النّظيـر. واللّغةُ مرتبطةٌ بثقافةِ النّاطقينَ بها، وبموقعِهم السّياسيِّ والاقتصاديِّ. فإذا عادَ العربُ لموقعِهم القياديِّ في العالمِ ستعودُ لغتُهم إلى مواقعِها الُمتقدّمةِ.

 

*كيف يساهم اتّحاد الكتّاب والصحفيّين العرب في جمع المثقّفين؛ لتشكيل قوّة فكريّة جامعة لمواجهة الأخطار الفكريّة الّتي تتعرّض لها مجتمعاتنا؟

ليست المشكلة في اجتماع المثقّفين، فالمثقّفون يجتمعون في الاتّحادات والجمعيّات، وكذلك في المؤتمرات والمنتديات والأمسيات، وغير ذلك من وسائل التّواصل، لكنّ المشكلة في توافقهم على تشكيل تلك القوّة الفكريّة الجامعة الّتي يواجهون بها الأخطار، وذلك لأنّهم، وهذا أمر اضطرّ إلى ترديده، ذوو مرجعيّات فكريّة متناحرة، وانتماءات وولاءات متعادية، وميول ثقافيّة متباعدة؛ ولحلّ تلك المشكلة يجب العمل على ضبط الخطاب، وتوجيهه لإعادة صياغة مجتمع يعالج الأمور من منطلقات فكريّة، وليس من منطلقات غرائزيّة أو عصبيّة، وذلك بفصله عن السّياسة، وبوضع معايير تضبط الخطاب، وتضع تقويمًا، أو قانونًا لأخلاق المثقّف يتجرّد الخارج عليه خارجًا من لقب مثقّف، ويُستبعد من الاتّحادات والجمعيّات الثّقافيّة، فحينها يكون توجّهه إلى وعي الجمهور، وهو المعنيّ والمستهدف من خطابات المثقّفين توجّهًا بنّاءً ومثمرًا في القدرة على مواجهة الأخطار بحماية ذاته، والاستفادة من كلّ طارئ وجديد.

 

*وهل اجتماعهم في تلك الكيانات إلّا دليل على توافقهم الفكريّ؟

هنا مكمن المشكلة؛ فإنّ بعض هذه الكيانات قد تجمع المتناقضين؛ فيُعطى أيّ منتمٍ الحقّ في حريّة التّعبير، ويتحوّل الخطاب إلى نكايات وتعنّت، ويتمسّك كلٌّ منهم بوجهة نظره؛ فيزيد الشّرخ بين المثقّفين، وينعكس ذلك على جمهورهم، فيكون المجتمع صورة أكثر وضوحًا، وأشد خطرًا ممّا يحدث بينهم في الكيان المنتمين إليه، وقد يكون كلّ كيان جبهة تأسّست من أجل طرح فكر مُعادٍ لكيان آخر تأسّس على فكرةِ عداء تجاه آخر.

 

*لقد طغت التّربية على التّعليم عند تسمية المؤسّسات التّعليميّة، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ مهامّ تلك المؤسّسات ليس محصورًا بنقل المعرفة وإنّما لها دور تربويّ،برأيكم ما مدى إسهام المؤسّسات التّربويّة في بناء الشّخصيّة اللغويّة عند الأجيال في لبنان؟

عبثًا…! عبثًا نحاول الإصلاح ما لم تستقم أمورُ التّربية والتّعليم في مدارسنا! القضيّة كلّها تبدأ من على مقاعد الدّراسة، حيث يتمّ إعداد الصّبيان والبنات ليكونوا رجال الغد ونساءه. ولكنّ نظرة سريعة على ما نعلّمه في مدارسنا تظهر طبيعة التّناقض الّذي يقع فيه المتعلّمون. نعلّم التلاميذ مثلاً الغزل ونعرّفهم تحديدًا على مدرستين في هذا الفنّ، فنلزمهم بنصّ عذريّ لسعيد عقل الذي يريد أن تبقى المرأة حُلما وفكرة مستحيلة:

سمراءُ، يا حلمَ الطفوله
وتمنُّعَ الشّفةِ البخيله
لا تقرُبي منّي وظـلّي فـكـرةً لـغـدي جـمـيلَه
قـلبي مليءٌ بالفَراغِ الحلوِ، فاجتنبي دخولَه
ظلِّي الغَدَ المنشودَ يســبِقنا المماتُ إليه غيلَه!
ثمّ نلزمهم بنصٍّ لنزار قبّاني، الّذي يريد أن يفصّل من جلد النّساء عباءة، ويبني أهراما من الحلمات:
فصّلت من جلد النّساء عباءة** وبنـيـتُ أهرامًا مـن الحـلمات!

ماذا يستنتج التّلاميذ بعد هذيْن الدّرسين المهمّين إن لم يجرؤ المعلّم على فتح آفاق جديدة؟ أن لا خيار ثالثًا في الحبّ، فإمّا أن تكون، كسعيد عقل، هائمًا في ذكرى امرأة صارت في السّماء، أو أن تكون، كنزار، “نسونجيًّا” تتنقّل من امرأة إلى أخرى. عظيم! كلّ هذا موجود ومن طبيعة الحياة، ولكن ماذا عن الخيار الثّالث؟ ماذا عن الحبّ “الطّبيعيّ”، ماذا عن احترام المرأة وعدم التّشهير بها وعدم استغلالها كمتاع؟ ماذا عن النّظر إليها ككائن حرّ ومستقلّ يرفض أن يُعبد ويوضع على منصّة عالية حيث لا تطاله أيدي البشر، أو أداة متعة ومصدر لذّة؟ وهل نعتب بعد ذلك على تلاميذنا إن بحثوا عن أنواع الحبّ الأخرى في أماكن أخرى، وعند حضارات أخرى؟ أنا ناقشت من وضعوا المنهاج وفرضوا النّصوص، فكان تبريرهم أنّ المحور يطرح إشكاليّة، ونحن نطرح على المتعلّم النقيضين ليكوّن فكرة عن الحبّ، وافترضوا أنّ المعلّم يثري المنهاج بموقفه، ولكن أين هو هذا المعلّم، فأكثر المعلّمين لا يخرجون عن المقرّر، وغالبيّتهم غير قادرين على ذلك. نطلب من تلامذتنا أن يعبّروا عن آرائهم ويدافعوا عنها بتقديم البراهين والأدلّة والحجج، ونحثّهم على الكتابة في مواضيع الإنشاء عن آمالهم وطموحهم ومشاريعهم، ونحاسبهم بحسم علامات إن قصّروا في ذلك. ولكن عندما يكبرون ويحاولون أن يعبّروا بالأسلوب البرهانيّ نفسه عن آرائهم وأفكارهم كممنا أفواههم وزججنا بهم في السّجون، وأدرنا عليهم خراطيم المياه؛ لتبديد شملهم وتبريد عزائمهم. فكيف سينظر التّلميذ بعد ذلك إلى معلّمه الذي كان يطرح عليه في درس الأدب والتّعبير السّؤال نفسه: ما رأيك في هذا القول؟
نطالب طلبتنا بالتّبحّر في الثّقافة العالميّة؛ لتُفتح الآفاق أمامهم لما تقدّمه لهم من معلومات حديثة ومنهجيّة علميّة، ولكنّنا في الوقت نفسه نعمل في حصّة التّربية على محاربة ما تعلّموه في حصّة الفلسفة والثّقافة، وفي ساعة التّاريخ المحلّي على تصحيح ما تعلّموه في حصّة التّاريخ العالميّ، ونعلّمهم كيف يكتبون في الشّهادات ما يلائم المطروح، وما يلائم واقع الحال المحليّ. أيّ خبث هذا؟ وأيّ كذب؟ وأيّ استهتار بعقول أبنائنا؟
وندعو تلامذتنا إلى تنمية قدراتهم الفنيّة والرّياضيّة ونقنعهم أن لا صحّة بتاتًا لمقولة:موادّ أساسيّة وموادّ ثانويّة، وأنّ الإنسان كائن متكامل، وعليه أن يوليَ الآداب والعلوم والفنون والرّياضة الأهميّة نفسها، ولكنّنا عند حسم الأمور في آخر العامّ الدراسيّ، نهنّئ من نجح في الموادّ العلميّة ونرفّعه صفًّا، ونطرد الفنّان لأنّه مزاجيّ، والرّياضيّ لأنّه لا يكفّ عن الحركة، والأديب لأنّه ليس بارعًا في الرّياضيّات، أمّا في الجامعاتِ فالأمرُ أنكى. والأدهى من كلّ ذلك أنّنا نثور لأنّ الخبث سيّد المواقف، ولأنّ الناس يكذبون ويتحايلون ولأنّ أوطاننا متخلّفة، ولأنّ تلامذتنا لا يملكون حسًّا نقديًّا ولا يعرفون أن يحلّلوا ويُصدروا أحكامًا.

 

*برأيكم ما الذي تحتاجه المناهج المدرسيّة في مادّة اللّغة العربيّة؛ لتراعي الأفكار الجديدة والمستجّدات؟

بكلّ بساطة تحتاج إلى تطوير، فالتّطوير بشكل عامّ أمر ضروريّ يحدث في كلّ المجالات، وعلى كلّ المستويات فمن لا يتطوّر في مجاله يتأخّر عن القافلة بأسرها، ثمّ يقع في الجمود، وعليه فإنّ تطويرالمناهج أهمّ ما يكون؛ لأنّه تطوير في مجال بناء الأجيال من جهة، ومن جهة أخرى القضاء على فوبيا مادّة اللّغة العربيّة، واستحسانها عند الأجيال، وتمكينهم من استعمالها في أدبيّاتهم، وفي تنمية تفكيرهم، واجتراح إبداعاتهم.
فاللّغة العربيّة كسائر اللّغات فيها ما هو للعلم، وفيها ما هو للتّعليم، ويجب أن يميّز واضعو المناهج بين ما هو للعلم اللّغويّ المحض، وما هو للتّعلّم الوظيفيّ العمليّ. مثال: في الصّرف (الإعلال والإبدال)، وفي النّحو: (البحث عن علّة ولو كانت موغلة بعيدة).
وفي البلاغة: ألا نكتفيَ بالمصطلح البلاغيّ والتّقسيمات المُجدوَلةِ، ونعمد إلى البحثِ عن مظانِّ الجمال في القول.

 

*بأيّ وسائل يتمّ تطوير مناهج اللّغة؟

هذا الأمر يحتاج إلى منظومة تتوزّع فيها الأدوار بشكل هرميّ؛ تبدأ من وزارة التّعليم، وتنتهي عند المدرّس، وتستقدم فيها مناهج جديدة أثبتت نجاحها. مناهـجُ ينبغي لهـا أن تهتمَّ بالشّـكل بقدر اهتمامـها بالمضمون، تُسـاير العصر وترتكـز على الأُصـول، وتفسـحُ المجال للتّطويـر والإبداع. ثمّ لا بُـدّ من إعادة النّظـر في عمليّـة التّقويـم برُمّتـها، فلا تكون الاختـبارات المكتوبـة المعيـار الأساسيّ في تقييـم الطّالـب؛ وإنّمـا قدرتـه على التّواصـل المُثمـر، والإلقـاء، وإنتـاج البُحوث، والتّفاعـل الإيجابـيّ. والقراءةِ الوظيفيّة في حياتنا العمليّة اليوميّة.

 

*ما توصياتك للعاملين في الشّأن التّربويّ تخطيطًا، وتأليفًا، وتطويرًا، وتوجيهًا، وتنسيقًا، وتدريسًا؟

توصياتٌ خاصّةٌ بالعاملينَ في التّربيةِ والتّعليمِ: تخطيطًا، وتأليفًا، وتطويرًا، وتوجيهًا، وتنسيقًا، وتدريسًا:
لـكـــلِّ العـــامـــــلـيـنَ أخــــصُّ بـالـتّحـديـدِ
رُعـاةَ الـعـلـمِ والتّخطيطِ والتّـنضـيدِ
ومـنْ قـدْ كُـلّـفـوا التّـنسيـقَ بالتّرشيدِ
ذوي التّصحيحِ والتّصويبِ والتّسديدِ
أرى يا أخــوتـي فــي شـــــدّةِ الــتّـــقـــعـــيدِ
لـنا فــخًــا، فـــلا تــنْـحـــوا إلى الـتّـعـقـيـدِ
خـذوا إخوانكم بـالــرّفقِ والتّـوطــيـدِ
لـــكـــــيْ نـرقَـى بـهـمْ بالعــلـمِ والـتّـجــويـــدِ
دعـوا هـمـروجةَ التّعـسيرِ والتّشديدِ
فــلا يُــــرجى جَــــنًى مــــنْ كــــثــرةِ التّـنديدِ
عـلـيـكـمْ يا هُـداة النّـشـئِ بالتّــجـــديــدِ
أرى التّــطـــويــرَ يُـنجـيـنا مِـنْ التّـقـليدِ
نعم، كَـيْ تـسـلـمــوا مِنْ آفـةِ التّبديدِ

 

*كيف يمكن لقصيدة أن تختصر حاضرًا أو تؤسّس لمستقبل؟

بين الأدب والمجتمع عروةٌ وثقى لا تنفصم؛ فالأديب يَعي ما يجري حوله، ولديه حسّ اجتماعيّ وإنسانيّ يدركه كما غيره، وإن كان أكثر رهافة وأقصى مقصدًا، وقدرة على التّعبير يعلو بها عن غيره. من هنا نجده ناقلًا لما يجري حّتى أدقّ التّفاصيل الّتي تخفى على غيره، فهي واضحة جليّة أمامه، وهو قادر بفذاذته على أن يستشرف من خلاله، ومن خلال المعطيات الأخرى ما قد يحدث في المستقبل؛ لذلك على الأديب في أعماله المتعلّقة بالقضايا العامّة أن يستثمر الماضي والحاضر في وضع الاحتمالات المترتّبة على المُستقبل.
ثمّ إنّ القصيـدة ليست شعُـورًا أو خيالًا أو لغةً فحسـب؛ إنّها أحاسيـس معجونـة بالحياة، إنّها تراكمـات من الوجدان المُعتّـق برحيـق التّجارب وخُلاصـة الخبرات. إنها رؤية بأكثر من عين، فهو يرى بعين الأمّة ومصالحها ومستقبلها.

 

*يقول علي الوردي إنّ خطر العوام والغوغاء أقل جدًّا من خطر المتعلّمين وأشباه المتعلّمين الّذين يتحذلقون بأفانين الثّقافة الحديثة بينما هم في أعماقهم عوام؟

شرّ البريّة أنصاف المتعلّمين؛ أي من هم في منزلة بين منزلتي: العوام والمتعلّمين. وليس للمتعلّمين فضل عليهم سوى أنّهم يستثمرون علمهم ومعرفتهم في محاولة خلق بيئة حضاريّة، ويسهمون في نشر وعي قادر على الخروج من بوتقة الجمود الفكريّ، والممارسات السلبيّة في المجتمع، بينما هم يستعرضون قراءاتهم، ويتبنّون الآراء الحديثة على علّاتها من غير نقد ولا تحليل ولا إضافة، وينسفون بغير وجه حقّ كلّ قديم حتّى وإن كان ذا قيمة. والإنسان لكي يستحقّ لقب المتعلّم عليه أن ينقّب عن ما فيه صلاح الإنسان والمجتمع والوطن بين طيّات القديم والحديث، أمّا هذا الخلط الفاقد للمعايير الّذي يضيع فيه جهد المتعلّمين بضوضاء أشباه المتعلّمين؛ فإنّه لا يخدم الثقافة ولا المجتمع، ويجعلنا في ركب المتخلّفين؛ فالمتشدّق كالمتعنّت كلاهما سواء! فالعلم لا يحدّ بالمقدار الذي يحوزه المتعلّمون فمهما اكتسبت من علم قليلا كان أم كثيرا، فالمهمّ كيف توظّفه، وذلك يعود إلى سماتك الشّخصيّة، فالعلمُ علمانِ: علمٌ يُحملُ وعلمٌ يُستعملُ.

 

*كيف يمكننا إنقاذ المجتمع من المتحذلقين الذين باتوا يشكلون ظاهرة مقلقة في زمن لا ضوابط فيه؟

مـتى صَـارَ الْيَـرَاعُ بِكَـفِّ نَـاهِـقْ
وَقَـادَ خَـــرَنْـدَعٌ جُــنْـدَ الَفَـيَالِـقْ
وَأْمْسَى الْحُكْمُ إجرامًا وظُـلمًا
يــــديــرُ شُؤونه وغدٌ وآبِـــــقْ
وَوُكِّــلَ مُـجـرمٌ في حِـفْــظِ أمْــــنٍ
وَمُخْتَلِسٌ لِصَوْنِ النَّقْدِ سارقْ
وَفي التَّعْلِيمِ طُهْبُوبٌ غَشِيمٌ
وفي الإعــلامِ دَجَّـــالٌ مُــرَاهِــقْ
وعُيـّـنَ ظـالمٌ نِـــبْـــرَاسَ عَـــدْلٍ
وَفِي الْإِفْـتَــاءِ زِنْـدِيـقٌ مُـنَـافِـق
وأسلسنا الْقِـيَادَ لِكُــــلِّ لِــــصٍّ
تَــبِــعــنــا مِــثــلَ حَــمْـقى كُلَّ نَاعِـقْ
غَدَا لُبــــــنـــانُ جرّاها جَحِـيـمًا
ووَضْعُ بَــنِــيــهِ يهوي للمزالق
وَنَـارًا تِـلْـوَ نَـارٍ سَــعَّـرُوهــا
فَـمـَنْ يُـطْـفِي بِـلُـبنـانَ الْحَرَائِقْ
فآسَادُ الكرامةٍ كَيْفَ تَرْضَى
بِإِمْرَةِ فَـاجِـرٍ وَبِـــحُـــكْـمِ فَاسِقْ
فَيَا لُبْــنَـانُ لَـهْــفِي ثُــــــمَّ لَهْـفِي
عَــلَــيْــكَ مِـــنَ الـدَّوَاهِي وَالطَّوَارِقْ

 

*كيف يمكننا تجنّب الأزمة التربويّة اللاحقة بأجيالنا بسبب فايروس كورونا؟

إذا ما أريد تجنّب أن تصبح أزمة التعلّم كارثة تمَسّ جيلا كاملا فإنّ الأمر يتطلّب اتّخاذ إجراءات عاجلة من جانب الجميع. فالتّعليم ليس حقًّا أساسيًّا من حقوق الإنسان وحسب، بل إنّه حقٌّ تمكينيٌّ له تأثير مباشر على تحقيق جميع حقوق الإنسان الأخرى.
والتّعليم منفعة عالمية مشتركة، ومحرّك رئيس للتّقدّم على صعيد أهداف التّنمية المُستدامة الـ ١٧ جميعها باعتباره الأساس الّذي ترتكز إليه المجتمعات السّلميّة العادلة والقائمة على المساواة والشّاملة للجميع.
وحينما تنهار نظم التّعليم لا يبقى بالإمكان الإبقاء على مجتمعات مزدهرة ومنتجة. لذلك ينبغي:
• التّخطيط المتأنّي لتجسير الفجوة للمفقود التّعليميّ والتّربويّ الحاصل.
• توفير تمويل للتّعليم كأولويّة قصوى.
• بناء نظم تعليم قادرة على التّكيّف ومواكبة المستجدّات.
• إعادة تخيّل التّعليم، وتعجيل التّغيير في التّدريس والتّعلم، وتوفير البرامج اللّازمة لتأهيل المعلّمين.
• إعادة تصميم المُحتـوى بشكلٍ يتواءم مع التّغييرات الحاصلـة في سـوق العمل.
• تضميـن المناهج مهارات التّفكيـر العليا والمهارات الحياتيّـة التي تُؤسّـس للمواطنـة والتّفاعل المُثـمِر.

 

حين يكون العنوان لافتًا يثبت المُصنّف

في ذاكرة القارئ عنوانًا ومحتوى

 

*لفتني عنوان أحد كتبك: “ألطف الطّرائف وأطرف اللّطائف”، حبّذا لو تعطينا فكرة عن مضمونه:

ليس العنوان عتبة النّص منه ندخل إلى المحتوى، ونلقي عليه نظرة سريعة توجز المضمون وحسب، وإنما هو أداة جذب تُغري القارئ، وحين يكون العنوان لافتًا يثبت المُصنّف في ذاكرة القارئ عنوانًا ومحتوى؛ لذلك اخترته بحلّة بديعيّة، وجرس موسيقيّ يُحاكي عناوين المُصنّفات العربيّة القديمة ففيه الجناس:ألطف وأطرف،الطّرائف واللّطائف،والتّكرار من خلال استخدام المقابلة، ومن خلال المفرد والجمع (الطف لطائف=أطرف طرائف)، والأهمّ من ذلك كلّه هو أنّه يُوجز المحتوى.

 

*في زمن الغزو الثّقافي والتّطبيع، ما هي الخطوات الّتي تقومون بها في المنظّمة التي أنت عضو فيها لمناهضة الفكر المدمّر الذي يجتاحنا؟

إنّه غزو يدكدك الإنسان من داخله، ويفكّك المجتمع بأدوات وقعها أخفّ من دبيب النّمل، وفعلها أشرس من سلاح فتّاك؛ فهو ليس ثقافيًّا، إنّما غزو من أجل التّطبييع والتّطويع، وللأسف فإنّ مجتمعنا هشٌّ وضعيفٌ، ولديه قابليّة للقبول بأيّ شيء جديد، فقد كان علينا أن نكون أكثر وعيًا، وأن نستعدّ فلا نقف موقف الرّافض ذي العقل المتحجّر؛ لأنّنا لسنا أيّ أمّة، (بِغضّ النّظر عمّا يُبذل من جهد لفرض العولمة بنظامها الجديد وقيمها الجديدة التي تسعى إلى طمس الحضارات والثقافات) لا تخلو من وجوه حضاريّة وثقافيّة يمكن الاستفادة منها، ولا موقف المُنبهر الّذي يشبه صفحة بيضاء يترسّخ كلّ ما يُدوّن فيها.
فما بالنا نستورد الآراء الفكريّة التّربويّة كما نستورد السيّارات المستعملة التي صمّمت وفق طبيعة البلدان الّتي أرسلت إليها، أو صنعت بها؛ أو كالثّياب الأوروبيّة الحديثة، التي لن تليق بأجسامنا القصيرة المكتنزة؟ فحبّذا لو فصلّناها وفق مقاييس أجسادنا وقيمنا.

 

*بلد من صدر الحرف إلى بلد بات العلم فيه ترفا نظرا للأوضاع الرّاهنة. ما دوركم هنا للدّفاع عن موقع لبنان الثّقافي في وجه جشع بعض المؤسّسات التّربويّة غير العابئة بالنّشء وقدسيّة التّعلّم؟

العلم لم يكن يوما ترفًا ورفاهيّة، إنّه حاجة ملحّة لبناء الإنسان والوطن، وإعداد الأجيال اللّاحقة، لكنّ العلم أصبح اليوم للميسورين والمترفين؛ هذا هو التّعبير الصّحيح، فقد أهملت عمدا المؤسّسات التّعليميّة الحكوميّة؛ لتحلّ محلّها مؤسّسات لجني الرّبح والثّروات الطّائلة على حساب المستوى التّعليميّ، وكأنّي بها مؤامرة مدبّرة من جملة مؤامرات تستهدف لبنان وشعبه، وليس الأمر خفيًّا على أحد، فلو قُدّم الدّعم للمؤسّسات الحكوميّة، وحبّذا لو استثمرت أموال أصحاب المؤسّسات التّعليميّة الخاصّة في مجالات توفير العمل للعاطلين عن العمل من جامعيّين وحرفيّين وعمّال، وغير ذلك!

 

*سؤال يفرض نفسه كونك ضيفًا مربّيًا وأديبًا.. ما أهمّيّة أن يكون المربّي أديبًا؟

ما أروعَ الأديبَ حينَ يكونُ مُربّيًا دونَ أنْ تتحكّمَ بأدبِه كوابحُ التّعليمِ. فيبثُّ نفحاتِ موهبتِه، كالشّجرةِ المفيَّحةِ يتحلّقُ حولَها الظّامئونَ. ما أحوجَنا إلى ذلكَ المعلّمِ الأديبِ الّذي بعدتْ في نفسِه الغاياتُ، حتّى كادتْ تضمحلُّ، لتنهضَ على أنقاضِها الشّخصيّةُ، ويستقيمُ التّكثيفُ الحضاريُّ. ولقدْ يعبّرُ المعلّمُ الشَّهاديُّ الكرتونيُّ ولا يبقى منه سوى إطاراتٍ شاحبةٍ متروكةٍ على الحيطانِ، أو لفافاتٍ مطويّةٍ في الزّوايا المنسيّةِ. أمّا المعلّمُ الأديبُ فله على الدّنيا بسطةُ سلطانٍ، قوامُه المعرفةُ الصّحيحةُ والإبداعُ الخيّرُ. فحصّتُه مشحونةٌ بالتّلميحاتِ الثّقافيّةِ السّابرةِ، وباللّفتاتِ الجماليّةِ الزّاخرةِ، يا لهُ من معلّمٍ أديبٍ تركَ الكتابَ ليفتحَ صفحاتِ الحياةِ، وأوصدَ كِوى المناهجِ الضيّقةِ ليُشرّعَ أبوابَ التُّراثِ الإنسانيِّ، كساعةِ عدلٍ تُوازي ألفَ ساعةِ عبادةٍ. ويطلُّ منْ مجتمعِه المدرسيِّ إلى فُسحِ المجتمعِ الأكبرِ، ثائرًا على المدرسةِ الجزيرةِ، رابطًا بينها وبين الشّطآنِ، فيتابعُ تلكَ الرّسالةَ البنّاءةَ بادئًا من حيثُ يجبُ أن يبدأَ ومُنتهيًا إلى حيثُ يقيّضُ له اللهُ. فالسّلاسةُ الّتي يتميّزُ بها في تعليمِه، والّتي بلغتْ حدَّ الصّفاءِ، هيَ منْ مقوّماتِ الأدبِ التّوجيهيِّ الّذي يُضحّي في سبيلِ الغايةِ بكثيرٍ منْ مُغرياتِ السُّبلِ. وتتجلَّى قدرةُ الأديبِ المعلّمِ في حديثِه الّذي يراوحُ بين طبعيّةِ الصّديقِ الألوفِ ورصانةِ الموجّهِ الَذي لا ينسى دعوتَه إلى التّقويمِ والإصلاحِ. إنّه المُحدّثُ الّذي يُقصدُ، فالحِكمةُ جاريةٌ على لسانِه، والطُرَفُ محمولةٌ على راحةِ الحافظةِ، وهوَ الّذي أُشبعَ من مقولِ العربِ، وانفتحَ على تراثِهم العظيمِ، فراحَ يتصرّفُ بيُسرٍ وقدرةٍ ليُبدعَ أدبًا مُسْنَدًا.

 

*أترك لك مسك الختام مع قصيدة تُهديها لقرّاء مجلّة كواليس

إصدحْ برأيِكَ جهرًا في الـ “كواليس”
لا تــخـــشَ مكــرَ عــفاريــتٍ الكواليسِ
واصــرخْ بــقـومٍ بـرغمِ النّائــباتِ بهم
نـامـوا ومـا هـــزّهـم ثقلُ الــكـوابيسِ
قـــــد وكّـلـوا أمرَهــم رهطًــا سماسرةً
في رأسِ واحـدِهم ملـيـارُ إبليسِ
قـالـوا هـــــمُ أوصـــيـاءٌ. قــلتُ: ويحَكمُ
أيحـفــــظُ الـذّئــــبُ أرتــالَ الجواميسِ؟
كـلّ لــهُ كــيسـهُ يـا خزيَـــهـم نهــبـــوا
ودائـعَ الـنّـاسِ طُــرّا داخلَ الكـــيـــسِ
أقسمتُ: في اليَمِ إن ألقيتَ أنظفَهم
لم يسلمِ البحرُ من رجسٍ وتنجيسِ
ماذا نقولُ؟ لـمـن نـشـكــو مُصيـبتَنا؟
والنُّوق قد سُرقت مِن حاديَ العِيسِ
متى أحـسّـــــوا حراكًـــا، ثــورةً رفعـــوا
بيــنَ الـــمـذاهـبِ أكـيــاسَ الــمتاريسِ
فـلـيـس يـردعُــهـــم ذكــــرُ الحكــيـمِ ولا
سِـفــــرُ الــمسـيــحِ، ولا نُصحُ القداديسِ
والشّـعـبُ كـالـمـيتِ أضحى لــيــسَ يوقظُــهُ قــــــرعُ الـطّــبـولِ، ولا وخـــزُ الدّبابيسِ
يا حيفَ لبنانَ حُصنِ الطّيّبينَ غدا
وكرًا مَقـيتًـا لأوغـادٍ جــــواســـيـــسِ

د. حسن عليّ شرارة

🌿🌿🌿🌿🌿

💐🌿تحية كواليس🌿💐

تبدو اللغة بكل لطافة عنفوانها وجمال شموخها مطواعة لحبره الذي يسيل نهراً هادراً حيناً ورقراقاً أحياناً ليرسم صورة لواقع يعيشه الشاعر حسن علي شرارة بكل وهجه بحيث الا تفوته  شاردة أو واردة إلا وله معها إطلالة وصرخة يؤدي منن خلالها رسالة الحفاظ على هيبة اللغة وصلاح المجتمع.

الشاعر شرارة يحمل هم الحفاظ على اللغة العربية وهو الأدرى بثغرات تتسلل منها معاول تهدد هذا البناء الذي يحمل بين ثناياه حضارتنا وهويتنا وكياننا وكل وجودنا، ورغم إيمانه بقوة وصلابة  وسر قوة هذه اللغة التي تحمل بذور بقائها رغم كل الأخطار التي تحيطها من أنصاف المثقفين ومن اللاهثين لشهرة مزيفة وتجار بيع الحروف لمن يدفع اكثر

هذا الحوار الدسم هو ثمرة محاورة قديرة شاعرة تعشق اللغة وتدرسها مع ضيف شاعر مربي له باع طويل في خوض معارك الحفاظ على اللغة بكامل هيبتها ورونقها ورقتها من خلال محاضراته ومؤلفاته ونشاطاته وكتاباته بحيث تباريا في أسعادنا بحوار ممتنع مفيد وغني، وقد حققا ذلك وبجدارة

شكرا لهذه المساحة المزهرة بالمعرفة وهذه الإطلالة على الأخطار المحيطة باللغة العربية وكيفية إنقاذها لتبقى هويتنا ونغمة نبض قلوبنا العاشقة لتفردها من بين لغات العالم

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

ما الذي جعل اليهود مُحتَقَرين عبر التاريخ ؟

جين غاردنر (6 سبتمبر 1951-11 يوليو 2020) صحفي ومقدم أخبار أمريكي، كتبَ قبل وفاته : …