الأيزيدية من أقدم الديانات و الشعوب على وجه الأرض

إعداد المحامي كميل سلوم

إن تاريخ البشرية أقدم من آدم و حواء بمئات الآلاف من السنين وأن الإيزيدية والكثير من الديانات والمعتقدات القديمة وجدت مع وجود البشرية ,وربما الأيزيديون هم الوحيدون الذين حافظوا على أصولهم و ديانتهم إلى يومنا هذا ،رغم حملات الإبادة الجماعية التي مازالوا يتعرضون لها

 

نظريات ظهور الإيزيدية :

أولاً : تاريخياً لو قمنا بمقارنة بسيطة بين طقوس و تراث الإيزيدي و بين الذين هبطوا من كوكب نيبيرو قبل بنصف مليون عام وشكلوا فيما بعد حضارات عظيمة سوف تتفاجأ بالتطابق الكبير بينهم من حيث اللغة و الأسماء و التراث و الطقوس الدينية ، كما أن الأقوال و الأدعية الأيزيدية تؤكد بأن تاريخ الأيزيديين يعود إلى قبل آدم و حواء ، (أنوناكي Anunnaki) ومفردها (أنكى) بالسومرية، وتعني: (نقي).
فعالمهم كله طهر و نقاء و صفاء (ئي زي دي) أي الروح الخيرة أو السائرين على الطريق الصحيح ، الغير ملوثين ، الأنقياء ، أي الئيزيديين أو الأيزيدية-اكتشف المنقبون آلاف الألواح المكتوبة بالخط المسماري ، وتخصص علماء اللسانيات بفك شفرتها اللغوية ، و من هؤلاء العلماء (زكريا سيتشن) و هو عالم أمريكي من أصول روسية كشف عن لوحات فيها رسوم متقدمة جداً عن نظام شمسي يتألف من (12)كوكباً ، و بعد سنوات من الدراسة و التحليل خلص به المطاف أن عمالقة هبطوا من الفضاء فوق سطح الأرض في زمن قدر بأكثر من (5000) سنة قبل الميلاد ، و علموا سكان جنوب العراق ما لم يكونوا يعلمون ، و تقول النصوص السومرية القديمة في وصف العمالقة : أنهم قوم جاءوا من الفضاء الخارجي . و من هنا يتعين علينا الكشف عن فحوى ما تم التوصل إليه قبل بضعة أعوام ، و كان مصنفاً على أنه سري و غير مسموح بتداوله .

ثانياً :علمياً حسب نظرية الانفجار العظيم الذي وضعه العالم البلجيكي (جورج لومتر)في عام 1927 أي قبل مئة عام فقط ! بينما جسدت العديد من النصوص المقدّسة الإيزيدية هذه الحقيقة قبل آلاف السنين .
حسب نظرية التطور : هم أول من قاموا بدفن موتاهم و أدركوا أن هناك قوة أو سر خفي يتحكم بكل شيء ( أي خودا الذي خلق نفسه بنفسه خالق الكون ) و مارسوا طقوس العبادة و قاموا بتقديس الظواهر الطبيعية ، و أعتبروا الشمس و القمر و النجوم و الضوء و النارو الماء و التراب و الهوي .
و للشمس منزلة خاصة و متميزة حيث تعتبر إحدى أشكال تجليات خالق الكون خودا .
و هذه الفكرة (ازداهي ) بدأت من الفرد ثم عائلة ثم الأسرة و القبيلة و العشيرة و الشعب .
– لو قارنا بين الطقوس و التراث الإيزيدي الذي مازلنا نمارسه مع الإنسان النياندرتال الذي يعود تاريخ ظهوره قبل أكثر من350,000 عام سوف نتأكد بأنه لا يوجد أي فرق بينهما .
يقول الدكتور خزعل الماجدي : البدايات الأركيولوجية للدين نشأت مع إنسان النياندرتال ، لأنّ هذا الإنسان هو أول من دفن موتاه وهو أول من وجّه رأس جثث الموتى في القبر نحو الشرق أي بإتجاه شروق الشمس ، و كانت هذه إشارة صامتة منه يشير فيها إلى وجود حياة أخرى بعد الموت ترعاها الشمس التي تذهب كل يوم إلى العالم الآخر في الليل ، و هذا يعني أنّه يقلد حركة الشمس بعمله هذا .
و علمياً نقول : إنّه كان يمارس نوعاً من السحر التشابهي ، لأنّه بطقس الدفن وتوجيه رأس الجثة نحو الشرق يقوم بنوع من السحر التشابهي إزاء الشمس و هذه أيضا بدايات السحر الذي يراه الباحثون العتبة الأولى للدين.
والأيزيديين يعتقدون بأن الذي يموت هو الجسد و أن الروح تبقى خالدة .
و يؤمن الأيزيديون بتناسخ الأرواح ، و هو اعتقاد رئيسي في المعتقد الأيزيدي ، حيث يؤمنون بأنه عندما يموت الإنسان يخرج الروح من جسده و يستقر في جسد آخر و هكذا لعدة مرات و في كل مرة تتم مجازات الروح على الخطايا التي ارتكبها و هكذا إلى يوم القيامة .

ثالثاً : حسب الأديان السماوية و أسطورة آدم و حواء لو دققنا في تاريخ الكون والبشرية نلاحظ أنه يتناقض كلياً مع التاريخ الذي وضعته الأديان حيث أن عمر الكون يقدر بحوالي 12.5مليار سنة بينما تدعي الأديان السماوية بأنه لا يتجاوز 30 ألف عام وعمر الإنسان / 10000 سنة / كحد أقصى حسب الروايات التي وردت في التوراة / سفر التكوين / . هناك حسابات و أرقام أخرى تقول 9330 سنة ، و هناك رأي ثالث تقول 6500 سنة .
كل هذه الأرقام متضاربة و غير حقيقية لكونها وردت كنصوص دينية و ليس هناك ما يؤكدها من الناحية العلمية ، أي أنها مجرد نصوص للمتلقي المتدّين الذي يؤمن بها دون تفكير أو تفصيل .

تقول قصة الميثولوجيا الأيزيدية : أن الأيزيديين ليسوا من حواء (هواء) كبقية الشعوب بل من نسل نبي شيت عليه السلام (شهيد)الذي كانت ولادته منفردة خلقه الخالق بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل! و لكي لايختلط نسله مع نسل آدم و حواء أوتيت له الحورية( ليلون)ليلى من الجنة و تزاوجا ، و من نسلهما تكون و تكاثر الأيزيديون و أعتزلوا القوم للعبادة في الجبال والمغوار والكهوف و مازال الإيزديون ملتزمون إلى يومنا هذا بعدم الزواج من باقي الأديان, وللحفاظ على النسل هناك الحد و السد ( الطبقات الدينية ) .
وهنا أيضاً نستنتج بأننا قوم مستقل .

 

 

حقيقة أسطورة آدم و حواء تاريخياً :
-اكتشاف النسخة الأقدم لقصة آدم و حواء : آدم كان إلها.. و حواء بريئة من الغواية .
اكتشف عالمان هولنديان نسخة قديمة جداً لقصة آدم و حواء ، قالا إنها تعود إلى 800 عام قبل سفر التكوين في التوراة ، و تختلف عنها في الإنجيل والقرآن .
القصة منقوشة باللغة الأوغاريتية على لوحتين من الطين و تعود إلى القرن الثالث عشر ما قبل الميلاد ، و عُثر على اللوحتين في سوريا عام 1929، و في السبعينات تم تفكيك رموز الكتابة الأوغاريتية المسمارية في اللوحين و لكن بشكل منفصل عن بعضهما البعض .
و لأول مرة تمت دراسة اللوحين سوياً من قبل الدكتورة (مارغو كوربل و يوهانس دي مور) الأستاذ الفخري في جامعة اللاهوت البروتستانتية في أمستردام .
الاختلاف الرئيسي، كما يقول البروفسور دي مور، هو أن “هناك العديد من الآلهة في هذه الأسطورة الأوغاريتية. آدم والثعبان هما من الآلهة. وهذا يتناقض بالطبع مع الأديان التوحيدية”. والاختلاف الثاني هو أن سقوط آدم لا يعود إلى خطأ أرتكبه هو: “في القصة وحسب ما استطعنا أن نفكك رموزها، ليس هناك خطيئةوعقاب”. كما توصف امرأة آدم على أنها “من طينة جيدة”: “حواء في هذه القصة لا ذنب لها فيما حدث لآدم، على عكس قصة الخلق التي يعتمدها اليهود والمسيحيون والمسلمون”.
ما الذي يعنيه هذا الأمر بالنسبة للمؤمنين من الأديان الثلاثة؟
-أقدم نص سومري مدون فيه كلمة ” إيزيدي” يعود للألف الثالث ق.م.
-أقدم رمز ديني إيزيدي مكتشف أركولوجيًا حتى الآن هو ” عامود شيمند ” يعود تاريخه لـ9500سنة ق.م اكتشفته حفريات جامعةهايدل بيرج في كوباكلي تبا قرب آمد ديار بكر .
و هو عبارة عن عامود مربع من الحجر يلتف حوله أفعتان مجدولتان . العامودالمربع هو رمز التوحيد و يشير إلى العناصر الأربعة : الماء، النار، التراب، الهواء . و الأفعى ترمز للخلود و للحكمة.
٠ و هذا الرمز مشاع في الحضارة السومرية و الميدية و أغلب الحضارات القديمة ,
– رمز سنجق رئيس الملائكة رمزًا لنزول الروح أقدم رمز هو رمز معبد سوريا ماري تاريخه 2500ق.م
ـ المطلع على تاريخ العراق القديم قد يجد إن أشهر معابد بابل هما معبدي (إيزاجيلا و إيزيدا) (لاحظ كلمة ” إيزا “) وقد كان من النادر أن تخلو مدينة بابلية من هذين المعبدين, وإذا كان إيزاجيلا قد كان مكرسا لعبادة مردوخ عظيم آلهة بابل، فان معبد إيزيدا أصلاّ كان قد تم بناؤه لتكريس عبادة (نابو).
– وفق الأدلة التاريخية الاسم يرتبط ببداية عصر السلالات عصر ” إيزيدي سور ” و بداية بناء المستعمرات الاستطانية التيسميت بدايةً بكلمة سور متبوعة باسم موقعها مثل “جييا سور” جبل حمرين ” سورا خابور” = إقليم الخابور قرب الحسكة و منها أتى اسم سوريا .
كل الحضارات القديمة بما فيها الاديان تعرضت وما زالت تتعرض للابادة والتصفية لحلول بديل مختلف عنها يناسب السلطات على مر التاريخ وما تعرضت له الايزيدية يشبه الهاوية حيث وقعت فيها في العهد الميدي ثم في الدوامة الكبرى في عهد زرادشت حيث كانت الايزيدية محاربة من زرادشت من جهة والتي كانت مرفوضة لاسباب قومية من الفرس ومن الفكر والفلسفة الزرادشتية من جهة أخرى أما المطب والهاوية الأعظم فقد كانت بظهور الشيخ عدي ومدرسته العدوية حيث جدد والبس الايزيدية ثوباً جديداً ..

صبحي نبو (رزكار ) ناشط في الشأن الإيزيدي وسياسي مستقل.

شاهد أيضاً

رئيسة الاتحاد لحماية الأحداث اميرة سكر …. وصلنا الى الخطوط الحمرا ء ندوة تسلط الضوء على أزمات الأحداث والأطفال في محترف ع للفنون

  الواقع الاجتماعي التطرف والتعديات على الأحداث والأطفال جميعها مواضيع طرحت في الندوة المشتركة بين …