قصة الخلق البابلية الاينوما ايليش (عندما في الاعالي) اللوح الخامس

إعداد المحامي كميل سلوم

اسطورة الخلق البابلية الانيما ايليش

اللوح الخامس:

يحوى 155 سطرًا، ويتحدث عن خلقه النجوم والغمام والرياح والأنهار والجبال والعيون، ثم تكلم عن سجود الآلهة للآلة العظيم ” مردوخ “واقتراع مردوخ ببناء بابل لتكون مقرًا لملكه وبها قدس الأقداس، فوافقه الآلهة على هذا، مع مطالبتهم بخلق بشر ينجزون الأعمال نيابة عنهم.. ففي بداية اللوح الخامس يقوم مردوخ بخلق النجوم كمنازل ومحطات راحة للآلهة، كما يحدد السنة باثني عشر شهرًا، ويترك للآلة ” نانا” (القمر) تحديد الأمان ” خلق محطات لكبار الآلهة (يستريحون بها).. أوجد لكل، مثيله من النجوم.. حدد السنة وقسم المناخات.. ولكن من الاثني عشر شهرًا أوجد أبراج.. وبعد أن حدد بالأبراج أيام السنة.. خلق كوكب المشترى ليصنع الحدود.. ثم أخرج القمر فسطع بنوره، وأوكله الليل.. وجعله حلية له وزينة، وليعين الأيام.. إن أطلع كل شهر دون انقطاع مزينًا بتاج.. وفي أول الشهر عندما تشرق كل البقاع.. ستظهر بقرنين يعينان ستة أيام.. وفي اليوم السابع يكتمل نصف تاجك.. وفي المنتصف من كل شهر ستغدو بدرًا في كبد السماء.. وعندما تدرك الشمس في قاعدة السماء.. انقض من ضوئك التام وابدأ بإنقاص تاجك كما اكتمل.. وفي فترة اختفائك ستسير في درب مقارب لدرب الشمس. وفي التاسع والعشرين، ستقف في مقابل الشمس مرة اخرى

وفي توضيح آخر للدكتور فريحة تقول الأسطورة ” صنع مردوخ منازل للآلهة.. خلق الأبراج.. ثبتها في أماكنها.. حدد الأزمنة.. جعل السنة فصولًا.. ولكل شهر من الاثني عشر.. ثلاثة أبراج.. حدد الأيام بأبراجها.. وإلى الشرق، وإلى الغرب.. فتح بوابة.. وسلط القمر على الليل.. وجعله زينة في الليل.. به يعرف الناس مواعيد الأيام”

.. ثم يقول ” لكن سماء (مردوخ) لم تكن سماء واحدة، وأرضه لم تكن أرضًا واحدة إنما كانت السماء سماوات، فهي سبع سماوات طباقًا، والأرض أيضًا، طبقات سبع. أما في أعلى السموات، فقد ابتنى (مردوخ) لذاته العليا عرشًا يليق بجلاله”

ثم أوكل مردوخ لإله الشمس حكم النهار، وخلق من لعاب تيامات الغيوم والضباب، وصنع من رأسها التلال، ومن عينيها فجر نهرى دجلة والفرات ” بعد أن أوكل بالأيام شمس (إله الشمس).. وفصل بين تخوم النهار وتخوم الليل.. أخذ من لعاب تعامة (تيامات).. وخلق منها مردوخ.. خلق منها الغيوم وحملها بالمطر والزمهرير.. ووضع الرياح وأنزل المطر.. وخلق من لعابها أيضًا ضبابًا.. ثم عمد إلى رأسها فصنع منه تلالًا.. وفجر في أعماقها مياهًا.. فاندفع من عينيها نهرا دجلة والفرات

وفرحت الآلهة بخلق الكون، وقدموا لمردوخ الهدايا وسجدوا له، كما أن أمه ” دومكينا “خصته بهدية سرت فؤاده ” سر الآلهة بما رأوا سرورًا عظيما.. لخمو ولخامو وكل أبائه منهم.. عبروا إليه، وأنشار الملك وقف مرحبًا.. أما آنو وإنليل وآيا فقد قاموا بتقديم الهدايا.. وأمه دومكينا أيضًا خصته بهدية سرت فؤاده.. ولما اكتمل جميع الأيجيجى ركعوا أمامه.. وقبل كل من الأنوناكى قدميه.. فقد إجتمعوا لتقديم فروض الإحترام.. إنحنوا جميعًا وأعلنوا مردوخ ملكًا”.
واقتح مردوخ على الآلهة بناء بيت يدعو اسمه بابل، فيستقبل الآلهة ” سأمهد مكانًا صالحا للبناء.. هناك أبنى بيتًا لي وهيكلًا.. به قدس الأقداس رمز جلالتى.. وعندما تصعدون من الأبسو للاجتماع.. سيكون مفتوحًا لاستقبالكم وبه تبيتون.. أو تهبطون من السماء للاجتماع.. سيكون مفتوحًا لاستقبالكم وبه تبيتون.. سأدعوا اسمه بابل، أي بيت الآلهة الكبرى.. وسينهض لبنائه أمهر البنائين”
ويقول د. نجيب ميخائيل أن المعبد الذي بنى دعى الإيساج يل Esag El ومعناه ” مقر رأس الإله”
ويعلق الدكتور سيد القمنى على تسمية معبد مردوخ بمقر رأس الإله حيث يربطه بآلهة الفداء الشهيرة فيقول ” مثل أوزيريس Osiris المصري و” أدونيس “الفينيقى و” أتيس ” Atis الفريجى، و” ميتهرا ” Methera الفارسي و” يسوع “العبري و”الحسين ” العربي.. إلخ وقد وجدنا أن أسطورة إله الري الذبيح قد لحقت بالإله (مردوخ) وكانت تقام له سنويًا، طقوس واحتفالات للتذكرة بعودته حيًا من بين الأموات وفي عيد القيامة مجيد، وساعتها يتلو الكهنة أمامه أسماءه الخمسين، إعلانًا عن حيازته كل ألقاب السيادة، وأهم هذه الألقاب لفظ الجلالة الأسمى (إل) أو (إيل)”. وفي نهاية اللوح الخامس تطلب الآلهة من الإله العظيم (مردوخ) خلق بشر يحملون عبء العمل عنها.

 

شاهد أيضاً

بلاااااا رتوش…

راوية المصري… في عالم تلاشت فيه البساطة، وحلّت محلها مصالح الأنانية، نجد أنفسنا محاصرين بتعقيدات …